في يوم الصحة النفسية: 400 مليون مكتئب في العالم
الأحد / 05 / صفر / 1440 هـ الاحد 14 أكتوبر 2018 01:13
عبدالله صادق دحلان
صادف يوم الأربعاء الماضي العاشر من أكتوبر يوم الصحة النفسية العالمي، وبمراجعة الإحصاءات والأرقام لمرضى الصحة النفسية فوجئت بحجم الأعداد وأهمية العلاج، وحسب آخر الإحصاءات قبل عشر سنوات وصل العدد إلى (300) مليون مكتئب في العالم، وحسب توقعات عام 2018م يصل عدد المرضى إلى حوالى (400) مليون مريض اكتئاب نفسي، وأصبح مرضى الاكتئاب الأكثر انتشارا وإصابة لجميع الفئات العمرية، وركزت معظم الدول الصناعية على أهمية العلاج المبكر لمرضى الاكتئاب النفسي والاحتفاظ بسجلات المصابين بهذا المرض، وهو مرض أسبابه عديدة، ومنها في العصر الحديث الحروب والاضطرابات الاجتماعية والكوارث الطبيعية والقهر الاجتماعي والفقر وغيرها من الأسباب، ورغم تزايد أعداد المرضى إلا أن الاهتمام موجه فقط لعلاج المرضى وليس لعلاج مسببات المرض، ويرى بعض المتخصصين أن من أكبر أعداد المصابين بالأمراض النفسية في السنوات الخمس الأخيرة هم المهجرون من أوطانهم وأعدادهم بالملايين نتيجة الحروب في بلادهم.
إن الأمراض النفسية تشكل تهديدا للمجتمعات وتزيد من نسبة الانتحار في حال لم تتم المتابعة والعلاج، وينبغي تكاتف الجهود من معظم الجهات كوزارة الصحة والإعلام والجامعات والشباب من خلال تنظيم محاضرات توعوية في المدارس والمؤسسات المجتمعية والحث على التخلص من ثقافة العيب والعار التي يخشى منها المريض النفسي وعائلته، وكذلك ضرورة توعية المجتمع لتقبل المريض النفسي ومساعدته لتجاوز المرض عن طريق العلاج والتهيئة النفسية، وضرورة توعية المريض نفسه لمواجهة هذا المرض وتلقي العلاج المناسب في المكان المتخصص.
ويقدر عدد المرضى في المملكة بحوالى نصف مليون مريض، منهم حوالى 382.762 يراجعون المستشفيات الحكومية، وحوالى 120 ألفاً يراجعون المستشفيات والعيادات الخاصة، وبلغ عدد المنومين في المستشفيات الخاصة والعامة حوالى 35 ألف مريض.
وتحرص المملكة العربية السعودية على بذل جميع الجهود ورصد الميزانيات اللازمة لمواجهة وعلاج هذا المرض، حيث قررت وزارة الصحة السعودية تغيير مسمى العيادة النفسية الأولية في مراكز الرعاية الأولية إلى العيادة الإرشادية الشاملة بهدف زيادة الجذب ومنع الحرج عن مراجعي هذه العيادات في المراكز الصحية، ووصل عدد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة إلى 21 مستشفى سعتها السريرية حوالى 4046 سريرا ووصل عدد العيادات النفسية إلى حوالى 99 عيادة نفسية، وبلغ عدد الأطباء النفسيين 728 طبيبا ويساعدهم 3346 ممرضا وممرضة، و1200 أخصائي اجتماعي، و642 أخصائيا نفسيا.
ويدعم علاج المرضى اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية والتي تعمل على تعزيز الصحة النفسية بالمجتمع من خلال نشر الثقافة والوعي بالأمراض النفسية وطرق التعامل معها، ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من الدولة، ممثلة في وزارة الصحة إلا أن أعداد مرضى الصحة النفسية في تزايد كبير ويكاد لا يخلو بيت إلا وبه مريض نفسي مع اختلاف درجة المرض، ويكثر وينتشر هذا المرض لدى الطبقة الغنية وأبنائها كما تشير إحدى الدراسات وقد يكون الفراغ أحد الأسباب.
ويعتبر هذا المرض من الأمراض المخفية في بداياتها ولا يعلم به المريض نفسه أحيانا إلا في الصدمات، ويتعامل الأهل مع الأبناء المصابين بالمرض بعنف واضطهاد حتى يصل الأمر إلى الحجر المنزلي، وهي حلول غير حضارية وغير مجدية، بل تزيد من حدة الحالات، وللأسف لم يهتم القطاع الخاص بهذا المرض كثيرا واستثمر بعض المخلصين من الدكاترة ورجال الأعمال بإنشاء مستشفيات واهتمت بعض المستشفيات المتخصصة بتخصيص أجنحة خاصة للمرضى النفسيين.
ويرسل الميسورون أبناءهم إلى الخارج منعا من الحرج والعيب، وللأسف، وأنشئت بعض المستشفيات الخاصة في بعض الدول العربية مثل مصر ولبنان والأردن لعلاج المرضى العرب.
وتعتزم وزارة الصحة إنشاء 14 مستشفى متخصصا مستقبلا، ويؤسفني كل الأسف أن رجال الأعمال في المملكة لم يهتموا بالاستثمار في هذا المجال، ولا يوجد في المملكة مستشفى واحد خاص للأمراض النفسية وهو مجال مهم ومطلوب وعوائده الاستثمارية كبيرة وقد يكون السبب المسمى، إلا أن الاستثمار لا علاقة له بالمسمى، وقد يكون السبب العوائق البيروقراطية في الحصول على التراخيص أو القروض الداعمة.
وبهذه المناسبة أتمنى على صندوق الاستثمارات أن يقود الاستثمار في هذا المجال بإنشاء مراكز أو مستشفيات للعلاج من الأمراض النفسية في أحد الجزر المنتشرة على البحر الأحمر أو أعالي جبال عسير والباحة أو في مناطق ذات خصوصية للاستشفاء، وعلى شركات التأمين أن تخطط للاستثمار في هذا المجال، كما أطالبها بإضافة العلاج النفسي لبوليصة التأمين الطبي، كما أطالب بإنشاء المعاهد والمراكز التعليمية والتدريبية ومعاهد الأبحاث العلمية المتخصصة في مجالات تطوير الطب النفسي ومواكبة أحدث ما تم ابتكاره في مجال الصحة النفسية.
* كاتب اقتصادي سعودي
abdullahdahlan@yahoo.com
إن الأمراض النفسية تشكل تهديدا للمجتمعات وتزيد من نسبة الانتحار في حال لم تتم المتابعة والعلاج، وينبغي تكاتف الجهود من معظم الجهات كوزارة الصحة والإعلام والجامعات والشباب من خلال تنظيم محاضرات توعوية في المدارس والمؤسسات المجتمعية والحث على التخلص من ثقافة العيب والعار التي يخشى منها المريض النفسي وعائلته، وكذلك ضرورة توعية المجتمع لتقبل المريض النفسي ومساعدته لتجاوز المرض عن طريق العلاج والتهيئة النفسية، وضرورة توعية المريض نفسه لمواجهة هذا المرض وتلقي العلاج المناسب في المكان المتخصص.
ويقدر عدد المرضى في المملكة بحوالى نصف مليون مريض، منهم حوالى 382.762 يراجعون المستشفيات الحكومية، وحوالى 120 ألفاً يراجعون المستشفيات والعيادات الخاصة، وبلغ عدد المنومين في المستشفيات الخاصة والعامة حوالى 35 ألف مريض.
وتحرص المملكة العربية السعودية على بذل جميع الجهود ورصد الميزانيات اللازمة لمواجهة وعلاج هذا المرض، حيث قررت وزارة الصحة السعودية تغيير مسمى العيادة النفسية الأولية في مراكز الرعاية الأولية إلى العيادة الإرشادية الشاملة بهدف زيادة الجذب ومنع الحرج عن مراجعي هذه العيادات في المراكز الصحية، ووصل عدد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة إلى 21 مستشفى سعتها السريرية حوالى 4046 سريرا ووصل عدد العيادات النفسية إلى حوالى 99 عيادة نفسية، وبلغ عدد الأطباء النفسيين 728 طبيبا ويساعدهم 3346 ممرضا وممرضة، و1200 أخصائي اجتماعي، و642 أخصائيا نفسيا.
ويدعم علاج المرضى اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية والتي تعمل على تعزيز الصحة النفسية بالمجتمع من خلال نشر الثقافة والوعي بالأمراض النفسية وطرق التعامل معها، ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من الدولة، ممثلة في وزارة الصحة إلا أن أعداد مرضى الصحة النفسية في تزايد كبير ويكاد لا يخلو بيت إلا وبه مريض نفسي مع اختلاف درجة المرض، ويكثر وينتشر هذا المرض لدى الطبقة الغنية وأبنائها كما تشير إحدى الدراسات وقد يكون الفراغ أحد الأسباب.
ويعتبر هذا المرض من الأمراض المخفية في بداياتها ولا يعلم به المريض نفسه أحيانا إلا في الصدمات، ويتعامل الأهل مع الأبناء المصابين بالمرض بعنف واضطهاد حتى يصل الأمر إلى الحجر المنزلي، وهي حلول غير حضارية وغير مجدية، بل تزيد من حدة الحالات، وللأسف لم يهتم القطاع الخاص بهذا المرض كثيرا واستثمر بعض المخلصين من الدكاترة ورجال الأعمال بإنشاء مستشفيات واهتمت بعض المستشفيات المتخصصة بتخصيص أجنحة خاصة للمرضى النفسيين.
ويرسل الميسورون أبناءهم إلى الخارج منعا من الحرج والعيب، وللأسف، وأنشئت بعض المستشفيات الخاصة في بعض الدول العربية مثل مصر ولبنان والأردن لعلاج المرضى العرب.
وتعتزم وزارة الصحة إنشاء 14 مستشفى متخصصا مستقبلا، ويؤسفني كل الأسف أن رجال الأعمال في المملكة لم يهتموا بالاستثمار في هذا المجال، ولا يوجد في المملكة مستشفى واحد خاص للأمراض النفسية وهو مجال مهم ومطلوب وعوائده الاستثمارية كبيرة وقد يكون السبب المسمى، إلا أن الاستثمار لا علاقة له بالمسمى، وقد يكون السبب العوائق البيروقراطية في الحصول على التراخيص أو القروض الداعمة.
وبهذه المناسبة أتمنى على صندوق الاستثمارات أن يقود الاستثمار في هذا المجال بإنشاء مراكز أو مستشفيات للعلاج من الأمراض النفسية في أحد الجزر المنتشرة على البحر الأحمر أو أعالي جبال عسير والباحة أو في مناطق ذات خصوصية للاستشفاء، وعلى شركات التأمين أن تخطط للاستثمار في هذا المجال، كما أطالبها بإضافة العلاج النفسي لبوليصة التأمين الطبي، كما أطالب بإنشاء المعاهد والمراكز التعليمية والتدريبية ومعاهد الأبحاث العلمية المتخصصة في مجالات تطوير الطب النفسي ومواكبة أحدث ما تم ابتكاره في مجال الصحة النفسية.
* كاتب اقتصادي سعودي
abdullahdahlan@yahoo.com