صناعة الذائقة الغنائية
مفتاح ضائع
الأحد / 27 / محرم / 1440 هـ الاحد 07 أكتوبر 2018 02:37
أنمار مطاوع
(الثقافة الفنية) الرفيعة في مجملها تفتح للفرد واجهة إنسانية جديدة مطلّة على عالم من الجمال والخيال.. والمتعة. هذه الثلاثية في واقعها المثالي لا تنمو وتزدهر إلا في الجو الحضاري.
الموسيقى تأتي في أولويات قائمة الثقافة الفنية كأحد أهم مؤشرات الارتقاء الحضاري والتعبير الثقافي المجتمعي. فالموسيقى تبدأ من حيث تنتهي قدرة الألفاظ على التعبير.. ولهذا تعتبر لغة عالمية تخاطب كل الشعوب.
علم الموسيقى هو التركة اليونانية الأثمن التي صنعتها الفلسفة اليونانية القديمة وتوارثتها الحضارات الإنسانية إلى وقتنا الحاضر. وخلال الحقب الزمنية، أضيف صوت الإنسان للموسيقى لتسمو إلى مرحلة الفلسفة الطربية. وبالنسبة للحضارة الإسلامية، اكتمل فن الغناء العربي في أوائل الدولة العباسية، وازدهر بازدهارها -أي الحضارة الإسلامية-.. ثم انحدر بضمورها -كما يشير إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته-.
التوجه الحضاري الجديد يعمل على بناء ثقافة فنية اجتماعية عالية.. هذه الثقافة تحتاج لمفهوم (تشكيل الذائقة). والمقصود بالذائقة: القدرة على الفهم الصحيح لأي فن من الفنون. فالذائقة أشبه بالكائن الحي: تولد ثم تنمو وتكبر على مكث.. حسب الرعاية التي حظيت بها. كما يقول الأديب العالمي طاغور: التذوّق لا يأتي سريعا، ولكنه يحتاج للصبر والدقة.
بعد السماح بالغناء والفرق الموسيقية في المطاعم والأماكن العامة، بدأت تلك الأماكن -وخصوصا المطاعم- جلب فرق موسيقية لتغني لمرتاديها. والمجتمع -بعد هذا السماح تحديدا- سيبدأ في تكوين ذائقة فنية؛ فهذه العروض ستصنع الذائقة الاجتماعية.. حيث سيجدها المجتمع في معظم الأماكن.
الآن، تتوفر أكبر فرصة للنهوض بالذائقة الفنية المجتمعية من خلال رفع مستوى تلك الفرق الفنية.. فرفع درجة الذائقة يعني بالضرورة الزيادة في الاستمتاع والارتقاء. وهذا لا يعني رفض لون موسيقي أو غنائي ما.. أو فرض لون موسيقي على حساب آخر.. بل على العكس، هو توسيع المدارك لاستيعاب كافة الأشكال والألوان الغنائية.
رفع مستوى الفِرق يحتاج إلى لجان تحكيمية عالية الجودة -منبثقة من وزارتي الثقافة والترفيه- كجهة معتمدة تُعطي تصاريح الغناء لتلك الفرق الغنائية.. فالارتقاء بهذه الفرق سيقود مع مرور الوقت إلى الارتقاء بالذائقة الفنية الغنائية في المجتمع ككل.
المواصفات الحضارية العالمية تضع مقياس فهم الموسيقى وتقديرها كأحد أهم المقاييس المرتبطة مباشرة بالحضارة.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
الموسيقى تأتي في أولويات قائمة الثقافة الفنية كأحد أهم مؤشرات الارتقاء الحضاري والتعبير الثقافي المجتمعي. فالموسيقى تبدأ من حيث تنتهي قدرة الألفاظ على التعبير.. ولهذا تعتبر لغة عالمية تخاطب كل الشعوب.
علم الموسيقى هو التركة اليونانية الأثمن التي صنعتها الفلسفة اليونانية القديمة وتوارثتها الحضارات الإنسانية إلى وقتنا الحاضر. وخلال الحقب الزمنية، أضيف صوت الإنسان للموسيقى لتسمو إلى مرحلة الفلسفة الطربية. وبالنسبة للحضارة الإسلامية، اكتمل فن الغناء العربي في أوائل الدولة العباسية، وازدهر بازدهارها -أي الحضارة الإسلامية-.. ثم انحدر بضمورها -كما يشير إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته-.
التوجه الحضاري الجديد يعمل على بناء ثقافة فنية اجتماعية عالية.. هذه الثقافة تحتاج لمفهوم (تشكيل الذائقة). والمقصود بالذائقة: القدرة على الفهم الصحيح لأي فن من الفنون. فالذائقة أشبه بالكائن الحي: تولد ثم تنمو وتكبر على مكث.. حسب الرعاية التي حظيت بها. كما يقول الأديب العالمي طاغور: التذوّق لا يأتي سريعا، ولكنه يحتاج للصبر والدقة.
بعد السماح بالغناء والفرق الموسيقية في المطاعم والأماكن العامة، بدأت تلك الأماكن -وخصوصا المطاعم- جلب فرق موسيقية لتغني لمرتاديها. والمجتمع -بعد هذا السماح تحديدا- سيبدأ في تكوين ذائقة فنية؛ فهذه العروض ستصنع الذائقة الاجتماعية.. حيث سيجدها المجتمع في معظم الأماكن.
الآن، تتوفر أكبر فرصة للنهوض بالذائقة الفنية المجتمعية من خلال رفع مستوى تلك الفرق الفنية.. فرفع درجة الذائقة يعني بالضرورة الزيادة في الاستمتاع والارتقاء. وهذا لا يعني رفض لون موسيقي أو غنائي ما.. أو فرض لون موسيقي على حساب آخر.. بل على العكس، هو توسيع المدارك لاستيعاب كافة الأشكال والألوان الغنائية.
رفع مستوى الفِرق يحتاج إلى لجان تحكيمية عالية الجودة -منبثقة من وزارتي الثقافة والترفيه- كجهة معتمدة تُعطي تصاريح الغناء لتلك الفرق الغنائية.. فالارتقاء بهذه الفرق سيقود مع مرور الوقت إلى الارتقاء بالذائقة الفنية الغنائية في المجتمع ككل.
المواصفات الحضارية العالمية تضع مقياس فهم الموسيقى وتقديرها كأحد أهم المقاييس المرتبطة مباشرة بالحضارة.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com