كتاب ومقالات

الفئران لها آذان

هيّ كدا

أسعد عبدالكريم الفريح

معروف عن الفئران أن لها آذاناً طويلة، رغم أنها ليست من ذوات الأجسام الكبيرة، إلا إذا استثنينا فئران جدة المريرة، وأنا حتى تاريخه لا أعلم إن كانت تلك الآذان لها علاقة باستشعار الفئران بما تحس أو تسمع، فهي من أول همسة تطلق أرجلها للريح، وتقول «يا فكيك». طبعاً هذه القوارض لها صفة شريرة من ضمن صفاتها التي كلها بلاوي، تلك الصفة هي القرض ولا تفرحوا وهات يا جري على الفئران وكل واحد في يده معروض فيه رجاء. لرئيس الفئران أن يحن عليه بقرضة «قرضة يعني يسلفه» ولو لم تكن قرضة حسنة، لا يا حبايبي القرض الفئراني غير، هو كما المنشار «داخل واكل خارج واكل» وأسنان لك الله تفل الحديد.

ولكن هل هناك بني آدم يملك صفة القرض زي أجدع فأر، نعم هناك أناس عديدون تفوقوا على الفئران، فلا هم لهم إلا القرض في أعراض الناس، وبث الشائعات المغرضة والترويج لها، واستغلال أنواع التواصل اللاجتماعية كافة، مثل التويتر الذي أصبح أداة لتوتير الخلق والواتس «اللي ما تربى» والفيس اللي كله خبص وتدليس، وبقية الإخوة الأعداء، وهؤلاء الخلق الذين أشرنا إليهم لا يملكون من الفئران صفة القرض فقط، بل يتشابهون مع تلك الآفات، إنهم لا يعيشون ولا يترعرعون إلا في المستنقعات الآسنة، فالجو الصحي لا يناسبهم، لا يهمهم إذا كان في عبثهم إساءة لوطن أو تجريح لمواطن. ولا يمكن أن أنتهي من صفات تشابههم الفئرانية وخصالها غير الحميدة مهما حاولت. لكن أضيف واحدة وهي أن لهم آذاناً زي المغناطيس، تكفش وبالذات الأخبار غير الطيبة والفطيس التي يتصيدونها بفرح ووله، وإن كانت كاذبة وبسرعة البرق يلتقطونها، وإن كانت مثل لقط الكبيبة من رأس القدر على قول المثل الشعبي، فيأخذون الأخبار على عماها ومشمها، ويزدادون فرحاً، كلما كانت سيئة، فهم يريدون جنازة فيشبعون فيها لطماً، لأنها فرصة لتشغيل خيالهم المريض فيبهرونها بما يرضي أنفسهم الأمارة بالسوء، والمناعة للخير، والحقيقة أن المثل المعروف الحيطان لها آذان، يستحق أن يقلب إلى أن أشباه الفئران لها آذان، إنهم لو كانوا لا يعرفون مدى خطورة عبثهم فتلك مصيبة، وإن كانوا يعلمون فتلك خيانة بجلاجل للوطن. لقد نوه الكتاب والمحللون وأبان المسؤولون خطورة هذا الأمر، وكيف أنه يعكر صفو حياة المواطنين والمقيمين، رغم ذلك فلا حياة لمن تنادي.

فالضرب في الميت حرام، عارفين ليه لأنه خلاص توفي ما عاد يحس، وهؤلاء العبثيون ماتوا وطنياً وأخلاقياً، ارحموا وطنكم أيها المرجفون وارحموا خلق الله وما يدريكم غداً تدور الدائرة عليكم.