صوت المواطن

تطرف المناخ يهدد باختفاء جزر ومدن

د.عبدالرحمن كماس

د.عبدالرحمن كماس

يعيش العالم حالياً ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، أدى إلى ظروف مناخية أكثر تطرفاً كالعواصف وشدتها ومعدل حدوثها وظهورها في أماكن لم تكن تحدث فيها، وظواهر النينو والتسونامي، وازدياد حرارة المياه في القطبين، وزيادة معدل ذوبان الجليد، ما يشكل اختلالاً في موازنة القطبين ويؤثر سلباً على كوكب الأرض، فذوبان الجليد يعني ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، ويهدد ذلك بغرق جزر كاملة ومدن ساحلية وربما اختفائها، في ظاهرة جيولوجية تحدث على مر العصور.

التغير المناخي هو أكبر تحدٍّ يتعرض له كوكبنا هذه الأيام؛ إذ يزداد سخونة مؤثراً بذلك على الأنماط المناخية ومصادر المياه والنمو الموسمي للنباتات حول العالم، وعلى أسلوب معيشتنا، إضافة إلى الكائنات الحية الأخرى التي تشاركنا هذه الأرض.

وفي كل عام وتحديداً في شهر مارس يخيم الظلام ساعة كاملة من الثامنة والنصف إلى التاسعة والنصف في دول العالم استجابة لدعوة «ساعة الأرض» في مواجهة التغير المناخي والتصدي لانعكاسات الاحتباس الحراري، حيث تحتفل جميع دول العالم بقطع الكهرباء عن المباني الحيوية لمدة ساعة كاملة كتعبير رمزي لأهمية تخفيض الانبعاثات الحرارية المسببة للاحتباس الحراري الذي تعاني منه دول العالم، فتطفأ الأضواء والأجهزة الكهربائية بهدف التوعية والتثقيف بأهمية البيئة والحفاظ عليها والالتفات للمخاطر التي تهدد الكرة الأرضية التي نعيش عليها.

وساعة الأرض تعتبر دعوة ورسالة صادقة إلى دول العالم لترشيد استهلاك الكهرباء، ما ينعكس إيجاباً على البيئة والموارد الطبيعية، وهذه ساعة الأرض دعوة لكل العالم لتقليل استهلاك الكهرباء وخفض الانبعاث الحراري الذي تسببه مصادر الطاقة المختلفة والتي تشكل مخاطر بيئية عديدة على كوكب الأرض.

وفكرة ترشيد الطاقة لمدة ساعة في العام ظهرت أول مرة في سيدني في أستراليا عام 2007، عندما قام 2.2 مليون منزل ومؤسسة بإطفاء أنوارهم لمدة ساعة كاملة، متخذين موقفاً حازماً في مواجهة تغير المناخ، وبعد سنة واحدة أصبحت ساعة الأرض حدثاً عالمياً وتحركاً بيئياً ضخماً حول العالم.

ومن هنا فإن ساعة الأرض تعزز نشر ثقافة الحفاظ على البيئة وحماية كوكب الأرض بين فريق العمل لديه من خلال ترشيد استلاك الطاقة وتجنب الاستهلاك المفرط الذي يمثل أكبر تهديد للبيئة نتيجة التغير المناخي.