ثقافة وفن

الجابري بين أصالة التشكيل الشرقي وإبداعات التقنية الإيطالية

صالح شبرق (جدة) okaz_online@

فقدت ساحة الفن التشكيلي الفنان العراقي علي الجابري، الذي يعد أحد أبرز الفنانين العرب في إيطاليا، إذ يقول عنه الناقد والفنان أحمد فلمبان: «ترك إرثا خالدا من الأعمال النحتية والرييليف واللوحات الفنية، التي تنتشر في روما وفلورنسا وميلانو ونابولي وصقلية وجنوا وسبوليتو، وفي العديد من دول العالم مثل بغداد وجده والبحرين والقاهرة وأمريكا واليابان وكوريا وأستراليا، وتحضن متاحف العالم ومراكز الفن وقصور الوجهاء والأثرياء وصالات العرض لوحاته الفنية».

وأضاف: أن أعماله تميزت بالخصوصية والأصالة الشرقية العربية العراقية وإبداعات التقنيات الإيطالية، نحت على المواد الصلبة، من الرخام مرورا بالصخر والحجر والجرانيت والخشب والحديد و«الترافرتينو» والبلاستيك والألمنيوم، إلى المواد المصنعة والمصبوبة من الجبس والإسمنت والخزف و«الريزن» المخلوط ببودرة الرخام والحديد، وهو مبتدع النحت على الألمنيوم وتم تسجيله باسمه في اليونسكو عام 1961.

وأوضح فلمبان أن الجابري أنجز منذ عام 1962 أكثر من 1500 منحوتة ومجسمات جمالية ولوحات بارزة، وأقام ما يزيد على 40 معرضا شخصيا، وشارك في العديد من المعارض الجماعية والمسابقات والفعاليات الفنية الدولية، وأهم محطاته الفنية تمثيله العراق في بينالي فينسيا في الأعوام (1976 و1988 و1990)، وتم تعيينه من قبل إدارة البينالي منسقا دوليا دائما لها، ونفذ الكثير من المجمعات وقصور الفن في البحرين ودبي والعراق وأمريكا.

درس الجابري في أكاديمية الفنون الجميلة في روما بقسم الرسم عام 1968 بإشراف الفنان «قوتّوسو»، وتعلم النحت عام 1976 على يد الفنان الإيطالي الشهير «فاتسيني»، وواصل دراسته الفنية في قسم الديكور الداخلي لينال شهادتها عام 1980، وأتم دراسته التخصصية في قسم التزيين المسرحي، وينال شهادته بتفوق عام 1984، وخلال رحلته الطويلة في الأكاديمية وتدريبه في محاجر الرخام في إيطاليا، كان نشيطا في الإنتاج والمشاركات في كل المناسبات والفعاليات الفنية، داخل إيطاليا وخارجها، ويعد أبرز الفنانين العراقيين في عصرها الذهبي وزميل الفنانين ضياء العزاوي وشاكر حسن وسلمان عباس وسعدي الكعبي.