كتاب ومقالات

أرقام وإحصائيات في اليوم الوطني

عبدالله صادق دحلان

في كل عام وفي مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر نحتفل بيوم تأسيس وطننا الغالي المملكة العربية السعودية، وهو احتفال لتاريخ صنعته قيادتنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وبقراءة للتاريخ الذي يصعب سرده في مقالة إلا أننا نسترجع بعض التواريخ والأرقام والإحصائيات وعلى وجه الخصوص الأرقام الاقتصادية وهي أساس التنمية الشاملة في بلادنا، حيث كان اقتصادنا معتمدا على الزراعة والرعي والحرف والحج، ثم تطور الاقتصاد عندما صدرت أول عملة سعودية وهي (القرش النحاسي) باسم ملك الحجاز ونجد وملحقاتها بديلا عن العملات الأجنبية المستخدمة في أنحاء البلاد ومنها العملة العثمانية والنمساوية والهندية والهاشمية وإيصالات الحج، حيث لا توجد خدمات بنكية تقوم بعمليات الاستيراد وعمليات التحويل والتمويل للمشاريع، حتى تم إنشاء أول بنك تجاري في عام 1926م باسم بنك الاندوشن الهولندي، وفي عام 1929م كانت بداية وضع ميزانية للدولة بعشرة ملايين ريال، ثم صدرت أول ميزانية رسمية للدولة عام 1930م بحوالى 901 مليون قرش أميري، إذ يساوي الريال 11 قرشا أميريا، ثم صدر أول إصدار للريال السعودي في عام 1931م، وفي عام 1932م أعلن المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، إنشاء المملكة العربية السعودية موحدا بذلك المملكة تحت مسمى واحد، وكان لهذا القرار دور كبير في توحيد الجهود وتحقيق التنمية الشاملة.

وفي عام 1933م حصلت شركة سوكال على امتياز التنقيب عن النفط ومن ثم تأسست شركة California Arabian Standard Oil Company، وفي عام 1934م تأسست أول شركة مساهمة سعودية وهي الشركة العربية للسيارات.

وفي عام 1938م احتفلت المملكة ببدء إنتاج أول بئر بترول في الظهران، وفي عام 1939م تم تصدير أول شحنة تجارية منه، وفي عام 1940م أنشئت أول مصفاة بترول في رأس تنورة، وفي عام 1942م تم إعلان أول ميزانية موحدة للمملكة العربية السعودية، وفي عام 1945م كانت بداية الشراكة السعودية الأمريكية، حيث عقد أول اجتماع بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي (روزفلت)، وكانت بداية التعاون في جميع المجالات، وفي عام 1946م بلغ احتياطي النفط 42 مليار برميل، وفي نفس العام أنشئت أول غرفة تجارية صناعية بالمملكة بمدينة جدة، وقد تشرفت بقيادتها أمينا عاما لمدة 18 عاما، وعُين أول رئيس لها أول وزير للتجارة والصناعة، وفي عام 1950م تم إنشاء أول بنك تجاري محلي (الكعكي وبن محفوظ) الذي تحول إلى البنك الأهلي التجاري في ما بعد.

وفي عام 1950م أيضا تم الانتهاء من إنشاء خط التابلاين، وتم اكتشاف حقل السفانية أكبر حقل نفط منتج في المنطقة المغمورة، وفي عام 1951م تم إنشاء وزارة المالية، وفي عام 1952م صدر الريال السعودي فئة عشرة وخمسة ريالات، وفي نفس العام تم إنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي (بمثابة البنك المركزي)، وفي عام 1960م طالبت المملكة وفنزويلا بانتهاج سياسة موحدة للدول المصدرة للبترول، وعلى إثرها تأسست منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، وفي عام 1964م تم إنشاء الشركة العربية لحفر الآبار (بترومين)، وفي عام 1973م تملكت المملكة نسبة 25% من حصة شركة أرامكو، وهو العام الذي أصدر الملك فيصل قراره التاريخي بحظر تصدير البترول، وهو القرار الأول في التاريخ الذي يستخدم فيه النفط كسلاح اقتصادي وذلك تضامنا مع القضية الفلسطينية.

وفي عام 1974م ارتفعت حصة المملكة في شركة أرامكو إلى 60%، وفي نفس العام ارتفع متوسط سعر برميل النفط من 1.56 دولار إلى عشرة دولارات للبرميل، وفي عام 1975م كانت بداية التحول الصناعي للصناعات الأساسية بإنشاء الهيئة الملكية بالجبيل وينبع للاستفادة القصوى من مخرجات النفط، وفي عام 1976م تم إنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) كأكبر شركة مساهمة مدرجة في سوق الأسهم السعودية، وفي عام 1980م استطاعت الحكومة السعودية تملك شركة أرامكو بالكامل، وحققت المملكة إيرادات آنذاك بما يقارب 375 مليار ريال، وفي عام 1986م تم ربط سعر الصرف للريال السعودي أمام الدولار الأمريكي مما حقق فوائد إيجابية للبيئة الاستثمارية المحلية واستقطاب شركات دولية أمريكية وأوروبية للاستثمار في المملكة، ثم توالى إنشاء الهيئات الداعمة للاقتصاد السعودي، ففي عام 2000م تأسست الهيئة العامة للاستثمار، وفي عام 2003م تأسست هيئة سوق المال، وفي عام 2005م تأسس المجلس الاقتصادي الأعلى برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وفي نفس هذا العام انضمت المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية، وفي عام 2007م تم تأسيس شركة تداول، وفي عام 2008م وهو الأهم لقوة الاقتصاد السعودي حيث انضمت فيه المملكة العربية السعودية إلى مجموعة العشرين، وفي عام 2011م تمت الموافقة السامية على تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين.

ثم توالت الإنجازات الاقتصادية حتى تم الإعلان في عام 2016م عن الرؤية السعودية 2030 وهي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية، ثم تلاها الإعلان عن مشروع «نيوم» وهو مشروع سعودي لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2017م، وفي نفس العام تم الإعلان عن إطلاق مشروع القدية الوجهة الترفيهية الرائدة.

وفي عام 2017م كذلك صدر أمر ملكي سام بمنح النساء حق قيادة السيارات في السعودية، وفي عام 2018م أنشئت الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للارتقاء بالخدمات المقدمة في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

إنجازات عظيمة في تاريخ المملكة العربية السعودية.

* كاتب اقتصادي سعودي

abdullahdahlan@yahoo.com