الطريقُ تكذّب المعالم
بالسكين
السبت / 29 / ذو القعدة / 1439 هـ السبت 11 أغسطس 2018 01:52
علي بن محمد الرباعي
مثّل كتاب سيّد قطب (معالم في الطريق) الذي صدر عام 1964، التعويذة الأولى التي تم بها استثمار انفعالاتنا، وغرس فينا بذرة الثورة الوجدانية، وأول نسخة منه جاءتني جائزة من معهد الباحة العلمي وأنا في السنة الأولى المتوسطة عام 1978.
مقدمة المعالم يفترض أنها ستقودك إلى طريق النجاة، إلا أنها تذهب بك إلى هاوية، فمجموعة أفكار أيديولوجية متأزمة تنجح في تأزيمك مع نفسك، ما يشعرك بأنك في مجتمع غير إسلامي، وكل ما حولك يتسبب في ضياع وقتك ومشروعك، فلابد من الانفصال عن المجتمع الجاهلي، (لابد من مؤهل آخر لقيادة البشرية - غير الإبداع المادي - ولن يكون هذا المؤهل سوى «العقيدة» و«المنهج» الذي يسمح للبشرية أن تحتفظ بنجاح العبقرية المادية، تحت إشراف تصور آخر يلبي حاجـة الفطرة كما يلبّيها الإبداع المادي، وأن تتمثل العقيدة والمنهج في تجمع إنساني).
يقصد بالتجمع الإنساني (الجماعة) التي وضع لها مواصفات وضوابط وشروط انتماء منها الانصياع التام لأدبيات التجمع ما يسلب منك (فرديتك) التي هي خصيصة ربانية، خلقك فرداً، وتأتيه يوم القيامة فرداً، ويؤكد قطب أن التجمع نواة الجماعة، والجماعة نواة الأمة التي لابد من بعثها من مرقدها الذي فرشه لها حكام لا صلة لهم بالإسلام كما يزعم (لا بد من «بعث» لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة، التي لا صلة لها بالإسلام، ولا بالمنهج الإسلامي، وإن كانت ما تزال تزعم أنها قائمة في ما يسمى «العالم الإسلامي» !!!) علامات التعجب من المؤلف بالطبع.
أصدقكم القول إن تجربتي مع الصحوة في البدء وبحكم الحماس لها، أضعفت الجانب الإنساني في داخلي، على مستوى الفكرة والممارسة، وكان للرموز وصايا تحذيرية من الثقافة كمصطلح، وتشديد على منع ما يسمى بالقراءة الحُرة، فهم من يرشح لك ما تقرأ لأن الثقافة باعتبارها تراثا إنسانيا مصيدة يهودية كما يرى كتاب المعالم.
سامح الله سيد قطب، فقد أضاع 20 عاماً من عمري في الاسترابة من مجتمعي وأهلي وناسي، واليوم بعد 40 عاماً، اكتشفتُ أن المعالم أوهام كشفها الواقع، وإرشادات كذبها الطريق.
مقدمة المعالم يفترض أنها ستقودك إلى طريق النجاة، إلا أنها تذهب بك إلى هاوية، فمجموعة أفكار أيديولوجية متأزمة تنجح في تأزيمك مع نفسك، ما يشعرك بأنك في مجتمع غير إسلامي، وكل ما حولك يتسبب في ضياع وقتك ومشروعك، فلابد من الانفصال عن المجتمع الجاهلي، (لابد من مؤهل آخر لقيادة البشرية - غير الإبداع المادي - ولن يكون هذا المؤهل سوى «العقيدة» و«المنهج» الذي يسمح للبشرية أن تحتفظ بنجاح العبقرية المادية، تحت إشراف تصور آخر يلبي حاجـة الفطرة كما يلبّيها الإبداع المادي، وأن تتمثل العقيدة والمنهج في تجمع إنساني).
يقصد بالتجمع الإنساني (الجماعة) التي وضع لها مواصفات وضوابط وشروط انتماء منها الانصياع التام لأدبيات التجمع ما يسلب منك (فرديتك) التي هي خصيصة ربانية، خلقك فرداً، وتأتيه يوم القيامة فرداً، ويؤكد قطب أن التجمع نواة الجماعة، والجماعة نواة الأمة التي لابد من بعثها من مرقدها الذي فرشه لها حكام لا صلة لهم بالإسلام كما يزعم (لا بد من «بعث» لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة، التي لا صلة لها بالإسلام، ولا بالمنهج الإسلامي، وإن كانت ما تزال تزعم أنها قائمة في ما يسمى «العالم الإسلامي» !!!) علامات التعجب من المؤلف بالطبع.
أصدقكم القول إن تجربتي مع الصحوة في البدء وبحكم الحماس لها، أضعفت الجانب الإنساني في داخلي، على مستوى الفكرة والممارسة، وكان للرموز وصايا تحذيرية من الثقافة كمصطلح، وتشديد على منع ما يسمى بالقراءة الحُرة، فهم من يرشح لك ما تقرأ لأن الثقافة باعتبارها تراثا إنسانيا مصيدة يهودية كما يرى كتاب المعالم.
سامح الله سيد قطب، فقد أضاع 20 عاماً من عمري في الاسترابة من مجتمعي وأهلي وناسي، واليوم بعد 40 عاماً، اكتشفتُ أن المعالم أوهام كشفها الواقع، وإرشادات كذبها الطريق.