كتاب ومقالات

سلمت الراس الكبيرة

أشواك

عبده خال

منذ تقلص امتداد داعش كتبت ذات مرة:

أن هذه الحركة لن يرضى بها العالم لأن تسود وتستقر، وما هي إلا أداة ضغط على المنطقة وتفتيت أولويات كانت الراس (الكبيرة) ترسم السيناريو للمنطقة، وحدث تداخل في سيناريو مع ثورات الربيع العربي والتي كانت بدلا لتمدد داعش، كون الثورات العربية ستكون محصلتها أكبر وأعم، وعندما لم تسقط كل الدول الرئيسية، ولم يحمل الإخوان الهدية الضخمة لأردوغان لكي يتقدم إلى الاتحاد الأوروبي وجميع الدول العربية تحت «إبطه» حدث ارتباك بين سيناريوهين أحدهما انكشف للشعب العربي (وهم الإخوان) وظل الوحش الدموي «داعش» مطلق اليد في التوسع شمالا ليكون حائطا بين إيران وأطماعها في المنطقة وأن يكون مستعدا لتحريكه إلى أي مناطق أخرى ترفع رأسها.. وبعد اكتشاف كمية الخراب التي أحدثتها الثورات العربية، والتحام الشعوب مع دولهم.. غدا الوحش الكاسر «داعش» خطرا على الرأس الكبيرة التي خططت لمسيرة هذا الوحش، إذ تم استقطاب أفراد من دول أوروبا وتحولوا إلى مقاتلين لن يعيشوا إلا في هذه الأجواء، ومع انحصار تواجد هؤلاء الأوباش في العراق وفي سوريا.. كانت المناطق الرخوة في العالم العربي هي اليمن -الآن- فهل سيتم نقل ملعب الدواعش لأن يكونوا داخل اليمن؟

وإذا لم يكن هذا ليس بالقرار القادم.. يصبح السؤال:

- إلى أي منطقة سينتقل مقاتلو داعش؟

علما أن الدول الأوروبية اتخذت قرارا صارما بعدم عودة رعاياها المنتمين للدعيش العودة إلى أرض الوطن.

وإزاء خارطة الاقتتال فإن العراق قضت على التواجد الداعشي، وبقيت هناك جيوب في سوريا.. فكيف يمكن حماية أي دولة من أن تكون هي الميدان القادم؟

اليمن وليبيا هما المنطقتان الرخوتان في الوضع العربي.. ولأن ليس هناك خيار في انتقالهم أو بقائهم تظل الخشية قادمة من اختيار بلد ثالث ليكون المقاتل الوحيد هو الداعشي... فقط دعونا (نفلي) الراس الكبيرة لنعرف متى ستحك شعرها وفي أي اتجاه.