صوت المواطن

قرية الأفاعي !

الغنامي

سعد الغنامي 1_saad@

يحكى أن قرية تحوي مجموعة من السكان متحابين ومتوادين في ما بينهم، لكن الغدر سُلط في أحد أبنائها فبات يربي الأفاعي السامة في بيته، دون علم أبناء هذه القرية، وما يخيم الليل بظلامه ويذهبون للأمان، إلا ويسخر سموم هذه الأفاعي ويطلقها على منازلهم، فيخلف الكثير من الدمار إما بموت أو إصابات، وما إلى ذلك من مصائب، وما تشرق شمس اليوم التالي وتعود أفاعيه إلى مخبئها في بيته، إلا ويخرج ليمشي بين الأهالي ويواسيهم ويرى ما خلفه من أثر السموم دون ريب منه أو شك به، «كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته» وظل على هذه الحال حتى فضح الله أمره، وقُطع دابر الأفاعي بفطنة أهالي القرية الجميلة، التي عاث فيها فسادا وإفسادا وتمت «مقاطعته» بأفاعيه داخل بيته تنهشه وتجرعه من سمومها حسرات. هذه القصة الحزينة القصيرة التي كان بطلها الجار المؤذي الذي يذكرنا بحكومة قطر وما فعلته من أذية بجيرانها في غفلة «أخوية» منهم، والأفاعي تذكرنا بالجماعات الإرهابية التي سلطتها وسخرتها بين الشعوب الخليجية ودعمتها بالأفعى المجلجلة ذات الصوت المزعج «الجزيرة» وقنواتها الرياضية، التي دفقت السموم في عقول مشاهديها العرب، وحاولت نفخ كُره السعودية فيهم، إلا أنها لم ولن تنجح، عبر ترويج أكاذيب وافتراءات، فما كذب «الكسيرة» ومرتزقتها ومحاولاتهم الخائبة بتأجيج الشارع العربي على السعودية إلا أوراق خاسرة ترمي بها علّها تجد متنفساً لحكومتها التي غدت وراحت تقلب كفيها ندماً وحسرة على ما ارتكبته من عدوان وظلم غاشم على أبناء جلدتها.. مملكة الحزم أغلقت باب الأفاعي وأخبرت صاحبها أن الباب سيظل مغلقاً حتى تختفي الأفاعي!

ورسالتي لكل ساذج يتأثر بقناة الهزل المسرحي والغباء الدرامي انظروا إلى عقولكم جيداً وأنصتوا إلى أرواحكم كثيرا وابحثوا عن ما تقدمه المملكة العربية السعودية للعرب والمسلمين تكاد لا تجد دولة عربية أو مسلمة حلّت بها أزمة أو نكبة من نكبات الدنيا أو عدوان أو اضطهاد أقليّات إلا وتناصرها وتقف جوارها بكل بسالة وأنفة وتكون عونا ومساعداً لها، فمواقف المملكة منذ تأسيسها خير شاهد على ذلك، ومن لا يرغب بتصديق هذا الحديث فلن أبالي به كثيراً ولكني حزين عليه أكثر لأن الأيام ستأتيه لتخبره بذلك!