رياضة

رأس الحربة.. صداع الأخضر قبل «الآسيوية»

11 مباراة وهجوم المنتخب «صائم».. والفنيون يشخصون ويقترحون الحلول

نعيم تميم الحكيم (جدة) naeemtamimalahc@

ترك غياب رأس الحربة التقليدي عن خريطة تشكيلة المنتخب السعودي ضد نظيره البرازيلي في افتتاحية مباراتهما ببطولة «السوبر كلاسيكو» علامات استفهام كبيرة أمام الشارع الرياضي السعودي.

وأثار غياب المهاجم عن الأسماء التي لعبت ضد السيلساو على ملعب جامعة الملك سعود مساء أمس الأول رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ الذي دون تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أشاد فيها بالمستوى والأداء رغم الهزيمة بهدفين نظيفين، لكنه وضع يده على مكمن الخلل في خريطة الأخضر وهي رأس الحربة، حيث كتب: «مستوى جيد ونحتاج رأس حربة، لا يوجد لدينا رأس حربة صريح، مبروك البرازيل هاردلك منتخبنا».

وتؤكد لغة الأرقام معاناة منتخبنا مع رأس الحربة الصريح، إذ إن آخر هدف سجله المنتخب من لاعب مهاجم كان في مباراة أوكرانيا الاستعدادية لمونديال روسيا من قبل فهد المولد والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليخوض بعدها الأخضر 11 مباراة مسجلا خلالها 10 أهداف كلها جاءت عن طريق لاعبي الوسط مما يبرهن على معاناة الأخضر من عدم وجود رأس حربة قناص يترجم السيطرة والاستحواذ والفرص الناتجة عنها.

وتأتي هذه المعضلة قبيل ثلاثة أشهر من بدء كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها دولة الإمارات في مطلع شهر يناير القادم، حيث سيدخل الأخضر وهو أحد المرشحين البارزين لنيل اللقب، لكن ما يؤرق القائمين على منتخبنا خصوصا والجماهير عموما هو عدم وجود رأس حربة صريح جاهز يمكن أن يعتمد عليه في البطولة القارية الكبرى.

«عكاظ» طرحت السؤال بين يدي عدد من الخبراء والنقاد الفنيين حول هذه المعضلة، طارحة المشكلة وباحثة عن الحلول والإجابات.

اللاعب الدولي السابق إبراهيم السويد يرى أن دخول مدرب المنتخب السعودي بيتزي دون رأس حربة في مباراة البرازيل أمر منطقي لعدم وجود مهاجم جاهز يعول عليه، مشيرا إلى أن أسلوب المهاجم الوهمي وتكثيف خط الوسط كان إيجابيا، حيث قدم لاعبو الأخضر مستوى مميزا وشاطروا البرازيليين الاستحواذ والخطورة.

بيد أن السويد يرى أن المشكلة قائمة ولابد من بحث حلول عاجلة قبيل نهائيات كأس الأمم الآسيوية، مقترحا ثلاثة حلول فإما الانتظار في الجولات القادمة لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين واختيار المهاجم الذي سيبرز فيها قبيل البطولة، أو اختيار مهاجم من منتخب الشباب مع المهاجمين المواليد كهارون كمارا وعبدالفتاح آدم وأحمد عبده، فيما يرى حلا ثالثا هو الاستعانة بفهد المولد كرأس حربة في حال جاهزيته للمشاركة وفعاليته وعودة مستواه المعهود.

ولا يذهب الناقد الرياضي الدولي السابق سعد الزهراني برأيه بعيدا عن السويد في ضرورة منح الفرص لبعض اللاعبين الشبان للمشاركة في الوديات التي تسبق نهائيات كأس الأمم لاختيار أحدهم مع الاستعانة بمهاجم خبرة شريطة بروزه في الجولات القادمة للدوري.

ويرفض الزهراني العودة للدفاتر القديمة باختيار مهاجمين سابقين لانخفاض عطائهم وتقدمهم في السن وقلة فاعليتهم التهديفية، مبينا أن مشكلة رأس الحربة في المنتخب قديمة متجددة، مرجعا ذلك لاعتماد الأندية في السنوات الماضية على المهاجم الأجنبي على حساب المحلي ولو كان العنصر الأجنبي ذا مستوى ضعيف مما قلل فرص ظهور مواهب جديدة في هذا المركز، مبديا خشيته على أن يكون مصير مركز حراسة المرمى نفس مصير رأس الحربة لاعتماد الأندية بشكل كامل على المحترفين غير السعوديين.

ولفت الزهراني إلى أن المهاجمين السعوديين الذين برزوا في السنوات العشر الأخيرة لم يكملوا مشوارهم مع الأخضر بسبب انخفاض مستواهم ليتحولوا إلى لاعبين بدلاء في أنديتهم تماما مثلما حدث مع ياسر القحطاني، ومالك معاذ، وسعد الحارثي، وما يمر به حاليا محمد السهلاوي ونايف هزازي.

ودعا الزهراني لضرورة منح الفرص للمهاجمين الشبان في الأندية في الفترة القادمة وذلك لتكون الأندية عونا للمنتخب في اختيار العنصر الهجومي المناسب الذي يساعد في المنافسة على البطولة الأهم على مستوى القارة الآسيوية.