صوت المواطن

علاج المهايطي والدرباوي

أبا الخيل

عثمان بن حمد أبا الخيل sureothman@hotmail.com

المهايطي والدرباوي سلوكيان يجتمعان تحت مظلة الترف والجلبة والشهرة السلبية، قال ابن منظور في كتابه «لسان العرب»: «والهِياطُ والمُهايطةُ: الصِّياح والجَلَبة»، وهذا هو التعريف اللغوي للمهايطة، وكلمة مأخوذة من «هيط»، وهي كلمة عربية فصيحة، وقد ورد ذكرها في قواميس اللغة العربية، وتعني الصراخ أو الضجة. أما الدرباوية فهي كلمة جديدة في اللغة العربية وهي مستحدثة وتعني الدرب أي الطريق. تتبعي للمهايطين همهم تضخيم الذات، وإعطاؤها ما ليس لها من المكانة والمنزلة الاجتماعية، وإظهار الإسراف والترف المزيف والتباهي في إقامة المناسبات وتقديم نفيس الهدايا والتبذير، دون مراعاة للطبقة الفقيرة، تري هل ظاهرة «الهياط» -وأتمني ألا تكون ظاهرة- هي محاولة للرفع من الذات بطريقة سلبية؟ هناك من يراها صورة لشريحة من المجتمع، تعكس تبذير الأموال بطريقة استفزازية وهذا ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي والأمثلة كثيرة. والأدهى حين يسافر المهايط فإنه يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي ما يلبس من ماركات عالمية ليثبت للآخرين أنه هنا وأنه مهايط. ملابس قذرة متسخة، وأشكال إنسانية توحي أنهم من العصر الحجري، يملكون ألوان سيارات فاقعة اللون وسلوكيات تنم عن الضياع الذاتي، لا أحد يعرف كيف نشأت هذه الظاهرة في مجتمعنا، هل أتت من خارج الحدود أم أنها من رحم مجتمعنا، لماذا وصلوا إلى هذه المرحلة من الفوضوية هل هو الفراغ أم البطالة أم الاتجاه في الطريق الذي يوصل إلى المجهول، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ»؛ رواه البخاري. ما عندك ما عند جدتي! مع العلم إني من المعارضين لاستخدامها هناك جدات يملكن من الخبرة والمعرفة بشؤون الحياة أكثر مما نتوقع، لكن تجازواً الإنسان المهايطي والدرباوي يري الحياة من زاوية مظلمة، ويريد أن تكون الحياة مشرقة في وجهه، ما التفكير العقلاني الذي جعله يسلك هذا الطريق الموحش والذي ينتهي بهوة سحيقة. من المسؤول عن تقويم سلوك المهايطي والدرباوي؟ وهل بعض الإعلام بكل ألوانه يغذي المهايطة وهل بعض الإعلاميين يهايطون؟ وهل القنوات الفضائية الشعبية تساهم في انتشار صور المهايطه؟ هل للهياط علاج؟ أم إنه داء له دواء يحتاج إلى مراكز أبحاث لتجري تجارب تتوصل إلى دواء شافٍ، من الجهة الحكومية المسؤولة عن الهياط والدرباوية، وزارة الداخلية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ربما وزارة الصحة والمستشارين النفسيين، أين وزارة الثقافة والاعلام؟.

لا بد من وضع عقوبات رادعة وتنفيذها على أرض الواقع لكل مهايط، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، كلي أمل أن تعقد الندوات في القنوات الفضائية الرسمية لمناقشة ظاهرة المهايطة والدرباوية ووضع الحلول المناسبة وعلى أئمة المساجد أن يخصصوا خطباً توضح موقف الإسلام من هاتين الظاهرتين.