أخبار

«أرشيف الشر».. الأسد يقتل بجرة قلم.. مليون وثيقة تثبت ذلك

«عكاظ» (إسطنبول) Okaz_Policy@

كيف يعلن المرء أنه قاتل دون الخوف من العقاب، مثل هذا السلوك لا تجده حتى في الغابات فكيف في القرن الواحد والعشرين. يحدث ذلك في سورية، ففي الآونة الأخيرة كان نظام الأسد يعلن جهارا نهارا عن عدد قتلى المعتقلين وتسليم قوائم الموتى إلى دائرة النفوس الخاصة بهم، دون السماح لأسر هؤلاء النظر أو معرفة جثة قتيلهم.

الأمر في سورية تجاوز ذلك إلى ما يعرف بـ«أرشيف الشر»، إذ نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في تقرير الأسبوع (الأحد) عن وثائق سرية مهربة من سورية، توضح كيف أن أوامر التعذيب والقتل في سجون النظام، تأتي مباشرة من بشار الأسد، مشيرة إلى أن بعض تلك الأوامر، تحمل توقع الأسد شخصياً.

وتحتوي الوثائق المحفوظة في أقبية محمية بإحدى المدن الأوروبية، على بيانات وصور تقشعر لها الأبدان. كما يظهر نظاماً حاكماً يطلق براميل متفجرة على المناطق السكنية وعلى المستشفيات في سورية، خلال حرب شهدت مقتل ما يقرب من نصف مليون سوري، وهروب 5 ملايين آخرين خارج البلاد.

وبحسب الصحيفة فإن مشروع جمع الأدلة على جرائم حرب الأسد، جاء تنفيذاً لفكرة جندي كندي سابق ومحقق في جرائم الحرب يدعى بيل ويلي، ويبلغ من العمر 54 عاماً. يقول ويلي إن ما جمعه يثبت بأن الأسد يتحكم تماماً بكل ما يحدث في نظامه، وبأن الأدلة الدامغة ضده تؤكد «مسؤوليته عن القتل في البلاد أكثر بكثير مما كان «داعش» مسؤولا عنه».

وتم جمع تلك الوثائق وتهريبها من قبل سوريين كانوا داخل البلاد، بعضهم خسر حياته ثمناً لذلك، وبقي اثنان منهم في سجون النظام.

وبدأ المشروع عام 2011 بتمويل بريطاني، بالتعاون مع الجيش الحر، وقام ويلي بتدريب 60 متطوعاً، لإثبات المسؤولية على نظام الأسد. ويوضح ويلي بأنه «لم يكن هناك نقص في المواد»، فالأجهزة الأمنية «توثق جهودها بدقة عالية» ودائماً ما يوقع كبار المسؤولين على كل وثيقة تعبر مكاتبهم.

ويشير ويلي إلى اهتمام الغرب بجرائم تنظيم «داعش» وأفعاله التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وطرقهم الإبداعية في حرق الناس أحياء مثلاً، غير أن الغالبية الساحقة من الجرائم التي ارتكبت في سورية كانت من قبل نظام الأسد، وليس «داعش».

وتم تهريب تلك الوثائق على يد ضابط منشق معروف باسم «قيصر»، إذ كان قد صور جثث معتقلين تعرضوا للضرب والتشويه والحرق وإطلاق الرصاص في سجون الأسد، ووُضع على جبهة كل جثة رقم مكتوب على شريط، ورقم آخر يدل على فرع الاستخبارات الذي قتل فيه المعتقل.