يبدو أننا أمام شخصية أهلاوية جدلية مثيرة، ستشعل فتيل الديربي من جديد بعد أن ظل سنوات في خبر كان. ظهر الزهراني كحجر ألقي على بحيرة راكدة حركت مياهها، فالجميع سينتظر اللقاء المرتقب بعد التراشقات «التويترية» التي طفحت على السطح ودخل طرفاها ساحة التاريخ واعتليا منصات الحاضر. والجميع سيتشوق لظهور جديد للزهراني، وأعضاء آخرين من الضفة الأخرى، وأعتقد بأن ظهور نوع من هذا «الهياط» مباح ومقبول، فكل عضو يدعم ويساند من حقه أن يقول ويتحدث ويصارع، ونتمنى أن يظهر «قادح» جديد في الاتحاد يرمي بشرر جديد، خاصة وأن الأعضاء منذ سنوات ماضية ظلوا في سبات عميق، يخشون من الحديث خوفا من نزيف الجيوب.

لكن ليست هذه القضية، فما أراه من زاوية أخرى لا يعير كل هذا اهتماما، خاصة وأني لست من هواة التاريخ ولا العيش على بلاط الماضي، ولا أحب الجلوس على أطلال الأمس، مؤمنا بمنطلق «ها أنذا»، فزاويتي تنطلق من الخوف على الكبار، فالمعركة شرفية إعلامية جماهيرية، وهذا هو أقوى الأطراف التي تأخذ حقها بقوة المال والإعلام والمدرج، أما الرئيس فهو الحلقة الأضعف في مثل هذه المعارك، ووددت لو أننا بقينا على ذلك، فعبدالله الزهراني أشعل الفتيل واكتفينا في الطرف الثاني بالمتحدث الإعلامي لنادي الاتحاد حسين الشريف.

ابتدأت المعركة الإعلامية والجماهيرية لتعيدنا إلى بريق دورينا، خاصة وأنت تقرأ تعليقات «العتقية»، لكنها في الأخير حرب لا تنتهي بانتهاء القسمة والضرب، ولن تظهر النتائج، ولو كانت لها نهاية لنجحت لجان التوثيق في الخروج بإحصاءات البطولات لا أن يلغى مشروعها ويسجل بالفشل، وجمالها أن تبقى في المنصات الإعلامية ومدرجات الأندية، فهم ملح الدوري.

لذلك هي أكبر من الرؤساء، ويفرض عليهم الوضع أن يبقوا على «الصامت»، فالمشهد قد يطول، والمعركة كلها مفاجآت، وكل يوم سيظهر لنا جديد، لأن معادلتها تختلف عن معادلات المعارك التقليدية، فهي تمشي على رأسها، ليصبح الرئيس هو الحلقة الأضعف والجماهير هم القوة، ومجابهتم صعبة لا يقدر عليها. ولا نريد أن نردد المثل المصري القديم: «يعملوها الصغار ويوقعوا فيها الكبار».