أخبار

مكة المكرمة: الدفاع المدني ينفذ فرضية لانهيار مبنى مأهول بالحجاج

إخلاء 205 محتجزين وإنقاذ 47 مصاباً افتراضياً

أحمد اللحياني (مكة المكرمة) amead9999@

نفذت قوات الدفاع المدني المشاركة في موسم حج هذا العام 1439هـ، مساء اليوم (الأحد)، فرضية لمواجهة احتمالات انهيار مبنى مأهول بالحجاج في حي الروضة (جوار كوبري الروضة) امتداد الطريق المؤدي لأنفاق الملك فهد بن عبدالعزيز بالعاصمة المقدسة، وذلك ضمن جهود المديرية العامة للدفاع المدني لرفع درجة استعداد فرق الدفاع المدني والجهات المشاركة لمواجهة أي طارئ قد يقع خلال موسم الحج.

وأوضحت قيادة قوات الدفاع المدني بالحج أن الفرضية جاءت استجابة لورود بلاغ لمركز العمليات الأمنية الموحدة في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم أمس يفيد بانهيار جزئي لأحد المباني المخصصة لإسكان الحجاج بحي الروضة جوار كبري الروضة، وتم تحريك الوحدات اللازمة والمساندة للموقع وإبلاغ الجهات المشاركة والمساندة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج، وتأمين الموقع والحادث بالآليات اللازمة كسيارات الإخلاء الطبي، والمعدات الثقيلة وغيره.

وتمكنت قوات الدفاع المدني خلال الفرضية التي تم تنفيذها من الانتقال السريع إلى موقع الحدث، وتقييم الموقف وإيضاح الصورة العامة عن الحدث وتطبيق الخطة العامة للطوارئ بالحج بمشاركة جميع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ بالحج مثل الهلال الأحمر والأمن العام والمرور وغيرها، وذلك من خلال تطبيق خطة الإخلاء الطبي في موقع الحادث الافتراضي، وكذلك خطة الإسناد البشري إضافة إلى القيام بأعمال الفرز الطبي حسب بطاقات الفرز والتصنيف الدولية وكذلك تقديم العلاج السريع حسب الحالات.

وقامت فرق الدفاع المدني خلال الفرضية، بإنقاذ وإخلاء (205) محتجزين، ونقل (11) حالة وفاة افتراضية إلى مناطق الفرز، ومن ثم إلى المستشفيات القريبة مع مراعاة الاختصاص واستيعاب المستشفيات، كما تمكنت من إنقاذ (47) مصاباً افتراضياً تعرضوا للإصابة، وشاركت قوات الدفاع المدني بالتنسيق مع مرور العاصمة المقدسة في إعادة حركة المرور بمنطقة الحادث إلى حركتها الطبيعية بعد أن تعطلت بسبب «حادثة انهيار المبنى».

وأكدت قيادة قوات الدفاع المدني في الحج أنه تم خلال تنفيذ هذه الفرضية تطبيق خطة الإنقاذ بنجاح من خلال التمركز الصحيح وإعطاء مجال للآليات المساندة، وتقديم أعمال الإنقاذ على ضوء حجم الحدث والقيام بتحديد مناطق الإسناد الآلي والبشري والقيام بكافة ما يتطلبه الحدث من إجراءات في حينه وتوزيع الأدوار والمهام على المشاركين في الحادث، حيث تم إنقاذ المحتجزين في موقع الحادث وإبعاد من يتهددهم الخطر في الموقع وعمل حاجز أمني حول منطقة الحدث، مع نقل المصابين والمتوفين إلى منطقة الإخلاء الطبي للقيام بعملية الفرز.

فيما تضمنت أعمال السلامة دعم موقف وحدات الإطفاء والإنقاذ والحماية المدنية، والتأكد من سلامة المباني المجاورة بالتنسيق مع المختصين في أمانة العاصمة المقدسة.

وقد شارك في تنفيذ الفرضية كل من الإدارة العامة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة ممثلة بقوة الطوارئ والإسناد بالحج، شرطة العاصمة المقدسة، دوريات الأمن، إدارة الشؤون الصحية، إدارة الكهرباء هيئة الهلال الأحمر، وأمانة العاصمة المقدسة.

وجاءت هذه الفرضية الميدانية النوعية ضمن الخطة التدريبية لقوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج للوصول لأعلى درجات الجاهزية لجميع الوحدات والفرق الميدانية لأداء مهامها في مجال الإطفاء والإنقاذ المائي والسلامة والإسعاف وغيرها من أعمال الدفاع المدني. كما تمثل اختباراً لكافة الآليات والمعدات وذلك من خلال برامج التدريب التنشيطي للوحدات في مواقع تمركزها بالمشاعر وبما يتناسب مع المهام المنوطة بها وكذلك من خلال الفرضيات التطبيقية والتي يشارك فيها فريق تدريب الدفاع المدني بالحج.

وتنظم إلى جانب هذه الفرضيات دورات تدريبية يومية على رأس العمل للوصول إلى أعلى مستوى من الجاهزية لدى كافة فرق ووحدات الدفاع المدني بما يضمن راحة وسلامة ضيوف الرحمن.

من جانبه أكد قائد قوات الدفاع المدني في الحج اللواء سالم بن مرزوق المطرفي أن المديرية العامة للدفاع المدني شرعت منذ وقت مبكر في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ التي شرفت باعتماد وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، وتضمنت عدداً من المخاطر الطبيعية والصناعية المحتملة بينها مخاطر وقوع الحرائق ووقوع انهيارات مباني، مؤكداً أن هذه الفرضية تأتي تنفيذاً لمحاكاة المخاطر المحتملة، ورفع مستوى وكفاءة الأداء لرجال الدفاع المدني المشاركين في التعامل مع الآليات.

وأوضح اللواء المطرفي أن المديرية العامة للدفاع المدني حرصت كغيرها من الأجهزة الحكومية المشاركة في أعمال الحج على العمل الدؤوب والمضاعف من أجل تسخير كل إمكاناتها ومواردها لخدمة وراحة وأمن حجاج بيت الله الحرام.

وأكد أن هذه الفرضية تضمنت وقوع انهيار في أحد المباني الخاصة بأحد مباني سكن الحجاج تزامن معه وقوع حريق حيث تم تنفيذ عدة عمليات منها عملية الإخلاء الفوري للتخفيف من عدد الإصابات التي قد تقع - لا قدر الله -، والتأكد من جاهزية الفرق المشاركة من كافة الأجهزة الحكومية، كما تم استخدام الوسائل الحديثة والخاصة بالبحث عن المحتجزين تحت الأنقاض من خلال الأجهزة التنقية المتوفرة لدى المديرية العامة للدفاع المدني بما فيها فريق الإنقاذ الدوري المتقدم، مشيراً إلى أنه تم خلال الفرضية إخلاء جميع الحجاج، حيث نتج عن الحادث افتراضاً 47 إصابة متنوعة ووفاة 11 حاج افتراضياً.

وبيّن المطرفي أن جميع الأجهزة الحكومية المعنية بالتدخل والتعامل مع هذه الحالة الفرضية باشرت أعمالها كما ينبغي في الخطة العامة للطوارئ لافتاً إلى أن مستوى الأداء كان جيداً.

ولفت اللواء المطرفي إلى أن هذه الفرضية تعتبر إحدى الفرضيات التي ستنفذها المديرية العامة للدفاع المدني ضمن سلسلة من الفرضيات بالمشاركة مع كافة الأجهزة المعنية استعداداً لموسم الحج هذا العام والتي سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة في المشاعر المقدسة، سائلاً الله العلي القديرأن يكون حج هذا العام آمناً، ويعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لكل ما من شأنه تسيير الحج المبارك.