الحنين إلى الماضي: علة المسلمين
الاثنين / 16 / ذو الحجة / 1439 هـ الاثنين 27 أغسطس 2018 01:50
إدريس الدريس
لو كان لي من الأمر شيء لمنعت تداول معظم كتب التاريخ الإسلامي التي تمجد ماضينا الزاهر وتروي بطولات المسلمين لا لشيء إلا لأن هذه المراجع التي تضم آلاف الصفحات قامت بتخدير المسلمين وجعلتهم ينامون على وسادة الأمجاد، وهذا بدوره قادنا إلى البقاء متأخرين عن مواكبة السائرين نحو المستقبل وصرنا نلوح ونهش بماضينا على كل من يصمنا بالتخلف.
أعجبني كلام أحد المسلمين الأوروبيين «لا يحضرني اسمه»، عندما قال إن الشباب يتطلعون للمستقبل، بينما يحن الشيوخ من كبار السن للماضي، ما يعني أن الأمة الإسلامية تعاني من الشيخوخة مما يحوجها إلى التغني بالماضي، وهذا وصف حقيقي ودقيق، فلازلت أتذكر عندما كنت طفلاً كيف كنت أتوق للكبر وأستعجل ذلك، بينما صرت الآن أحن -أحيانا- إلى كثير من ذكريات الصبا والشباب، بل إنك ستجد أن كثيراً من المشاهد والمقاطع التراجيدية التي تصلك عبر وسائط الواتساب فيها استرجاع مصور وحنين إلى «الماضي الجميل»، وهذا تأكيد على تجذر هذا السلوك الذي تم اكتسابه وتكريسه من خلال مناهج التعليم وكثير من الكتب والمؤلفات التاريخية التي كتبت بعاطفة جياشة وخيال أدبي فيه نسيج قصصي وروائي.
ليتنا نتخلص ابتداء من مناهج التعليم من النكوص للماضي ونتوقف عن تدريس بعض من التاريخ الذي لا يفيد، وأن نتولى تربية النشء على مجايلة الدول المتقدمة في عصرنا الحديث ومواكبة التقدم العلمي والطبي والتقني، ويجدر بنا أن نستنسخ التجربة اليابانية التي أبقت على أصالتها مع معايشة الحاضر بكل تجلياته العلمية والتقدمية.
لقد أسهمت بعض القراطيس في تكريس الطائفية وزرع الفتن والخلافات المذهبية، كما أنها سبب في استنبات العنصرية والقبلية، وعلينا أن نكف عن تخيل الماضي وأن نعمد إلى التفكير في المستقبل والتطلع إلى التنافس مع الأمم والدول التي تحلق بسرعة الضوء إلى الغد فيما لازلنا نراجع شريط الأمس الذي نسمع عنه ولم نعايشه، وهذا لن يتأتى إلا باستصدار قرار تعليمي عربي بإلغاء بعض من التاريخ الذي لا فائدة منه في المناهج الدراسية، وإن أمكن أيضاً أن نرمي بعض المراجع التاريخية «غير الوثيقة» في البحر، فذلك خير لنا وأبقى.
أعجبني كلام أحد المسلمين الأوروبيين «لا يحضرني اسمه»، عندما قال إن الشباب يتطلعون للمستقبل، بينما يحن الشيوخ من كبار السن للماضي، ما يعني أن الأمة الإسلامية تعاني من الشيخوخة مما يحوجها إلى التغني بالماضي، وهذا وصف حقيقي ودقيق، فلازلت أتذكر عندما كنت طفلاً كيف كنت أتوق للكبر وأستعجل ذلك، بينما صرت الآن أحن -أحيانا- إلى كثير من ذكريات الصبا والشباب، بل إنك ستجد أن كثيراً من المشاهد والمقاطع التراجيدية التي تصلك عبر وسائط الواتساب فيها استرجاع مصور وحنين إلى «الماضي الجميل»، وهذا تأكيد على تجذر هذا السلوك الذي تم اكتسابه وتكريسه من خلال مناهج التعليم وكثير من الكتب والمؤلفات التاريخية التي كتبت بعاطفة جياشة وخيال أدبي فيه نسيج قصصي وروائي.
ليتنا نتخلص ابتداء من مناهج التعليم من النكوص للماضي ونتوقف عن تدريس بعض من التاريخ الذي لا يفيد، وأن نتولى تربية النشء على مجايلة الدول المتقدمة في عصرنا الحديث ومواكبة التقدم العلمي والطبي والتقني، ويجدر بنا أن نستنسخ التجربة اليابانية التي أبقت على أصالتها مع معايشة الحاضر بكل تجلياته العلمية والتقدمية.
لقد أسهمت بعض القراطيس في تكريس الطائفية وزرع الفتن والخلافات المذهبية، كما أنها سبب في استنبات العنصرية والقبلية، وعلينا أن نكف عن تخيل الماضي وأن نعمد إلى التفكير في المستقبل والتطلع إلى التنافس مع الأمم والدول التي تحلق بسرعة الضوء إلى الغد فيما لازلنا نراجع شريط الأمس الذي نسمع عنه ولم نعايشه، وهذا لن يتأتى إلا باستصدار قرار تعليمي عربي بإلغاء بعض من التاريخ الذي لا فائدة منه في المناهج الدراسية، وإن أمكن أيضاً أن نرمي بعض المراجع التاريخية «غير الوثيقة» في البحر، فذلك خير لنا وأبقى.