جامعة شقراء ومركز الحوار الوطني
الثلاثاء / 08 / محرم / 1440 هـ الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 01:21
عبداللطيف الضويحي
لست بصدد تكرار أو إعادة ما تداوله متابعو وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لتصريح معالي مدير جامعة شقراء في لقائه مع طلبة الجامعة. وفي كل يوم هناك عشرات القضايا التي تغذي وسائل التواصل الاجتماعي بالنقاشات والحوارات الجيدة والسيئة.
قبل أن أدخل في موضوعي معكم اليوم من المهم التأكيد على عدة نقاط: إن مدير جامعة شقراء قال كلاما منطقيا وجريئا لم يجرؤ عليه الكثير من مسؤولي الجامعات، كما أن التحديات التي تحدث عنها مدير جامعة شقراء تواجه كل الجامعات الناشئة وليست حصرا على جامعة شقراء، ناهيك عن أن الظاهرة المؤرقة للتخصصات الطبية في الجامعة تواجه أغلب التخصصات تقريبا.
في كل 24 ساعة يتشكل رأي عام محلي جديد مؤيد ومعارض ومحايد حول قضية من القضايا المحلية أو الخارجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعض تلك القضايا تتجاوز الـ24 ساعة إلى يومين أو ثلاثة، وقد تصل إلى أسبوع.
بعض السجالات التي تدور حول تلك القضايا موضوعية ومفيدة ومهمة وحيوية لتنضيج الرأي العام نفسه ولصانع القرار، وبعضها لا تخدم الرأي العام ولا يستفاد منها لأنها ذات طابع لا يمت للموضوع أو القضية بصلة، إنما ينطلق أصحابها من أهواء وأمزجة وانتماءات بعيدة كل البعد عن الموضوع.
هنا يأتي السؤال: ما دور مركز الحوار الوطني في كل ما يدور من مواقف وآراء ووجهات نظر حول مختلف القضايا التنموية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المحلية والخارجية؟
ماذا يفعل مركز الحوار الوطني؟ ما دوره بالضبط؟ هل لمركز الحوار الوطني دور في كل ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي؟ لماذا ينأى مركز الحوار الوطني بنفسه عن قضايا المجتمع الحيوية والخطيرة أحيانا؟ لماذا يكتفي المركز بطرح قضايا هامشية ومكررة وقضايا عفا عليها الزمن؟
ألم يكن بمقدور هذا المركز أن يقود هذه الحوارات والنقاشات وتشذيبها؟ أليس لهذا المركز دور في إدارة هذه النقاشات والحوارات والسجالات والوصول بها إلى بر الأمان واستبعاد ما هو شخصي ومنحرف ليستمر الجدال والنقاش والحوار مفيدا وغير شخصي أو مريض؟
أين دور مركز الحوار الوطني في رفع ثقافة الحوار بين بعض المتحاورين بعيدا عن النجومية التي أصبح يتهافت عليها بعض رواد التواصل الاجتماعي على حساب قناعاتهم وعلى حساب المصلحة العامة؟
أين دور المركز في رصد القضايا المؤثرة والتي يتم النقاش حولها من فئات كثيرة ويستمر الحوار حولها لأكثر من 24 ساعة وإعداد ملخصات بما تفضي إليه هذه الحوارات إلى مشروعات تطرح في مجلس الشورى لنقاشها بشكل مركز؟
ألم يكن بمقدور مركز الحوار الوطني استقطاب رواد الحوارات في وسائل التواصل الاجتماعي إلى برامج تدريبية تهذب وتشذب من أساليب بعضهم وترتقي بالبعض الآخر وصولا إلى محاورين يؤمنون بالاختلاف ويعتنقون مبادئ الحوار والنقاش على قاعدة أن الاختلاف مشروع وأن الاتفاق حول قضية بعينها قد يتغير في قضية أخرى؟
لماذا أخفق مركز الحوار الوطني بأن يكون لاعبا رئيسا مباشرا أو غير مباشر في تنوير الرأي العام بمداخلات مبنية على أصول الحوار؟ أين منهجيات الحوار التي يفترض أن يكون مركز الحوار هو الأقدر والأجدر في زرعها وتعزيزها في ثقافة المتحاورين عبر وسائط التواصل الاجتماعي؟
هل انتهى دور مركز الحوار الوطني مع أخذ وسائل التواصل الاجتماعي زمام المبادرة وصناعة رأي عام محلي بشكل مستمر ويلامس قضايا المجتمع بشكل أعمق وأنضج من تناول مركز الحوار الوطني لقضايا المجتمع؟
هل يملك مركز الحوار الوطني منهجيات حوار يمكن أن يستفاد منها في هكذا مواقف؟ هل لدى مركز الحوار الوطني المعرفة والجدارة بخوض غمار القضايا التي تتدفق بشكل يومي على صفحات التواصل الاجتماعي؟ هل لدى المركز خبراء يمكن أن يعتد بهم وأن يسهموا في هكذا نقاشات وحوارات؟
أخيرا، إذا لم ينجح مركز الحوار الوطني بأن يجعل وسائل التواصل الاجتماعي من أدواته، أو أن يجد له دوراً فيما يُطرح من قضايا عبر تلك الوسائل، فإنني أظن أن المجتمع بغنى عن المركز، بل وربما استعاضت الدولة بطريقتها عن المركز بما يصرف عليه من ميزانية، بوسائل التواصل الاجتماعي الأشمل والأسرع والأقل كلفة في طرح القضايا بالغة الحيوية والأهمية وعلى مدار الساعة.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
قبل أن أدخل في موضوعي معكم اليوم من المهم التأكيد على عدة نقاط: إن مدير جامعة شقراء قال كلاما منطقيا وجريئا لم يجرؤ عليه الكثير من مسؤولي الجامعات، كما أن التحديات التي تحدث عنها مدير جامعة شقراء تواجه كل الجامعات الناشئة وليست حصرا على جامعة شقراء، ناهيك عن أن الظاهرة المؤرقة للتخصصات الطبية في الجامعة تواجه أغلب التخصصات تقريبا.
في كل 24 ساعة يتشكل رأي عام محلي جديد مؤيد ومعارض ومحايد حول قضية من القضايا المحلية أو الخارجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعض تلك القضايا تتجاوز الـ24 ساعة إلى يومين أو ثلاثة، وقد تصل إلى أسبوع.
بعض السجالات التي تدور حول تلك القضايا موضوعية ومفيدة ومهمة وحيوية لتنضيج الرأي العام نفسه ولصانع القرار، وبعضها لا تخدم الرأي العام ولا يستفاد منها لأنها ذات طابع لا يمت للموضوع أو القضية بصلة، إنما ينطلق أصحابها من أهواء وأمزجة وانتماءات بعيدة كل البعد عن الموضوع.
هنا يأتي السؤال: ما دور مركز الحوار الوطني في كل ما يدور من مواقف وآراء ووجهات نظر حول مختلف القضايا التنموية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المحلية والخارجية؟
ماذا يفعل مركز الحوار الوطني؟ ما دوره بالضبط؟ هل لمركز الحوار الوطني دور في كل ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي؟ لماذا ينأى مركز الحوار الوطني بنفسه عن قضايا المجتمع الحيوية والخطيرة أحيانا؟ لماذا يكتفي المركز بطرح قضايا هامشية ومكررة وقضايا عفا عليها الزمن؟
ألم يكن بمقدور هذا المركز أن يقود هذه الحوارات والنقاشات وتشذيبها؟ أليس لهذا المركز دور في إدارة هذه النقاشات والحوارات والسجالات والوصول بها إلى بر الأمان واستبعاد ما هو شخصي ومنحرف ليستمر الجدال والنقاش والحوار مفيدا وغير شخصي أو مريض؟
أين دور مركز الحوار الوطني في رفع ثقافة الحوار بين بعض المتحاورين بعيدا عن النجومية التي أصبح يتهافت عليها بعض رواد التواصل الاجتماعي على حساب قناعاتهم وعلى حساب المصلحة العامة؟
أين دور المركز في رصد القضايا المؤثرة والتي يتم النقاش حولها من فئات كثيرة ويستمر الحوار حولها لأكثر من 24 ساعة وإعداد ملخصات بما تفضي إليه هذه الحوارات إلى مشروعات تطرح في مجلس الشورى لنقاشها بشكل مركز؟
ألم يكن بمقدور مركز الحوار الوطني استقطاب رواد الحوارات في وسائل التواصل الاجتماعي إلى برامج تدريبية تهذب وتشذب من أساليب بعضهم وترتقي بالبعض الآخر وصولا إلى محاورين يؤمنون بالاختلاف ويعتنقون مبادئ الحوار والنقاش على قاعدة أن الاختلاف مشروع وأن الاتفاق حول قضية بعينها قد يتغير في قضية أخرى؟
لماذا أخفق مركز الحوار الوطني بأن يكون لاعبا رئيسا مباشرا أو غير مباشر في تنوير الرأي العام بمداخلات مبنية على أصول الحوار؟ أين منهجيات الحوار التي يفترض أن يكون مركز الحوار هو الأقدر والأجدر في زرعها وتعزيزها في ثقافة المتحاورين عبر وسائط التواصل الاجتماعي؟
هل انتهى دور مركز الحوار الوطني مع أخذ وسائل التواصل الاجتماعي زمام المبادرة وصناعة رأي عام محلي بشكل مستمر ويلامس قضايا المجتمع بشكل أعمق وأنضج من تناول مركز الحوار الوطني لقضايا المجتمع؟
هل يملك مركز الحوار الوطني منهجيات حوار يمكن أن يستفاد منها في هكذا مواقف؟ هل لدى مركز الحوار الوطني المعرفة والجدارة بخوض غمار القضايا التي تتدفق بشكل يومي على صفحات التواصل الاجتماعي؟ هل لدى المركز خبراء يمكن أن يعتد بهم وأن يسهموا في هكذا نقاشات وحوارات؟
أخيرا، إذا لم ينجح مركز الحوار الوطني بأن يجعل وسائل التواصل الاجتماعي من أدواته، أو أن يجد له دوراً فيما يُطرح من قضايا عبر تلك الوسائل، فإنني أظن أن المجتمع بغنى عن المركز، بل وربما استعاضت الدولة بطريقتها عن المركز بما يصرف عليه من ميزانية، بوسائل التواصل الاجتماعي الأشمل والأسرع والأقل كلفة في طرح القضايا بالغة الحيوية والأهمية وعلى مدار الساعة.
* كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org