المحالة.. استمرار الحال من المحال
جسر موقوف التنفيذ.. صرف يهدد الأودية.. طرق تتربص بها السيول
الثلاثاء / 15 / محرم / 1440 هـ الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 04:11
عبدالله آل قمشة (بيشة)aalqomsha@
يأسف سكان «المحالة»، تلك القرية التي تقع جنوب غربي بيشة، من التجاهل الذي تعانيه قريتهم من بعض الوزارات، وتحديدا وزارة النقل التي تؤجل ربط قريتهم بطريق مسفلت بطول لا يتجاوز 10 كيلومترات مع جسر على وادي ترج، الذي تتسبب سيوله الجارفة في عزل القرية فترات طويلة خلال مواسم الأمطار، ورغم مطالبات الأهالي منذ ما يقارب 40 عاما لإنشاء جسر على الوادي الكبير «ترج» ومتابعاتهم مع الجهات الخدمية ذات العلاقة، إلا أن تلك المطالب لم تسفر عن حلول على أرض الواقع، فلا يتوافر من الخدمات إلا اليسير، والمتوافر منها لم يحقق أدنى حاجات السكان، فالتعليم لا يتعدى المرحلة الابتدائية للبنين والبنات، وخدمات المركز الصحي دون المأمول، والخدمات البلدية تتمثل فقط في إمكانات متواضعة، وللمياه مشروع متعثر أصبح مجسما أسمنتيا تهدده السيول.
سكان المحالة: أين الجسر المعتمد ياوزارة النقل؟
ينتظر سكان المحالة، الواقعة جنوب غربي بيشة، الوفاء بوعود قطعتها وزارة النقل، تمثلت بتنفيذ الجسر المعتمد ضمن مجموعة الجسور الستة التي بدأت تنفيذ بعضها في محافظة بيشة، ولم تظهر للأفق أي خطوات لإنشاء جسر قريتهم المعتمد في الميزانية منذ عام 1436هـ ــ على حد قولهم. وقال خلف المادوعي -من أهالي قرية المحالة- إن السكان في قرية المحالة ومنذ 40 عاما يترقبون كل صباح ومساء مشاهدة أي معدة تدل على تنفيذ الطريق الذي لا يتجاوز طوله 10 كيلومترات، ويشكل هاجسا للسكان وللزوار والموظفين والطلاب وغيرهم، فالطريق يحتاج لالتفاتة جادة من وزارة النقل وتنفيذ سفلتته وإنشاء جسر على وادي ترج، الذي يعزل القرية عن المركز كل موسم، وبالتالي تتوقف مصالح السكان، وينقطعون عن أعمالهم، فالمعلمون والمعلمات يأتون من خارج القرية، والطلاب والطالبات في المراحل المتوسطة والثانوية يدرسون خارج القرية، وجريان السيول مع وادي ترج يمنع المرور لفترات طويلة، وبذلك تنعزل القرية كليا، وينقطع سكانها عن التواصل مع غيرهم وتتعطل مصالحهم، ويتوقف أبناؤهم عن التعليم، ومرضاهم عن مراجعة المستشفيات، حتى تخف السيول بشكل يسمح لهم بالمرور في أمان أو تتوقف ويصلح حال الطريق.
وأضاف المادوعي أن أهالي المحالة صبروا كثيرا، وحتى فرقة الطرق بمركز ترج لا تؤدي واجبها تجاه الطريق الترابي الحالي، فعمليات مسح الطريق وإزالة الحجارة منه بعد السيول لا تتم إلا بعد عناء ومشقة من السكان، وكثيرا ما نقوم نحن باستئجار المعدات لمسح الطريق وإزالة المعوقات منه، مناشدا المسؤولين في وزارة النقل بمراعاة ظروف أهالي القرية، وتلبية حاجاتهم من سفلتة الطريق وإنشاء الجسر الذي لا يتجاوز طوله 500 متر، مبديا تخوفه بأن تساهم صعوبة الطريق للمحالة وغياب الجسر في إغلاق مدارس القرية، وهذا الأمر يشكل هاجسا مؤلما لكل السكان، مطالبا وزارة النقل بفتح وصيانة الطريق مع قرى المضباع ونحرة صدع والبتيراء لتسهيل التنقل دون عناء.
الصرف يهدد بالهجرة
وأبدى المواطنون تخوفهم من تصريف فائض المياه المعالجة من محطات الصرف الصحي في تنومة والنماص لوادي ترج وروافده، مشيرين إلى أن مجرد التفكير في تحويل الفائض من الصرف في الأودية سيتسبب في هجرة السكان من القرية، فالمزارع ستتلوث وسيُحرم المزارعون من الاستفادة من إنتاج المزارع التي يعتمدون على إنتاجها من التمور والحبوب والخضراوات والحمضيات وغيرها، وسيجدون أنفسهم بين خياري الهجرة وتحمل زيادة الأعباء الحياتية، أو البقاء والعيش وسط بيئة ملوثة.
خدمات معدومة
ورغم مطالبهم المتكررة للبلدية، إلا أن الخدمات في قرية المحالة لا تكاد تذكر، فالشوارع مثلا ترابية مظلمة ضيقة وغير منتظمة، فلا سفلتة ولا إنارة، مما حول القرية ليلاً إلى مكان موحش، يصعب الحياة فيه.
ويتفق محمد مصبح الشهري، وسعد مسعد الشهري، وفائز عوضه، ومعدي عبدالله، وعوض محمد الشهري على أن قريتهم حُرمت من الخدمات الضرورية، فالبلدية غائبة كليا عن خدمة المحالة، رافضين تسمية إرسال البلدية لسيارة وعاملين للقرية مرة واحدة في الأسبوع «خدمة»، فالشوارع ترابية بلا سفلتة ولا إنارة، ولا تتسع إلا لسيارة واحدة، مطالبين بالاهتمام بقريتهم، والمبادرة باعتماد مشروع خاص بها لسفلتة الشوارع وإنارتها وتسوير المقابر، وناشدوا المسؤولين في وزارة النقل بالمساعدة، ورفع الضرر عنهم جراء عزل السيول لقريتهم، وعدم وجود جسر على الوادي، ولا طريق مسفلتا يربطهم بالمركز «القوباء»، ما يحرمهم من التواصل ويتسبب في انقطاع المواد الغذائية، وتوقف المرضى عن مراجعة المستشفيات في المواعيد المحددة لهم.
السيول تعطل الحياة
وذكر معدي عبدالله الشهري أن مواعيد وظيفية فاتته وعدد من شباب القرية، نظرا إلى احتجاز السيول لهم، وعدم قدرتهم على تجاوز السيول، فيما قال فائز عوضه الشهري إن المحالة بحاجة إلى مجمعات تعليمية للبنين والبنات، فطلاب وطالبات المراحل المتوسطة والثانوية يدرسون بعيدا عن القرية، في وقت يغيب النقل المدرسي، فيشكل نقلهم على حساب أسرهم أعباء كبيرة، ترهق كاهلهم مع متطلبات الحياة الأخرى، بينما طالب الشهري البلدية باعتماد مرمى للنفايات وتسويره، حفاظا على البيئة الجميلة التي تتمتع بها المحالة، إذ إن الشعاب تحولت لمرامي نفايات، فشوهت جمال الطبيعة، وبالتالي عندما تهطل الأمطار تجرفها السيول للوادي الكبير.
اتصالات مقطوعة
من جهته، طالب فائز الشهري شركات الاتصالات بتركيب عدد من أبراج الاتصالات لخدمة قرية المحالة والطرق الموصلة إليها، وقال إن «المحالة» لا يوجد بها سوى برج واحد في طرف القرية، ونظرا إلى طبيعة المحالة التي تغلب عليها الجبال والأودية، فإن الشبكة لا تغطي كامل القرية وتنعدم على امتداد الطرق الموصلة إليها، وأضاف الشهري أن السكان يضطرون للخروج من منازلهم عند الرغبة في الاتصال، والاقتراب من موقع البرج لضمان اتصال مناسب، لكنهم يعانون عندما يريدون استخدام النت، فالقدرة المتوافرة ضعيفة جداً، مطالباً بتطوير خدمة النت إلى 4G مع تركيب أبراج إضافية لضمان خدمة جيدة.
سكان المحالة: أين الجسر المعتمد ياوزارة النقل؟
ينتظر سكان المحالة، الواقعة جنوب غربي بيشة، الوفاء بوعود قطعتها وزارة النقل، تمثلت بتنفيذ الجسر المعتمد ضمن مجموعة الجسور الستة التي بدأت تنفيذ بعضها في محافظة بيشة، ولم تظهر للأفق أي خطوات لإنشاء جسر قريتهم المعتمد في الميزانية منذ عام 1436هـ ــ على حد قولهم. وقال خلف المادوعي -من أهالي قرية المحالة- إن السكان في قرية المحالة ومنذ 40 عاما يترقبون كل صباح ومساء مشاهدة أي معدة تدل على تنفيذ الطريق الذي لا يتجاوز طوله 10 كيلومترات، ويشكل هاجسا للسكان وللزوار والموظفين والطلاب وغيرهم، فالطريق يحتاج لالتفاتة جادة من وزارة النقل وتنفيذ سفلتته وإنشاء جسر على وادي ترج، الذي يعزل القرية عن المركز كل موسم، وبالتالي تتوقف مصالح السكان، وينقطعون عن أعمالهم، فالمعلمون والمعلمات يأتون من خارج القرية، والطلاب والطالبات في المراحل المتوسطة والثانوية يدرسون خارج القرية، وجريان السيول مع وادي ترج يمنع المرور لفترات طويلة، وبذلك تنعزل القرية كليا، وينقطع سكانها عن التواصل مع غيرهم وتتعطل مصالحهم، ويتوقف أبناؤهم عن التعليم، ومرضاهم عن مراجعة المستشفيات، حتى تخف السيول بشكل يسمح لهم بالمرور في أمان أو تتوقف ويصلح حال الطريق.
وأضاف المادوعي أن أهالي المحالة صبروا كثيرا، وحتى فرقة الطرق بمركز ترج لا تؤدي واجبها تجاه الطريق الترابي الحالي، فعمليات مسح الطريق وإزالة الحجارة منه بعد السيول لا تتم إلا بعد عناء ومشقة من السكان، وكثيرا ما نقوم نحن باستئجار المعدات لمسح الطريق وإزالة المعوقات منه، مناشدا المسؤولين في وزارة النقل بمراعاة ظروف أهالي القرية، وتلبية حاجاتهم من سفلتة الطريق وإنشاء الجسر الذي لا يتجاوز طوله 500 متر، مبديا تخوفه بأن تساهم صعوبة الطريق للمحالة وغياب الجسر في إغلاق مدارس القرية، وهذا الأمر يشكل هاجسا مؤلما لكل السكان، مطالبا وزارة النقل بفتح وصيانة الطريق مع قرى المضباع ونحرة صدع والبتيراء لتسهيل التنقل دون عناء.
الصرف يهدد بالهجرة
وأبدى المواطنون تخوفهم من تصريف فائض المياه المعالجة من محطات الصرف الصحي في تنومة والنماص لوادي ترج وروافده، مشيرين إلى أن مجرد التفكير في تحويل الفائض من الصرف في الأودية سيتسبب في هجرة السكان من القرية، فالمزارع ستتلوث وسيُحرم المزارعون من الاستفادة من إنتاج المزارع التي يعتمدون على إنتاجها من التمور والحبوب والخضراوات والحمضيات وغيرها، وسيجدون أنفسهم بين خياري الهجرة وتحمل زيادة الأعباء الحياتية، أو البقاء والعيش وسط بيئة ملوثة.
خدمات معدومة
ورغم مطالبهم المتكررة للبلدية، إلا أن الخدمات في قرية المحالة لا تكاد تذكر، فالشوارع مثلا ترابية مظلمة ضيقة وغير منتظمة، فلا سفلتة ولا إنارة، مما حول القرية ليلاً إلى مكان موحش، يصعب الحياة فيه.
ويتفق محمد مصبح الشهري، وسعد مسعد الشهري، وفائز عوضه، ومعدي عبدالله، وعوض محمد الشهري على أن قريتهم حُرمت من الخدمات الضرورية، فالبلدية غائبة كليا عن خدمة المحالة، رافضين تسمية إرسال البلدية لسيارة وعاملين للقرية مرة واحدة في الأسبوع «خدمة»، فالشوارع ترابية بلا سفلتة ولا إنارة، ولا تتسع إلا لسيارة واحدة، مطالبين بالاهتمام بقريتهم، والمبادرة باعتماد مشروع خاص بها لسفلتة الشوارع وإنارتها وتسوير المقابر، وناشدوا المسؤولين في وزارة النقل بالمساعدة، ورفع الضرر عنهم جراء عزل السيول لقريتهم، وعدم وجود جسر على الوادي، ولا طريق مسفلتا يربطهم بالمركز «القوباء»، ما يحرمهم من التواصل ويتسبب في انقطاع المواد الغذائية، وتوقف المرضى عن مراجعة المستشفيات في المواعيد المحددة لهم.
السيول تعطل الحياة
وذكر معدي عبدالله الشهري أن مواعيد وظيفية فاتته وعدد من شباب القرية، نظرا إلى احتجاز السيول لهم، وعدم قدرتهم على تجاوز السيول، فيما قال فائز عوضه الشهري إن المحالة بحاجة إلى مجمعات تعليمية للبنين والبنات، فطلاب وطالبات المراحل المتوسطة والثانوية يدرسون بعيدا عن القرية، في وقت يغيب النقل المدرسي، فيشكل نقلهم على حساب أسرهم أعباء كبيرة، ترهق كاهلهم مع متطلبات الحياة الأخرى، بينما طالب الشهري البلدية باعتماد مرمى للنفايات وتسويره، حفاظا على البيئة الجميلة التي تتمتع بها المحالة، إذ إن الشعاب تحولت لمرامي نفايات، فشوهت جمال الطبيعة، وبالتالي عندما تهطل الأمطار تجرفها السيول للوادي الكبير.
اتصالات مقطوعة
من جهته، طالب فائز الشهري شركات الاتصالات بتركيب عدد من أبراج الاتصالات لخدمة قرية المحالة والطرق الموصلة إليها، وقال إن «المحالة» لا يوجد بها سوى برج واحد في طرف القرية، ونظرا إلى طبيعة المحالة التي تغلب عليها الجبال والأودية، فإن الشبكة لا تغطي كامل القرية وتنعدم على امتداد الطرق الموصلة إليها، وأضاف الشهري أن السكان يضطرون للخروج من منازلهم عند الرغبة في الاتصال، والاقتراب من موقع البرج لضمان اتصال مناسب، لكنهم يعانون عندما يريدون استخدام النت، فالقدرة المتوافرة ضعيفة جداً، مطالباً بتطوير خدمة النت إلى 4G مع تركيب أبراج إضافية لضمان خدمة جيدة.