محطة أخيرة

نوال الغامدي.. وداع حزين وقصة مُلهمة

نوال مبتسمة على سرير المرض.

خالد الجارالله (جدة) Okaz_online@

في زهو ربيعها ويفاع عمرها ذبلت وردة نوال الغامدي، محاربة السرطان الشجاعة ومُلهمة الكثير من أقرانها، ودعتنا دون أن يأفل نجمها عن سماء محبيها أو تغيب شمسها عنهم، ما زال بريق ابتسامتها النقية وتقاسيم وجهها المُشرق ماثلين في حناياهم ومنقوشاً بذاكرتهم.

إن كان لا شيء يعزي الأحبة في فقد ذويهم ومن أولئك عائلة نوال، إلا أن الآسرين لقلوب الناس ومن تركوا عبق الذكرى في أعقابهم، يمسحون بالأمل على قلوب جرحها الفراق وأرواح ما فتئت تشتاق وتحن.

نوال الغامدي، حتى وهي تموت بالمرض الذي طالما أرهق جسدها النحيل وأصابها في موجع، قدمت وعبر مقاطع محدودة قيماً إنسانية وصوراً متعددة للتمسك بالحياة والأمل واليقين بالله، لتمضي وما زال صوتها ورنة ضحكاتها وأقواس وجهها الجميل حية وتجوب سماء الأحبة، ما زال الموجوعون بالسرطان يتداولون مقاطعها وكلماتها ودفء تفاؤلها، وستظل أيقونة يستلهم منها الصغار والكبار مفهوم القبول بالقضاء والرضى بالأقدار. نعى جمهورها العريض ومحبوها فقدها عبر وسم #نوال_الغامدي، فتزعم «الترند» في دقائق، حفل بتغريدات عكست ما قدمته نوال في حياتها لهم من قصص تعزز الأمل والصبر والكفاح، وأخرى عبرت عن حزن عميق لرحيل طفلة بريئة لم يفرق المرض بينها وبين سواها.

في الحرب على السرطان خسرنا محاربة شجاعة أخرى، لكننا ومن أجلها لن نخسر المعركة، إذ إن من يمضون ويرحلون يوقدون بنضالهم الضوء لبقية المرضى للعبور إلى قمة الانتصار.