كتاب ومقالات

أين السند القانوني؟

حجة الحرف

خالد الشعلان

• في السَّادس عشر من شهر شوال لعام 1439هـ كتبتُ هنا في صحيفة عكاظ مقالاً بعنوان (الصُدفة في الخصم) تناولت في المقال قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي صدر بعد الخسارة من روسيا في كأس العالم، والخاص بعقود اللاعبين السّارية وفرض رسوم بقيمة (50%) من إجمالي دخل اللاعب السنوي للفترة المُتبقية من عقده، ويتم تحصيلها من قبل النادي لتطوير كرة القدم في النادي نفسه. وأشرت إلى أنَّ اتحاد الكرة بهذا القرار جعل من نفسه طرفاً ثالثاً يتدخل في عقود سارية ويرتكب عدَّة مُخالفات للفصل (السَّادس) من لائحة الاحتراف الخاص بالحفاظ على استقرار العقود بين اللاعب والنَّادي، وبهذا التدخل فإن اتحاد كرة القدم يُهمش الطرف الثاني (اللاعب) دون الرجوع إلى (إدارته المُنفردة) والتي أنشأت العقد مع الطرف الأوَّل (النادي)، وهذه الرسوم ما هي إلا (خصم)، وهو خصمٌ غير قانوني طالما لم يستند لسببٍ أو لعقوبة، وبالتالي فهذا القرار يُخالفُ أيضا الفصل (الثاني والعشرين) من لائحة الاحتراف والخاص بالمُخالفات والعقوبات، فاللاعب لم يرتكبْ أيَّ مُخالفة من المُخالفات العشر الواردة في المادة (62/‏1) من اللائحة، وهذه النسبة المخصومة وضعت تحتَ غطاء الرسوم، وبالتالي لكافة اللاعبين المُتضررين من هذا التدخل والخصم اللجوء تضامناً فيما بينهم إلى غرفة فض المنازعات ثم إلى مركز التحكيم حال الاستئناف.

• تذكرت كُلَّ ذلك - قبل البارحة - في قناة (24 الرياضيَّة) أثناء تشرفي أنا والزملاء بمُداخلة معالي المُستشار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامَّة للرياضة، حيثُ سألت معاليه عن رأيه في هذا التدخل لأنه - من وجهة نظري - هو تدخل غير قانوني، فكانت إجابته بأنَّ من يملك الإجابة هو الاتحاد السعودي أو رابطة المُحترفين، بل دعا لسؤال رئيس الرابطة وضرورة إجابته، ولو كنتُ لا أرى اختصاصا للرابطة في الموضوع إطلاقاً، وأتفق مع معاليه بأنَّ المسؤول هنا هو الاتحاد السعودي مُمثلاً بلجنة الاحتراف التي يرأسها الدكتور خالد بانصر، وعن نفسي لن أنتظر إجابة من لجنة الاحتراف طالما رئيسها اجتمع قبل فترة بمسؤولي الاحتراف لكي يتم وضع آلية لهذا الخصم.

• يا دكتور خالد أنتَ متخصص قانوني، فكيف لك أن تُقرّ الخصم على عقدٍ ما زالَ سارياً، واتفق طرفاه على بنوده؟ الجميل هنا أنَّ الدكتور خالد بانصر عاجز حتى هذه اللحظة عن تطبيق القرار.

• أبو عنان.. رحمك الله وغفر لك، وجعلَ مثواك جنات النعيم، عرفتُك من خلال قناة (24 الرياضيَّة) وكذلك من خلال سفرنا لحضور نهائيات كأس العالم بروسيا، كنتَ معي طيباً ودوداً تسألُ عن الحال دوماً، تهتمُ بمشاعر الآخرين، وكانت الطيبة والبساطة رفيقتين لك، ولذا كسبتَ محبة الجميع، ولك منهم - بإذن الله - خالص وأصدق الدعاء في كل وقت، اللهم اجعل داره الجنة يا كريم.

خاتمة:

وحسبيَ في العصر الأنانيّ أنني

إذا ما وردتُ الماءَ أستأذنُ الظمأ