اقتصاد

سجل أطول سلسلة مكاسب.. هل يخترق «الذهب الأسود» 100 دولار؟

صعد لأعلى مستوى في 4 أعوام

وكالة الطاقة تتوقع نموا قويا للطلب بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا. (عكاظ)

محمد العبدالله (الدمام) mod1111222@

فيما بلغت أسعار النفط أمس (الثلاثاء) أعلى مستوى في أربع سنوات، بفضل عقوبات أمريكية وشيكة على صادرات إيران من الخام، وصعود العقود الآجلة لخام برنت 61 سنتا إلى 81.81 دولار للبرميل، بعدما لامست أعلى مستوى عند 82.20 دولار، وهو أعلى سعر منذ نوفمبر 2014، واتجاه النفط صوب تسجيل خامس زيادة فصلية على التوالي، في أطول سلسلة من المكاسب منذ أوائل 2017، حين قادت موجة ارتفاع سعر النفط إلى مستوى قياسي عند 147.50 دولار للبرميل، وتوقع وكالة الطاقة الدولية نموا قويا للطلب بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا هذا العام و1.5 مليون برميل يوميا في 2019.

أكد خبراء اقتصاديون لـ«عكاظ» أن المؤشرات تشير إلى صعود الذهب الأسود إلى 100 دولار للبرميل الواحد، وأن النفط يتجه لتحقيق مزيد من المكاسب خلال الفترة القادمة.

وأوضحوا أن التزام الدول المنتجة بالحصص المقررة انعكس بصورة مباشرة على قيمة النفط بالأسواق العالمية.

وذكر أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن علي لـ«عكاظ» أن اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في العاصمة الجزائرية ساهم في ارتفاع سعر النفط، إذ كسر حاجز 80 دولارا للبرميل.

وأفاد بأن زيادة سعر الذهب الأسود تعطي دلالة واضحة على وجود طلب على الطاقة في الأسواق العالمية. وقال: «الارتفاع يكشف وجود فجوة في ميزان العرض والطلب حاليا، كما أن العوامل الخارجية ساهمت كثيرا في تحريك سعر الذهب الأسود بالاتجاه الإيجابي، والتي تتمثل في العقوبات الاقتصادية على إيران ومدى قدرتها على تصدير حصتها الإنتاجية والحظر المفروض عليها لتصدير النفط، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية في كل من فنزويلا ونيجيريا».

وأضاف الخبير الاقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي لـ«عكاظ» أن الزيادة الحاصلة في سعر النفط مرتبطة بنتائج اجتماع (أوبك) بالجزائر، كما أن السوق العالمية كانت تترقب قرارا بزيادة الإنتاج، بيد أن اتفاق الدول المصدرة على إبقاء الحصص الانتاجية حتى نهاية 2018 ساهم في الزيادة الحاصلة، إلى جانب استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وفرض حظر على تصدير إنتاجها؛ الأمر الذي شكل بدوره عاملا أساسيا في ارتفاع الأسعار وكسرها عتبة الـ80 دولارا للبرميل.

ونوه بأن الطلب العالمي على الطاقة لعب دورا في تحسن أسعار النفط، فضلا عن وجود حالة من تصحيح قيمة الذهب الأسود، واقتراب فصل الشتاء الذي يرفع كمية استهلاك الطاقة، إلى جانب العوامل النفسية التي تشكل أحد العوامل في تحديد اتجاه سعر النفط في السوق العالمية.

وبين أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور إبراهيم القحطاني لـ«عكاظ» بقوله: «التحذيرات من الاضطرابات في إمدادات النفط العالمية، لاسيما فنزويلا التي تعاني من مشكلات سياسية واقتصادية مثل أحد الأسباب الكامنة وراء الارتفاع الحاصل، إلى جانب التقارير التي تشير إلى انخفاض صادرات إيران بالفعل بنحو 700 ألف برميل خلال النصف الأول من شهر أغسطس الماضي، مقارنة بشهر يوليو، مع توقعات بتراجع الصادرات الإيرانية لأقل من مليون برميل بحلول منتصف العام القادم».

كان محمد باركيندو الأمين العام لأوبك قال في مدريد أمس إن من المهم لأوبك وشركائها، بمن فيهم روسيا، التعاون لضمان عدم «انزلاقهم من أزمة إلى أخرى».