صوت المواطن

صالح التركي وإنقاذ جدة

محمد يوسف

محمد حسن يوسف

قبل 4 سنوات تقريباً.. أجرت مجلة الرجل حواراً موسعاً مع صالح التركي بعد أن حقق نجاحات عدة، وصار اسمه مرادفاً للجودة وسرعة الإنجاز، أتذكر أنه تحدث عن أمور كثيرة معقدة تتعلق بقراراته الجريئة، وعن عشقه للعمل التطوعي والاجتماعي الذي جعلهم يسمونه «أبو الأيتام» في جدة.. ودافع بقوة عن دعمه المتواصل للمرأة ورغبته في أن تحصل على كامل حقوقها.

الأهم أنه سئل عن عروس البحر الأحمر جدة التي أصبح الآن أمينها ومسيرها التنفيذي، فقال كلاماً مهماً جداً لا بد أن نعيد قراءته في هذا الوقت بالذات.. قال التركي: «الحديث عن جدة ذو شجون، لا شك أنها تشهد طفرة هائلة، لكنّي غیر راضٍ البتة عن آلیة تقديم الخدمات الفوقیة والمرافق الحضرية وطريقتها، فمن لحظة خروجك من باب بیتك تصدمك مشاهد القذارة والفوضى في كل أنحاء المدينة، من حیث المباني التجارية والسكنیة والعمارات والفلل التي لا تحمل مضموناً حضارياً أو ثقافياً ولا هوية محددة، ناهيك عن العشوائيات والحواري التي تقام تحت سمع الجميع وبصرهم، وبترخیص أو دون ترخيص، وخدمات المیاه والكهرباء والهاتف تعاني من تضارب رهیب، وشوارع تسفلت الیوم لیجري حفرها مرات بعد ذلك، عمارات «كالخوازيق» لا يوجد فيها أي قدر من الذوق وتنتهك خصوصیتك التي نسرف في الحديث عنها إذا اقتحم أحدهم بنظره أهلك في السیارة، ثم ننسى هذه الخصوصیة عندما تنتهك مئات العیون خصوصیتك من هذه البنايات وأنت داخل بیتك، لأن هذه المباني ترتفع فوق منزلك». مازلت استعيد كلام صالح التركي، الشخصية الاقتصادية والاجتماعية الاستثنائية، وأذكر لكم ما قاله قبل 4 سنوات بالضبط عبر مجلة الرجل، قال: «للأسف.. رغم الملیارات التي تخصّصها الدولة للبنیة التحتیة، فإن فوضى البنیة الفوقیة تفسد أي جهد وأموال تنفقها الدولة، أشعر وكأن المقاولين الذين يعملون في جدة لديهم الرغبة في معاقبة سكانها، أقول هذا الكلام وأنا أعلم أن المسؤولين في الأمانة والبلديات وغيرها يواجهون تراكمات وصعوبات ومشكلات سابقة كثيرة، ولكني ككل مواطن جداوي أتمنى أن تصبح جدة منارة للعلم والمعرفة ومركزاً تزدهر فیه الآداب والفنون ومحافظة على هويتها الحضارية والمعمارية الإسلامیة المتمیّزة. الجانب الاجتماعي والعام». صح لسانك يا أمين جدة، شخصت كل الجروح بكلمات بسيطة وعميقة قبل أن تتولى المسؤولية، وكلنا ثقة أنك بشخصيتك الحازمة وقدراتك الاستثنائية وعقليتك المستنيرة الحكيمة، قادر بمشيئة الله على أن تصلح كل الأعطاب التي أصابت سفينة جدة، بل وتستطيع أن تجعلها ضمن أهم المدن الذكية في العالم وتبحر بها بعيداً.. كما أكدت في أول كلماتك بعد تولي المسؤولية. نستبشر خيراً.. ونهنئ أنفسنا بتوليك زمام الأمور في العروس، ونشعر أننا مقبلون على طفرة حقيقية، فالرجل المناسب في المكان المناسب.

attaho0a@hotmail.com