أخبار

الملالي يتجرعون «السم».. والعقوبات تعزلهم

أ. ف. ب (طهران)، «عكاظ» (واشنطن) okaz_online@

دخلت الدفعة الأولى من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ أمس (الثلاثاء)، بهدف ممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على نظام الملالي، ما يهدد بزيادة حدة الاستياء الشعبي. وحمل العديد من الإيرانيين قادتهم مسؤولية إعادة فرض العقوبات باعتبارهم فشلوا في إيجاد حل.

ومن المؤكد أن وطأة العقوبات ستكون قاسية على الاقتصاد الإيراني الذي يواجه صعوبات أثارت في الأيام الأخيرة موجة غليان واحتجاجات عارمة ضد معدل بطالة مرتفع وتضخم شديد، وتدهور في قيمة الريال الإيراني الذي خسر نحو ثلثي قيمته خلال 6 أشهر.

وقالت ياسامان، وهي مصورة في طهران، أمس: «ترتفع الأسعار منذ 3 أو 4 أشهر وكل حاجياتنا باتت باهظة الثمن، وكان ذلك حتى قبل عودة العقوبات». وترى كغيرها من الإيرانييين أن قادة البلاد سيضطرون إلى تجرع كأس السم في نهاية المطاف والتفاوض مجددا مع الولايات المتحدة.

وبعد رهان خاسر بكل ما لديه على الاتفاق النووي، زعم رئيس النظام الإيراني حسن روحاني، أن واشنطن شنت حربا نفسية على الأمة الإيرانية، وتثير انقسامات في صفوف الشعب. واستبعد التفاوض مع الأمريكيين في ظل العقوبات. واعتبر، في مقابلة تلفزيونية مساء الإثنين، أن إجراء مفاوضات مع فرض عقوبات أمر غير منطقي. وجاءت تصريحات روحاني ردا على تحذيرات ترمب لإيران، مبديا في الوقت نفسه انفتاحه على اتفاق أكثر شمولا يتعاطى مع مجمل أنشطة النظام الضارة، بما فيها برنامجه الباليستي ودعمه للإرهاب. وقال أمس الأول: «على النظام الإيراني الاختيار. فإما يغير سلوكه المزعزع للاستقرار ويندمج مجددا في الاقتصاد العالمي، وإما يمضي قدما في مسار من العزلة الاقتصادية». ويعتزم ترمب تشديد الضغط على طهران حتى تغيّر سلوكها.

ورأى الباحث في معهد «كاتو» للدراسات جون غليزر أن الولايات المتحدة تعتبر العقوبات وسيلة ضغط من أجل أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات، لتعديل شروط الاتفاق بما يناسبها.