ثقافة وفن

جائزة الفيصل تراجع لوائح «الجوائز العربية» في «منتدى الرياض»

23 جهة مانحة تناقش إشاعة المعرفة والنزاهة

الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- يكرم إحدى الفائزات بجائزة الفيصل بحضور الأمير خالد الفيصل.

علي الرباعي (الرياض) Okaz_Culture@

تشارك غدا (الأربعاء) في الرياض 23 جهة مانحة للجوائز منها 3 محلية والبقية خليجية وعربية، في «منتدى الجوائز العربية» الذي تنظمه الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل في مقر الجائزة خلال الفترة من 23-24 محرم، الموافق للثالث والرابع من شهر أكتوبر الجاري، ويأتي ذلك في إطار احتفال جائزة الملك فيصل بمرور 40 عاما على منح الجائزة.

وأكد أمين عام جائزة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز السبيل أن المنتدى وجه الدعوة لثلاث جوائز محلية بهدف إثراء النقاش والحوار حول الجوائز وتعزيز دورها الثقافي والعلمي. فيما تطلع مشاركون إلى أن تتبنى الجوائز من خلال المنتدى المواهب الشابة وتعزز نتاجهم الفكري والعلمي والإبداعي. وأكد أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم أن من غايات منتدى الرياض تلافي الازدواجية، والمقارنة، والتكامل، ومراجعة اللوائح والمقارنة بينها من أجل تطويرها، إضافة إلى التنسيق المستمر بين الجوائز في لقاءات دورية، وعدم التكرار والتكامل فيما بين الجوائز عربيا وعالميا، والبحث في فرادة كل جائزة، والتأكيد على التميز والاختصاص، والعمل على إعادة الاعتبار للجوائز العربية المرموقة منها، وتشجيع بعضها للتوجه للشباب، وتأكيد أن دور الشباب بات واقعا وضرورة، مؤملا أن تسهم الجوائز في إشاعة البعد العلمي والمعرفي المطلوب حضوره دوما بين أوساط الشباب. ودعا إلى الحرص على احترام اللوائح والمعايير والمصداقية والموضوعية والبعد كل البعد عن الازدواجية والجهوية وكافة التحيزات غير العلمية، وتوحيد الرؤية والتطلعات وربط كل جائرة بمسيرة التنمية محليا وعربيا وعالميا، وأن يكون اللقاء بين الجوائز العشرين ليس من أجل توحيد الأهداف فقط، بل الحرص على التنوع والتعدد، ذلك لأن التنوع هو ما يكسب الجوائز فرادتها وأهميتها وحضورها والإفادة من المبادرات الملهمة في كل جائزة، وتفعيل النشاط الدولي للجوائز، لكي لا تنحصر الأنشطة محليا طالما كان الهدف تقدير المبادرات المهمة والمسارات المؤثرة والشخصيات الاعتبارية، وتحفظ ابن تميم على فكرة التنسيق بين الجوائز العربية وعدّها غير ضرورية كون كل بلد عربي يحق له إطلاق جوائزه الخاصة في التوقيت الذي يناسبه، ما يتيح خيارات أوسع للمؤلفين والمبدعين، ويرى أنه وإن بدا عدد الجوائز كبيرا ظاهريا إلا أنه في حقيقة الأمر لا يزال قليلا جدا شأنه شأن جميع المبادرات الثقافية والإبداعية والفنية. وشدد على ضرورة أن تنطلق الجوائز في مهمتها بأبعاد وأهداف تنموية معرفية عبر البعد كل البعد من أن تتحول الجوائز إلى مجاملات عبر مسارات غير موضوعية وغير علمية، كون ما نحتاجه أن تسهم هذه الجوائز في دفع عجلة التنمية والمعرفة والثقافة، ما يتطلب دوما تقدير المستحق وتكريم الأهم والأفضل، وأن تحرص مثل هذه اللقاءات المهمة على تشجيع الجدة والابتكار، وحث المجتمعات المعرفية والباحثين والأدباء والعلماء على النهوض بأعمال تخدم المجتمعات العربية في تطلعها للعالمية، من خلال إعادة الاعتبار أكثر وأكثر لتكريم المنجز الذي نحتاجه فعلا بما يسهم في رفد حركة البحث العلمي وينميها ويأخذ بيدها.

فيما ذهب رئيس بيت الشعر في المغرب العربي الدكتور مراد القادري إلى أن السؤال الأول على طاولة المنتدى هو «كيف يمكن لنا أن نجعل من هذه الجوائز فرصة لترويج المنتوج الجيّد وتحسين الكفاءة العلمية والإبداعية والنّهوض بالبحث الفنّي والعلمي داخل المنطقة العربية». ويرى القادري أنه على الرغم من وفْرة الجوائز التي نراها شرقا وغربا وفي مختلف الأصناف والمجالات، فإنّ الكثير منها لا يؤثّر في المنظومة المجتمعية، ولا يغيّر كثيرا من تلقّينا ونظرتنا للتميّز كسلوكٍ حياتي وضروري لتحسين مستوى العيش والرّفع من ذائقتنا الفنية والأدبية والجمالية. وتساءل: هل أسهمت الجوائز الممنوحة في مجال الأدب في الرّفع من مستوى تلقّي الكِتاب وتعزيز وضعية القراءة العمومية في بلداننا العربية؟ وهل الجوائز المرصودة عززت حقل العلوم للنهوض بالبحث العلمي وتحسين موقِع جامعاتنا ومعاهدنا العليا في سلّم ومؤشر الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية؟، مشيرا إلى أن إقرار مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة صار وجوده شرطا لازما وأساسيا لبناءِ المجتمعات، وعدّ القادري حوكمة الجوائز وامتثالها لقواعد الشّفافية والنزاهة وعدم خضوعها للتّوجيهات والإملاءات في منطقة ما من أولويات المنتدى، كون ممّا يروَّج له عن جوائز عالمنا العربي أنّ بعضها يمنح إرضاء لجهاتٍ مموّلة أو انتصارا لمواقف محافظة أو غير ذلك من الانتقادات التي يستوجب علينا كمتناظرين أخذها بعين الاعتبار والنّظر في سبل تحصين سمعة هذه الجوائز وتدعيم استقلاليتها. وعبّر عن امتنانه لإفراد منتدى الرياض حيّزا من أشغاله لفحص آليات منح الجوائز داخل المنطقة العربية ومدى تطابقها مع المعايير العالمية ما يجعلها بعيدة عن أيّ شبهة، ويحقّق، الغاية من إحداثها وهي تحرير الطاقات وتثمين المجهودات ومكافآت الخبرات والمهارات التي تعمل من أجل ازدهار ونهضة عالمنا العربي، في وقت قلّ فيه الإيمان بجدوى ومستقبل هذا العالم، مؤملا أن يخرج المنتدى بنتائج وتوصيات فاعلة في ظل تلاقح أفكار وطروحات لمؤسسات رسمية إلى جانب رؤى ومواقف لمؤسسات ثقافية مدنية مستقلة كبيت الشعر في المغرب الذي يعود له الفضل في دعوة المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) في أواخر تسعينات القرن الماضي، إلى إقرار يوم عالمي للشعر، وهي الدعوة التي استجابت لها المنظمة المذكورة بترسيخها ليوم 21 مارس من كل سنة يوما عالميا للشعر.