يقفز اسم الراحل سراج عمر على رأس قلة من المغنين العرب الذين غنوا عن الحج، وتحتفظ سجلاته الفنية بستة أعمال قدمها على فترات متنوعة منذ السبعينات الهجرية، هي «أهلاً بوفد الخير» و«يا حاج بيت الله» و«مسيرة خير» و«من كل فج عميق» و«جينا يا رب البيت» و«جاؤوا عبادك»، وقدمتها الإذاعة السعودية على مدى سنوات طويلة خلال أيام الحج.

غير أنه على مستوى الأغنية السعودية، تتزعم أغنية «يا حج يا مبرور» للراحل طلال مداح قائمة الأكثر سماعاً وشهرة، صاغ كلماتها سعيد الهندي ولحنها الراحل مطلق الذيابي، وجرى تسجيلها في حقبة السبعينات الميلادية. وغنت الفنانة إبتسام لطفي نشيداً في التسعينات بعنوان «يا حج من كل فج عميق»، فيما اشتهرت أعمال أخرى للموسيقار غازي علي. على المستوى الأغنية العربية، غنت أم كلثوم قصيدة أحمد شوقي الشهيرة «إلى عرفات الله» في عام «1951م».

وبأن مطربي الأجيال الجديدة قدموا أعمالاً حديثة عن المناسبات الرمضانية وعيد الفطر السعيد، إلا أنهم فيما يتعلق بالحج لم يقدموا شيئاً يذكر، الأمر الذي يراه الناقد الفني فهد زيدان بأنه نتيجة لعدم رواج هذه النوعية من الأعمال في هذه الأوقات التي ينصرف فيها الناس لما هو أهم، إما بأداء الحج أو بالاستعداد لعيد الأضحى، فضلاً عن توجه وسائل الإعلام للنقل من الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، الأمر الذي لا يتيح لهذه النوعية من الأعمال الانتشار، وهو ما يجعل الفنان يتجنب تقديمها.