كتاب ومقالات

وفاء الكبار

صالح شبرق

الوفاء من أنبل الصِفات والأخلاق الإنسانيّة، وهو خُلقٌ اجتماعيٌ إسلاميٌ من أجمل ما يُوصف به المرء. ولا أعجب اليوم وأنا أرى الوسط الرياضي والإعلامي وهو يحزن على رحيل خالد قاضي، ذلك الرجل الوفي النقي، فهو شخصية معروفة لدى كافة الرياضيين، وكل لاعبي وممثلي المراكز الإعلامية في الأندية وكبار الصحفيين الرياضيين والجمهور الرياضي السعودي بكافة ميوله لقد عرفه بدماثة خلقه، وما يحمله من قلب طاهر نقي ومن نبل ولطف وتواضع جم، ومحبة وتضحية في سبيل الآخرين. فحالة الحزن التي تعم الرياضة السعودية والخليجية لها ما يبررها، فمحبة الناس له كبيرة، إضافة إلى كونه أحد الإعلاميين النشطاء وأحد أبرز مشجعي قلعة الكؤوس، إنه باختصار رقم صعب في الرياضة السعودية، ولعل ما جسد محبة الناس له بكاء زملائه الإعلاميين على الهواء مباشرة في برنامح «الحصاد الرياضي» الذي بث على قناة 24 الرياضية السعودية، لقد تألمنا لفراقه ودعونا الله أن يرحمه برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعاً الصبر على فراقه وما خفف ألم الحزن والفراق هي مبادرات الكبار، الكبار بأفعالهم ووفائهم وحسن خلقهم، فأقولها اليوم وكلي سعادة، شكراً معالي المستشار تركي آل الشيخ على وفائك المعهود، شكراً وكيل رئيس هيئة الرياضة لشؤون الشاب الخلوق رجاء الله السلمي، لقد ضربتم أروع الأمثال في الوفاء بعيداً عن الميول وبعيداً عن صخب المنافسة فتعاملتم مع الحدث إنسانياً وهي مواقف تعزز دور هيئة الرياضة، رفعت من مستوى الرياضة بالوفاء أولا، وبالفكر بعد ذلك والتخطيط الإستراتيجي المنظم، لذلك سننافس بالروح والرقي أولا ثم سيسهل علينا المنافسة في جميع الألعاب، لأن القيادة الرياضية إنسانية ووفاء أولا وأنتم أهل لها. لقد غلبت المصالح العامة في الرياضة السعودية الجديدة، فحققت معادلة كانت بالأمس مستحيلة، وهي العدالة الرياضية بين الجميع، والتعامل بمبدأ الإنسانية لتفتح فضاء رحبا لمنافسة شريفة يسودها الانتصار والارتقاء بمفهوم الرياضة السعودية وربطها بالخلق الإنساني والفطرة السوية التي جبلنا عليه.

رحمك الله أبا عنان وأسكنك فسيح جناته، وعزاؤنا لكل إعلامي رياضي نزيه ولجمهور النادي الأهلي الراقي.