الحج

السديس: «شؤون الحرمين» تركز في خطتها لموسم حج هذا العام على راحة الحجاج

«عكاظ» (مكة المكرمة)

ركزت خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لموسم حج هذا العام 1439، التي تستمر حتى نهاية شهر ذي الحجة الجاري على عدد من المحاور هي المحور الخدمي، المحور الإداري والبشري، المحور التوجيهي والإرشادي، المحور الهندسي والفني، المحور الإعلامي والتقني.

وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أنه جرى الإعداد لتلك المحاور بالحرمين الشريفين لتطوير العمل وتحسين مستوى الأداء وتأهيل الموارد البشرية والاستثمار في إنسان الرئاسة، وموظفيها المميزين ومنسوبيها المؤهلين المفعمين بالنشاط والحيوية والتفاعل والإيجابية، لتحلق بالإدارات إلى سماء التميز والإبداع في تناغم وتعاون وتكاتف بما يحقق مصلحة العمل وعلى مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، في المطاف والمسعى والسطح والقبو وتوسعة الملك فهد والتوسعة السعودية الثالثة -الشمالية- وسائر أدوار الحرم وساحاته، والمسجد النبوي الشريف وذلك لإبراز الجهود والإنجازات التي تقدمها الدولة في الحرمين الشريفين وعنايتها بقاصديهما، وتحقق منهج هذه البلاد المباركة في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية على ضوء التوجيهات السديدة والتطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، ووزير الداخلية، وأمير منطقة مكة المكرمة وأمير المدينة المنورة ونائبيهما، والتزام ثوابتها ومواكبة لرؤيتها المستقبلية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020 وشعار إمارة منطقة مكة المكرمة «كيف تكون قدوة».

وأشار الدكتور السديس إلى أنّ خطة الرئاسة خلال موسم الحج لهذا العام تعمل على تحقيق عدد من الأهداف، تشمل تقديم العون لضيوف الرحمن على تأدية مناسكهم بكل يسر وسكينة وهدوء، مع الحرص على تنفيذ خطتها المعدة دون عوائق تُذكر، وأن تكون إمكاناتها متاحةً لحجاج بيت الله الحرام مع الحرص على توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة، وتهيئة جميع المرافق والإمكانات، والتأكد من جاهزيتها على الوجه الذي يتطلع إليه ولاة الأمر، مبيناً أن ذلك يتم بمشاركة وتنسيق مع الإدارات والجهات الحكومية والأمنية ذات العلاقة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية وإمارة منطقة مكة المكرمة، وإمارة منطقة المدينة المنورة.

وأكَّد الدكتور السديس في المحور التوجيهي والإرشادي على توافر عدد من الخدمات المهمة التي تقدمها الإدارات العامة منها: خدمة التوجيه والإرشاد التي تعنى بتوعية الحجاج والزائرين بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح والمقتضى الشرعي السديد ومنها: إقامة حلقات للدروس يلقيها عدد من المشايخ والعلماء والمدرسين، وتوزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية والتوجيهية والإرشادية، وترجمة خطب الجمعة في الحرمين الشريفين لعدد من اللغات، وتنظيم وترتيب الزيارة الشرعية والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، رضي الله عنهم، وتنظيم دخول النساء إلى الروضة الشريفة والصلاة فيها دون اختلاط بالرجال، بواقع ثلاث مرات في اليوم والليلة، وإطلاق الرئاسة لعدد من البرامج ومنها: الحسبة في خدمة ضيوف الرحمن، ودور المرأة في خدمة الحاجة والزائرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وحملة «صفاً واحداً معكم جنودنا البواسل» وحملة «آمناً».

وأضاف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن الرئاسة تقوم بتفعيل أدوار الحرمين الشريفين العلمية والإرشادية عبر الكراسي العلمية التي تشارك فيها عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء وأئمة وخطباء الحرمين الشريفين وأعضاء هيئة التدريس بمختلف الجامعات، وذلك ضمن حملة «خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا» في عامها السادس والتي تهدف إلى عكس صورة مشرفة للدين القوي بوسطيته واعتداله وانبثاق كل مناشط الحرمين الشريفين على ضوء العقيدة السمحة والاعتدال الذي تميزت به هذه البلاد في حسن التعامل مع حجاج بيت الله الحرام بكلمة طيبة وأخلاق قويمة وتعامل حسن، فيما جاءت هذه الحملة في محاور متعددة وذلك لحسن الإعداد والإكرام والوفادة لضيوف الرحمن الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين في منظومة من الأمن والأمان واليسر والسهولة والاطمئنان ليكون الحاج متفرغا لأداء العبادة لأن الحج عبادة شرعية لا مجال لصرفها في مجال من المجالات الأخرى ورفع أي من الشعارات السياسية أو الطائفية ومحاولات تسييس الحج وإخراجه عن منهجه الشرعي.

وبين الدكتور السديس أن الرئاسة تعمـل على الترجمة الفورية لخطب الجمعة في الحرمين الشريفين إلى 10 لغات لتصل الرسالة السامية لهذا الدين لمختلف الحجاج بلغاتهم المتنوعة وإطلاق البرامج والمسابقات العلمية والحوافز التشجيعية لضيوف الرحمن ومقرأة الحرمين للقرآن الكريم ومقرأة الحديث النبوي الشريف واستفادة رواد الحرمين منها، وقد حظيت بشرف ترجمة خطبة عرفة لهذا العام ترجمة فورية ليستفيد منها حجاج بيت الله الحرام بلغاتهم المختلفة وأعراقهم المتنوعة.

وأوضح الدكتور السديس أنه في الجانب الخدمي تقوم الإدارات المختصة بتوفير الخدمات، حيث هيأت جميع الأبواب والسلالم خلال موسم الحج البالغ عددها 210 أبواب بالمسجد الحرام و100 باب بالمسجد النبوي و28 سلماً كهربائياً بالمسجد الحرام، وأربعة سلالم كهربائية بالمسجد النبوي، وعدد المداخل المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة 38، وعدد المداخل المخصصة لدخول النساء 7، وعدد الجسور 7، وعدد العبّارات 7، ومدخل واحد مخصص لدخول الجنائز، وفيما يخص سقيا زمزم، فيوجد عدد من المشربيات الرخامية، بلغ عددها 660 مشربية بالمسجد الحرام، و60 مشربية بالمسجد النبوي، وعدد الحافظات 25.000 حافظة بالمسجد الحرام، و23.000 حافظة بالمسجد النبوي، وعدد الخزانات الـ"ستان ستيل" 352 خزاناً، و10.000 عربة عادية، وعدد 700 عربة كهربائية.

كما تقوم أيضاً بترجمة الخطب إلى لغة الإشارة للإخوة الصُّم، وتهيئة الخدمات لذوي القدرات الخاصة وتهيئة الفرش وعربات القولف الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار، وتنظيم دخول وخروج المصلين، والقضاء على المخالفات، وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها، وكل ما يساعد قاصدي الحرمين الشريفين على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، كما يسهم كلٌّ من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، في تجديد كسوة الكعبة يوم التاسع من ذي الحجة بالكسوة الجديدة، جرياً على العادة المباركة لهذه الدولة في العناية بالكعبة المشرفة ومعرض عمارة الحرمين الشريفين، الذي يبرز جهود الدولة في خدمة الحرمين الشريفين إعمارهما والعناية بهما.

كما يتم تكثيف أعداد المباخر والطيب في أروقة الحرمين الشريفين وممراتهما لاستقبال الزوار والمصلين من خلال موظفيها ليتهيأ بذلك تطييب الحرمين الشريفين، وتقوم بتجهيز المباخر الخاصة بالتبخير، التي يتم من خلالها استخدام أجود أنواع البخور وأجود أنواع الفحم «القرض» الذي يحتفظ بوهجه وحرارته دون شرار ولا رائحة، وأن المباخر المستخدمة من النوع الكولندي النحاسي المطلي بماء الفضة ذي الغطاء المثقّب لنفاذ الطيب منه حرصاً على سلامة ضيوف الرحمن.

وفي المحور الفني والهندسي أكد الدكتور السديس جاهزية الخدمات الفنية والهندسية والإدارات المختصة بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة الفنية من الإنارة، والتكييف والتهوية، وأنظمة الصوت والتحكم والكاميرات، وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية، والمباني، واستعداد المكتبات في الحرمين الشريفين للباحثين وطلاب العلم من قاصدي الحرمين الشريفين.

وأوضح الدكتور السديس أنه تم رفع الطاقة الإستيعابية للمطاف لتصل في جميع أدوار الحرم إلى 107 آلاف طائف في الساعة، مشيراً إلى أنه ستتم الاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة «التوسعة الشمالية» بكامل طاقتها الاستيعابية، حيث سيكون جميعها مصليات، واستغلال الساحات المحيطة حول الحرمين بنسبة 100%.

كما تتم أيضاً الاستفادة من تكييف الدور الأول في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف توسعة الملك فهد، وتكييف القبو للمرحلة الثانية بالتوسعة السعودية الأولى، ابتداءً من قبو باب الملك عبدالعزيز إلى منتصف المنطقة الواقعة أمام قبو توسعة الملك فهد، وأيضاً تكييف الدور الأرضي في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف توسعة الملك فهد، الاستفادة من جسر الراقوبة المؤدي إلى المسعى «المروة» الدور الثاني من وإلى الساحات، وتكييف مشروع المطاف للدور الأرضي والدور الأول ودور القبو، وتجهيز 600 مروحة تلطيف هواء في المسجد الحرام وساحاته و4500 مروحة في أروقة مبنى المطاف و250 مظلة بساحات المسجد النبوي، و52.499 سجادة بالحرمين المكي والمدني.

وفي ما يتعلق بدورات المياه فقد تم تجهيز أكثر من 8441 وحدة من وحدات دورات المياه، وأكثر من 6000 ميضأة موزعة في ساحات المسجد الحرام وساحات المسجد النبوي، وغيرها من الخدمات التي يحتاجها كل حاج.

وتم تجهيز جميع خطوط التغذية الكهربائية التبادلية للنظام الصوتي الأساسي والاحتياطي وبذلك يكون النظام الصوتي -بإذن الله- مؤمناً تأميناً كاملاً لاستمرار التيار الكهربائي دون انقطاع.

وفي المحور الإداري والبشري، بيّن الدكتور السديس أنه يقوم على تنفيذ هذه الخطة في الحرمين الشريفين أكثر من 10.000 من القوى البشرية من موظفين وموظفات في الرئاسة والوكالة من المؤهلين علمياً وعملياً للمراقبة ومتابعة سير العمل، إضافة إلى عمال وعاملات النظافة.

وأعلن الدكتور السديس حملة «خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا» في عامها السادس، التي تهدف إلى توقير المسجد الحرام والمسجد النبوي وأن تعظيمهما عقيدة وشريعة ومنهج وأصل ومبدأ ينبغي أن نفعله في أنفسنا وفي صفاتنا وأخلاقنا وأعمالنا وأن نراعي الآداب الشرعية فيه وأن تكون البيئة العاملة في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي هي بيئة مميزة متعاونة ومتكاتفة وإيجابية متفاعله كما تهدف الحملة إلى إبراز جهود الدولة وحرصها على تقديم أفضل الخدمات وأميزها وأرقاها لضيوف بيت الله الحرام والعناية بهم وإكرام وفادتهم بما يحقق التطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة.

وفي الجانب الإعلامي والتقني أشار الدكتور السديس إلى الإعداد لعدد من البرامج المختلفة والأفلام المتنوعة في المجال التلفزيوني والإذاعي لإبراز الجهود التي تقدمها هذه الدولة المباركة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والخدمات التي توفرها لضيوف بيت الله الحرام، ومعرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي في التعريف بجهود الدولة وما تبذله بسخاء لأداء النسك والزيارة بيسر وطمأنينة، وتقديم رسالة الحرمين الشريفين الدينية والتوعوية والتثقيفية بصورة عصرية ومن الأفلام فلم زمزم وطهر بيتي وقيم وقداسة وغيرها وفي الجانب التقني سيتم العمل ببرنامج تطبيق الحرمين للخدمات الذكية «قاصد» بغرض استخدام التقنية في خدمة الحرمين وقاصديهما.

وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده يرحبون بمختلف الحجاج من جميع دول المعمورة على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وحرصها على تقديم أفضل الخدمات لهم وتحقيق سبل الراحة والاطمئنان ليؤدوا نسكهم بكل راحة ويسر وسهولة وأمن وأمان وأن الرئاسة حريصة كل الحرص على تحقيق التطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة في تقديم الخدمات لضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.