11 أغسطس.. يوم أن بكت الأرض صوتها
غيّر فيزياء الفن وسقط إلى الأعلى
السبت / 29 / ذو القعدة / 1439 هـ السبت 11 أغسطس 2018 05:02
خالد علاجي (جدة)
سقط جسمه النحيل على مسرح المفتاحة وعلا شأنه في عالم الفن، مجسدا نظرية «السقوط إلى أعلى»، ليصبح مقام ثابت في نوتة الموسيقى على مر عصورها وظاهرة جدلية قلما تتكرر، فبدايته أسرت الوجدان بإحساسه المرهف ورحيله «فطر» القلوب في مشهد يبدو وكأنه النهاية، إلا أنه في واقع الأمر بداية فصل جديد من حكاية ترويها الأيام وتتغنى بها الأجيال.
في شهر أغسطس، كان للقدر حكمة مع قيثارة الشرق طلال مداح ففيه «ولد ورحل»، تاركا بصمة في تاريخ الفن وإرث لازال ينبض بين حين وآخر من خلال أعمال نادرة أو مقطوعات موسيقية خرجت من الأدراج لتشنف الآذان، وتأنس وحدة العشاق ببحر من الألوان الغنائية الممزوجة بروعة وإحساس صوت الأرض، مستذكرين في اليوم الحادي عشر، ذكرى رحيله الثامنة عشر بمزيدا من الآسى والاشتياق.
«مدرسة موسيقية ومرجعا فنيا»
كان لرحيل “زرياب«، اللقب الذي أطلقه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عليه، أثر عميق على خارطة الموسيقى العربية، خاصة أنه يعتبر آخر الرواد المجددين لها والمبتكرين فيها، ساعده في ذلك موهبته الفنية وتجاربه الثرية خاصة مع أعلام الفن في الوطن العربي من الموسيقيين والملحنين والشعراء، ما منحه مزيجا صخبا من التنوع الثقافي والفني تمكن من خلاله أن يبتكر مقطوعات موسيقية فريدة، متجاوزا فترة التلحين التي رافقته في مشواره مع اختلاف الزمان وطابعه الغنائي، إذ من المعروف أنه كان عرابا ومجددا في بداية مشواره للموسيقى المحلية التي نقلها من الأغنية ذات اللحن الواحد إلى كوبليهات تطورت مع المراحل التالية بحسب الإمكانيات والذائقة الفنية للمستمعين، بحسب الأجيال، مستفيدا من خبرة معاصيره في تلك الفترة خاصة سفينة الألحان عبدالله محمد، ورفيق دربه فوزي محسون الذي شكل معه ثنائي فني قدم عدة أعمال خالدة إلى الآن، تلاها فترة سراج عمر التي وصفت بالذهبية قياسا بالأغاني التي لاقت نجاحات باهرة وغيرهم من الملحنين السعوديين والخليجيين. تخلل تلك الفترات تجارب فنية واسعة أكسبته كثيرا من المعرفة الموسيقية عبر تعاونه مع كبار الملحنين آنذاك منهم موسيقار الأجيال بأغنية»ماذا أقول«و»منك يا هاجر دائي«العمل الذي لم يطرح رسميًا إلا بعد وفاة المداح، الذي سبق أن سجله بآلة العود في أواخر الثمانينات، بجانب الملحن الكبير محمد الموجي في أغنيتي»لي طلب«و»ضايع في المحبة«، بينما خرجت اجتماعاته الفنية العديدة بالعبقري بليغ حمدي بلحن لأغنية»يا قمرنا«التي قدمها على مسارح القاهرة، كما جمعه عملين مع الملحن إبراهيم رأفت في أغنيتي»غلاب يا هوى«و»عز اغترابي«، ومع الملحن جمال سلامة أغنية»يا حبيب العمر" والتي لم تطرح رسميا إلا بعد وفاته.
كل تلك التجارب انعكست على شخصية طلال مداح الموسيقية المستمدة من تكوينه الإنساني، بعد مشوار حافل في بحر الفن تشرّب خلاله جميع الألوان عبر مدارس فنية استطاع بموهبته أن يكون أحد أضلاعها باقتدار، بل مدرسة موسيقية مستقلة بحد ذاتها أضحت مرجعا فنيا للمبتدئين والغائرين في عالم الموسيقى.
«للوفاء وقفة»
وفيما لازال صدى المداح يدوي واسمه ينحت في التاريخ، لازال للوفاء وقفة بتخليد اسمه كعنوان لمسرح فني أو أكاديمية فنية، كونه مؤسس الأغنية السعودية الحديثة وأحد روادها وسفيرها الذي نقلها للمتذوق العربي بأعماله الخالدة وحنجرته الذهبية.
في شهر أغسطس، كان للقدر حكمة مع قيثارة الشرق طلال مداح ففيه «ولد ورحل»، تاركا بصمة في تاريخ الفن وإرث لازال ينبض بين حين وآخر من خلال أعمال نادرة أو مقطوعات موسيقية خرجت من الأدراج لتشنف الآذان، وتأنس وحدة العشاق ببحر من الألوان الغنائية الممزوجة بروعة وإحساس صوت الأرض، مستذكرين في اليوم الحادي عشر، ذكرى رحيله الثامنة عشر بمزيدا من الآسى والاشتياق.
«مدرسة موسيقية ومرجعا فنيا»
كان لرحيل “زرياب«، اللقب الذي أطلقه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عليه، أثر عميق على خارطة الموسيقى العربية، خاصة أنه يعتبر آخر الرواد المجددين لها والمبتكرين فيها، ساعده في ذلك موهبته الفنية وتجاربه الثرية خاصة مع أعلام الفن في الوطن العربي من الموسيقيين والملحنين والشعراء، ما منحه مزيجا صخبا من التنوع الثقافي والفني تمكن من خلاله أن يبتكر مقطوعات موسيقية فريدة، متجاوزا فترة التلحين التي رافقته في مشواره مع اختلاف الزمان وطابعه الغنائي، إذ من المعروف أنه كان عرابا ومجددا في بداية مشواره للموسيقى المحلية التي نقلها من الأغنية ذات اللحن الواحد إلى كوبليهات تطورت مع المراحل التالية بحسب الإمكانيات والذائقة الفنية للمستمعين، بحسب الأجيال، مستفيدا من خبرة معاصيره في تلك الفترة خاصة سفينة الألحان عبدالله محمد، ورفيق دربه فوزي محسون الذي شكل معه ثنائي فني قدم عدة أعمال خالدة إلى الآن، تلاها فترة سراج عمر التي وصفت بالذهبية قياسا بالأغاني التي لاقت نجاحات باهرة وغيرهم من الملحنين السعوديين والخليجيين. تخلل تلك الفترات تجارب فنية واسعة أكسبته كثيرا من المعرفة الموسيقية عبر تعاونه مع كبار الملحنين آنذاك منهم موسيقار الأجيال بأغنية»ماذا أقول«و»منك يا هاجر دائي«العمل الذي لم يطرح رسميًا إلا بعد وفاة المداح، الذي سبق أن سجله بآلة العود في أواخر الثمانينات، بجانب الملحن الكبير محمد الموجي في أغنيتي»لي طلب«و»ضايع في المحبة«، بينما خرجت اجتماعاته الفنية العديدة بالعبقري بليغ حمدي بلحن لأغنية»يا قمرنا«التي قدمها على مسارح القاهرة، كما جمعه عملين مع الملحن إبراهيم رأفت في أغنيتي»غلاب يا هوى«و»عز اغترابي«، ومع الملحن جمال سلامة أغنية»يا حبيب العمر" والتي لم تطرح رسميا إلا بعد وفاته.
كل تلك التجارب انعكست على شخصية طلال مداح الموسيقية المستمدة من تكوينه الإنساني، بعد مشوار حافل في بحر الفن تشرّب خلاله جميع الألوان عبر مدارس فنية استطاع بموهبته أن يكون أحد أضلاعها باقتدار، بل مدرسة موسيقية مستقلة بحد ذاتها أضحت مرجعا فنيا للمبتدئين والغائرين في عالم الموسيقى.
«للوفاء وقفة»
وفيما لازال صدى المداح يدوي واسمه ينحت في التاريخ، لازال للوفاء وقفة بتخليد اسمه كعنوان لمسرح فني أو أكاديمية فنية، كونه مؤسس الأغنية السعودية الحديثة وأحد روادها وسفيرها الذي نقلها للمتذوق العربي بأعماله الخالدة وحنجرته الذهبية.