عام دراسي مفيد
ومضة شعاع
السبت / 21 / ذو الحجة / 1439 هـ السبت 01 سبتمبر 2018 02:43
إبراهيم إسماعيل كتبي
بدأ عام دراسي جديد منطلقا بالآمال والطموحات في حصاد طيب إن شاء الله، وقبل أيام تبادلنا التهاني بعيد الأضحى ونجاح موسم الحج، وبعد أيام سيهل عام هجري جديد.. مناسبات ثلاث تدعو لاغتنام معانيها وموجباتها بما هو هادف في حياة كل فرد والأجيال لننفع بها أنفسنا ونفيد وطننا بالإيجابية وإثراء العقل والروح والفكر والسلوك في الحياة اليومية.
تزامنا مع العام الدراسي الجديد انعقد المنتدى الدولي للمعلمين والمعلمات وافتتحه معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ومشاركة مئات المعلمين والمعلمات ومسؤولين وخبراء من المملكة ومن 30 دولة، وشهد المنتدى حوارات وورش عمل وأفكار تركزت حول واقع ومستقبل دور بل رسالة المعلم والمعلمة وما يجب أن تكون عليه هذه الثروة البشرية من علم وقدرات ذاتية تكمل تطوير، فهم النبع لكل مافيه الخير لتأسيس وبناء الأجيال، وكما قال الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا..
كاد المعلم أن يكون رسولا
المعلمون والمعلمات ركيزة مقومات العملية التعليمية التي كلما نظرنا إليها بمجهر التقييم ووضعتها الوزارة في رؤية التطوير، يبدو واقعها متراكما بسبب مناهج التلقين وثقافة الشهادة الجامعية لمعايير الحياة الاجتماعية والوظيفة حتى أصبحت الشهادة هدف الأسرة والطالب، وفي الوقت الذي كانت فيه الوظائف بحاجة إلى أبنائنا وبناتنا وكانت القطاعات الحكومية هي المطلب حتى التشبع، بينما ظلوا ولحسابات متشابكة وغير مبررة لسنوات طويلة على هامش سوق العمل، الذي كاد أن يكون حصريا إلا قليلا على العمالة الوافدة، حتى ضغطت البطالة ليصبح الجميع أمام المسؤولية.
طوال عقود شهد التعليم توسعا أفقيا وبقيت المناهج وبيئة التعليم وأساليبه على حالها وظلت الفجوة بين التعليم العام والجامعي ومع سوق العمل. ولأن المقدمات تحدد النتائج فقد ظلت المخرجات أيضا على حالها، بينما الدنيا تتطور ودول سبقت ونافست في الاقتصاد والتكنولوجيا والابتكارات بالعقول لأنها بدأت بمفتاح التعليم والبحث العلمي. واليوم تسعى الوزارة بكل إرادة إلى توجيه البوصلة إلى (التعليم المعتمد على الكفايات) الذي يستهدف تطوير فلسفة التعليم والتعلم، من خلال المعلمين لتغيير مفهوم دورهم وطريقتهم في التدريس، ليس فقط بنقل المحتوى المعرفي، إنما التركيز على عمق الفهم المعرفي وتطبيقاته، والقدرات والمهارات المعرفية وغير المعرفية، التي ينبغي أن يخرج بحصيلتها الطالب.
الحراك السريع للتحول والتحديث على كافة المستويات عنوانه وإطاره (رؤية 2030) وفي القلب من ذلك يأتي تطوير التعليم من خلال أربعين مبادرة تطويرية تعليمية، ستكون لها آثار إيجابية وفوائد جانبية. ومن المفيد هنا الإشارة إلى رسالة معالي الوزير التي تستحق فعلا التفاعل إن كان على المستوى الشخصي من جانب المعلم والمعلمة أو في سياق الإدارة المدرسية، بالاستمرار في جهودهم التطويرية، والتعرف على أبرز المستجدات التربوية، وأن تكون عقولهم منفتحة على التفاعل مع كل جديد ومفيد، والاستفادة من التجارب والأفكار التربوية العالمية، وتطوير الأساليب والوسائل التعليمية، فالتحدي يقول إن التقليد بنقل المعارف القائمة لم يعد كافياً بل غالبا ما يؤخر عن اللحاق بركب التطور العلمي.
هذا ما نحتاجه بالفعل لتكون لنا تجربتنا ونموذجنا الذي يستفيد ويفيد بالتفاعل مع التطور العلمي، وأن يسهم التعليم ببصماته في تطوير الحياة بكافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية بل وثقافة الحياة المبدعة، وها هو التعليم لدينا ينطلق نحو ذلك بكثير من التفاؤل بإذن الله.
* كاتب سعودي
تزامنا مع العام الدراسي الجديد انعقد المنتدى الدولي للمعلمين والمعلمات وافتتحه معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، ومشاركة مئات المعلمين والمعلمات ومسؤولين وخبراء من المملكة ومن 30 دولة، وشهد المنتدى حوارات وورش عمل وأفكار تركزت حول واقع ومستقبل دور بل رسالة المعلم والمعلمة وما يجب أن تكون عليه هذه الثروة البشرية من علم وقدرات ذاتية تكمل تطوير، فهم النبع لكل مافيه الخير لتأسيس وبناء الأجيال، وكما قال الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا..
كاد المعلم أن يكون رسولا
المعلمون والمعلمات ركيزة مقومات العملية التعليمية التي كلما نظرنا إليها بمجهر التقييم ووضعتها الوزارة في رؤية التطوير، يبدو واقعها متراكما بسبب مناهج التلقين وثقافة الشهادة الجامعية لمعايير الحياة الاجتماعية والوظيفة حتى أصبحت الشهادة هدف الأسرة والطالب، وفي الوقت الذي كانت فيه الوظائف بحاجة إلى أبنائنا وبناتنا وكانت القطاعات الحكومية هي المطلب حتى التشبع، بينما ظلوا ولحسابات متشابكة وغير مبررة لسنوات طويلة على هامش سوق العمل، الذي كاد أن يكون حصريا إلا قليلا على العمالة الوافدة، حتى ضغطت البطالة ليصبح الجميع أمام المسؤولية.
طوال عقود شهد التعليم توسعا أفقيا وبقيت المناهج وبيئة التعليم وأساليبه على حالها وظلت الفجوة بين التعليم العام والجامعي ومع سوق العمل. ولأن المقدمات تحدد النتائج فقد ظلت المخرجات أيضا على حالها، بينما الدنيا تتطور ودول سبقت ونافست في الاقتصاد والتكنولوجيا والابتكارات بالعقول لأنها بدأت بمفتاح التعليم والبحث العلمي. واليوم تسعى الوزارة بكل إرادة إلى توجيه البوصلة إلى (التعليم المعتمد على الكفايات) الذي يستهدف تطوير فلسفة التعليم والتعلم، من خلال المعلمين لتغيير مفهوم دورهم وطريقتهم في التدريس، ليس فقط بنقل المحتوى المعرفي، إنما التركيز على عمق الفهم المعرفي وتطبيقاته، والقدرات والمهارات المعرفية وغير المعرفية، التي ينبغي أن يخرج بحصيلتها الطالب.
الحراك السريع للتحول والتحديث على كافة المستويات عنوانه وإطاره (رؤية 2030) وفي القلب من ذلك يأتي تطوير التعليم من خلال أربعين مبادرة تطويرية تعليمية، ستكون لها آثار إيجابية وفوائد جانبية. ومن المفيد هنا الإشارة إلى رسالة معالي الوزير التي تستحق فعلا التفاعل إن كان على المستوى الشخصي من جانب المعلم والمعلمة أو في سياق الإدارة المدرسية، بالاستمرار في جهودهم التطويرية، والتعرف على أبرز المستجدات التربوية، وأن تكون عقولهم منفتحة على التفاعل مع كل جديد ومفيد، والاستفادة من التجارب والأفكار التربوية العالمية، وتطوير الأساليب والوسائل التعليمية، فالتحدي يقول إن التقليد بنقل المعارف القائمة لم يعد كافياً بل غالبا ما يؤخر عن اللحاق بركب التطور العلمي.
هذا ما نحتاجه بالفعل لتكون لنا تجربتنا ونموذجنا الذي يستفيد ويفيد بالتفاعل مع التطور العلمي، وأن يسهم التعليم ببصماته في تطوير الحياة بكافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية بل وثقافة الحياة المبدعة، وها هو التعليم لدينا ينطلق نحو ذلك بكثير من التفاؤل بإذن الله.
* كاتب سعودي