ثقافة وفن

بعد 79 عاماً.. كتاب جديد يكشف قصة اختفاء «الموناليزا»

لوحة الموناليزا لدى إعادة عرضها فى متحف اللوفر يوليو 1945.

«عكاظ» (جدة) okaz_online@

كشف كتاب «الحفاظ على الموناليزا»، الذي صدر أخيراً في نسخته الإنجليزية، للكاتب جيرى شانيل، تفاصيل إخفاء لوحة الموناليزا خلال الحرب العالمية الثانية. وأوضح الكتاب أن من قام بإخفاء اللوحة موظف يدعى جاك جاكارد كان يعمل نائباً لمدير متحف «Nationaux»، آنذاك، وذلك من أجل الحفاظ على اللوحة الفنية القيمة التي تعد من أهم اللوحات في العالم.

ويحكي الكاتب قائلاً: إن متحف اللوفر خلال الحرب العالمية الثانية كان يحتوي على قطع فنية وأثرية نادرة؛ ولهذا أراد الموظف أن يحافظ على تلك النوادر من قبضة النازيين، وانتهز ذلك بعدما طلب منه مدير المتحف الإشراف على إخلاء كنوز متحف اللوفر من باريس كما لو كانت أطفاله، وكان ذلك فى أغسطس وسبتمبر من عام 1939.

تكتيكات التأخير فعلها موظف مدنى يسمى جاك جاكارد، جاءت من أجل الحفاظ وإنقاذ الأشياء الثمينة ومنها لوحة الموناليزا، وتمثال فينوس دي ميلو، جواهر التاج الفرنسي، إضافة إلى آلاف الأصناف الأخرى.

وبناء على طلب مدير المتحف قام جاكارد بإعداد خطة محكمة لاخفاء القطع الفنية قبل مطالبة مدير المتحف بذلك، وبالفعل عمل على ذلك بمفرده ووضعها في شاحنات صغيرة في إحدى الليالي العاتمة، وتم نقلها إلى مختلف السرايات في جنوب وغرب فرنسا التي غادرها أصحابها فراراً من النازيين.

وأمضت الموناليزا، التي كانت ملفوفة داخل صندوقها الخشبي المبطن، سنوات الحرب على بعد 400 ميل تقريباً من باريس في غرفة مشمسة في الطابق العلوي في مونتوبان، وذلك لإبعادها عن خطر الرطوبة أو القصف.

لم تتوقف مهمة جاك جاكارد عند حد الحفاظ وإنقاذ اللوحات والقطع النادرة، ولكنه أوقف حماس النازيين من فكرة إنشاء متحف ضخم مليء بأعمال فنية رائعة، بسبب أنه نقل كل هذا لأماكن متباعدة.

وأيام الحرب قام الحلفاء بقصف بعض من السرايات، وتمكنت هيئة الإذاعة البريطانية من الحصول على معلومات من قبل رجال المقاومة تفيد بأن اللوحة لا تزال سليمة ولم تتعرض لأي ضرر؛ ولهذا قامت هيئة الإذاعة البريطانية بإرسال عبارات مشفرة مثل «الموناليزا لا تزال تبتسم»، لإظهار أن الرسالة قد وردت لهم في أوائل عام 1944، وحاول النازيون القيام بعملية انتزاع أخيرة لأعمال الفن الأكثر قيمة في فرنسا، إذ شعروا أنهم يخسرون الحرب. لكن جاكارد تهافت بما فيه الكفاية حول عدم وجود شاحنات مناسبة لنقل الأعمال الفنية إلى الشرق.

لكن بالنسبة لهذه التكتيكات، ربما تكون الموناليزا قد انتهى بها المطاف في مخبأ مهجور، بدلاً من ذلك، وعرض الكتاب صورة لها فى نهاية الحرب سليمة، كونها مغلفة في متحف اللوفر أعيد عرضها في يوليو 1945.