صوت المواطن

فضوليون يربكون المجتمع بـ«الطقس»

مهمات الأرصاد في متابعة أحوال الطقس

د.عبدالرحمن حمزة كماس

بين حين وآخر، تصدر الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بيانا تحذر فيه من متابعة تقارير الفضوليين الذين يجتهدون في نشر توقعات الطقس، والواقع مثل هذه التجاوزات لابد أن تحسم بشكل جذري، لأنها تتسبب في إثارة البلبلة والخوف، فالمتابع على المواقع الإلكترونية يجد كثيرا ممن لا ينتمون للأرصاد -كجهة رسمية- يتصدرون المشهد، ويقدمون توقعات عن الطقس، دون أي علم، بل اجتهادات منهم، وكثيرا ما تكون خاطئة وغير محسوبة، ويقدمون على هذا الفعل، من باب الهواية والاهتمام بمتابعة الطقس، فنجدهم لا يترددون في بث توقعاتهم وخصوصا أنهم وجدوا وسائل إعلامية تساعد على نشر توقعاتهم الجوية، وما يحدث أن المتابع أو من يريد معرفة أحوال الطقس والأجواء يجد نفسه أمام مجموعة من المجتهدين في طرح التوقعات وهذا ما يخلق نوعا من تشتت المعلومات وغياب المصداقية، لأن ما يتم طرحه في الوسائل الإعلامية يحمل وجهات نظر مختلفة في المعلومات وبالتالي غياب الدقة.

وأقترح أن تحسم الأرصاد هذا الجدل الذي يتكرر دائما مع هواة الطقس والمجتهدين، وخصوصا أن الأرصاد بادرت في السابق بتنظيم لقاءات مع هواة الطقس والخروج بتوصيات تثري الساحة الأرصادية ولا تتسبب في تشتت المعلومات، ولكن ما زال الجدل قائما إلى الآن بظهور المجتهدين إعلاميا.

لا شك أن مثل هذه الأمور لها تبعات سلبية تنعكس على المجتمع، فعند نشر توقعات اجتهادية بحالة جوية مطرية وبثها عبر تغريدات أو واتس وغير ذلك فإن المتابعين ومن خلال إعادة بث المعلومة يسهمون في نشر الخبر غير المستند للضوابط العلمية، لذا لابد أن يتم حسم هذا الملف تجنبا للبيانات التحذيرية التي تبثها الأرصاد بين فترة وأخرى.

وأخيرا.. هناك دور آخر يقع على عاتق أفراد المجتمع، بعدم إعادة نشر الأخبار التي لا تنتسب إلى جهة رسمية أو متحدث رسمي لأنهم بإعادة توزيعها عبر الأجهزة الذكية التي يحملونها في أياديهم يسهمون في إثارة الذعر وإرباك المجتمع، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بتوقعات أمطار قوية أو عاصفة أو إثارة أتربة وغير ذلك، كما لا يفوتني أن استفسر عن نظام الأرصاد المتضمن العقوبات المتعلقة بالمجتهدين الذين لا علاقة لهم بإصدار تقارير الطقس.