أخبار

إيران وقصف إسرائيل كـــذب

زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@

بين ما قيل عن عطل كهربائي وما تبين أنه قصف إسرائيلي لمواقع إيرانية في ضواحي العاصمة السورية دمشق ترتسم صورة الآلة الإعلامية لمحور ما يسمى بالممانعة والذي تقوده إيران في المنطقة.

هي سياسة الكذب والإصرار على الكذب لعل البعض يصدق شيئاً عن الكذب. ففي حين كان الإعلام الدولي والعربي يؤكدان على حصول القصف الإسرائيلي وتدمير مواقع للحرس الثوري والميليشيات التابعة له. كان إعلام إيران ومعه إعلام النظام السوري يؤكدان أن ما حصل هو «تماس كهربائي» ثم جاءت صور اليوم التالي لتبين كذب ادعاءاتهم كلها.

المشهد لم يتغير فقبل أسبوع واحد كانوا يتحدثون عن اختراع طائرة حربية أطلقوا عليها اسم «كوثر» ليتبين أنها طائرة أمريكية قديمة تعود للحرب العالمية الثانية.

أركان الملالي لا يريدون الاعتراف أن زمن حصد الهزيمة في سورية والشرق الأوسط قد بدأ. هناك اختلاف بين منطق الانتصار ومنطق النجاح لقد انتصروا بالشكل في معارك ضد تنظيمات إرهابية هم أنفسهم شاركوا في صناعتها كداعش وأخواتها، لكنهم عجزوا عن صنع النجاح في دمشق، وبغداد، وصنعاء، واليوم في بيروت. الانتصار قد تصنعه كذبة إعلامية، لكن النجاح يحتاج إلى وقائع ميدانية سياسية، واقتصادية، وتنموية، وثقافية وهو ما لا يوجد في تفاصيل المغامرة الإيرانية في العالم العربي.

القصف الإسرائيلي للمواقع الإيرانية في ضواحي العاصمة السورية رسالة كبرى أرسلت من الأراضي السورية إلى موقع القيادة في طهران مفادها «لا موافقة على بقائكم في دمشق» وهي رد على ما سُميّ بالاتفاقية العسكرية مع نظام الأسد والتي أعلن عنها قبل أيام. في سورية لم ينتصر أحد هناك مهزومون كُثر من إيران إلى ميليشياتها فداعش وأخواتها والخاسر الأكبر هو نظام بات أضحوكة بين أقرانه.

في سورية لم ينتصر أحد ولن ينتصر أحد، يمكن لأحدهم أن ينجح أن ساهم بصناعة مستقبل آمن وحر للشعب السوري وغير ذلك فكل ما يُحاك هو هزيمة وهزيمة نكراء.