محطة أخيرة

مها الحمود لـ«عكاظ»: اخترت أصعب الطرق لعلاجي وانتصرت

باغتها السرطان في أول أيام ابتعاثها للدراسة

مها الحمود

خالد الجارالله (جدة) kjarallah@

يقين الإنسان بنفسه وإيمانه بقدرته على التغيير، أمران من شأنهما أن يقهرا كل عقبات الحياة ومنغصاتها، وهما الجناحان اللذان حلقت بهما المبتعثة السعودية مها سهيل الحمود في سماء النجاح، حين قهرت مرضها وظروفها الصعبة وانتصرت عليها لتكمل مسيرتها العلمية بشجاعة على نحو يدعو للاعتزاز بها كنموذج سعودي يحمل على عاتقه مسؤولية مواكبة رؤية السعودية في التغيير والتطوير ودعم جودة الحياة.

مها التي تحذوها الآمال بأن تنال رخصة للمحاماة، وتمثل المرأة السعودية في الأمم المتحدة بصفتها سفيرة أو في موقع عالمي، تروي عبر «عكاظ» قصتها مع المرض وصدمة الإصابة بسرطان الدم في بداية سنتها الجامعية الأولى، وتقول «في أول يوم لي كطالبة سعودية مبتعثة للولايات المتحدة تم تشخيصي بسرطان الدم، وكأي شابة في مقتبل حياة جديدة في بلد آخر كانت الصدمة مؤلمة جدا، تلتها عشرات الفحوصات وعدة عمليات جراحية واستشارات مع عدة أخصائيين؛ فحدث كل شيء بغاية السرعة، لكن وجود والدي بجانبي ساعدني على استيعاب المنعطف الحاد الذي أخذته حياتي، والخطوات القادمة. لجأت لرب العالمين وأعطاني القوة وزدت إصرارا على أن أبذل كل جهدي وتحقيق طموحاتي الأكاديمية ومحاربة المرض. وبدأت مرحلة من الصدمة إلى مواجهة الواقع».

وأضافت «واجهت المرض بكل قوة، وكانت لدي فرصة لإكمال دراستي وإتمام العلاج في الوقت نفسه في الولايات المتحدة، أو تأجيل الدراسة والرجوع لبلادي لاستكمال علاجي بوجود الأقرباء والأصدقاء، واخترت المسار الأصعب والأكثر تحديا لي من جميع النواحي، لأنني عاهدت نفسي بأن لا أسمح للمرض بأن يصبح عائقا في طموحاتي الدراسية، باشرت بالكتابة في عدة صحف إلكترونية عن تجربتي وتطور حالتي، ولله الحمد وجدت الكثير من الدعم».

ومضت تقول «بيئتي المحيطة جعلتني ما أنا عليه اليوم، وساعدتني في التغلب على المرض لوجود الدعم من العائلة والأصدقاء وجهات معنية، فأتوجه بالشكر إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والملحقية لتكفلهم بعلاجي في أحسن مراكز علاج السرطان ومتابعة حالتي أولا بأول خلال بعثتي، وأشكر أرامكو السعودية لدعمها لي عبر السماح لوالدي بمرافقتي طوال فترة العلاج واهتمامها بحالتي الصحية».

وحول ماذا أكسبتها معركتها مع السرطان، قالت «معركتي معه غيرتني وعلمتني الكثير، تعلمت أن لكل إنسان متى ما أراد مخزونا هائلا من الإصرار والعزيمة والطموح يجعله يتغلب على جميع مصاعب الحياة إن توكل على الله وتغير فكره إيجابيا»، وحول نصيحتها لمرضى السرطان قالت «عليهم أن يكونوا أقوياء ولا يتأثروا إلا بالأمور الإيجابية وأن يواجهوا الصدمات بشجاعة»

وختمت «لدي شغف بتمثيل وطني الغالي في المحافل الدولية كممثلة للمملكة في مواقع عالمية، وإبراز دور المرأة السعودية في نهضتها، وأحلم بتأسيس منظمة سعودية في المملكة للتوعية بسرطان الدم، ونظام دعم أكاديمي ونفسي لمرضى السرطان، وتأسيس منصة موحدة لجميع المرضى والناجين من السرطان لمشاركة تجاربهم لتصبح مرجعا لكل مريض.