أخبار

أشقاء الخليج.. وقفة الأخوّة في «وقت الشدايد»

يوسف عبدالله (جدة) okaz_online@

تدرك الدول الحريصة على أمنها وأمن جيرانها وأشقائها، معاني القوة والمكانة، وتتخذ حيال ذلك كل ما يحفظ سيادتها وأمنها على المستوى الداخلي بتحقيق الحماية لمواطنيها، وعلى المستويين الإقليمي والدولي بالحرص على التحالفات الإستراتيجية، خصوصا مع الدول التي تجمعها وحدة الدم والمصير المشترك.

ومنذ توحيدها، تقف المملكة في صف واحد مع الدول الشقيقة، إذ تؤكد تحالفاتها الإستراتيجية أهميتها في حفظ وصون أمن المنطقة، وتشدد عليه في كل أزمة أو ظرف من الظروف، وهو ما أكده أخيراً وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عبر حسابه في «تويتر» بقوله: «نقف مع المملكة العربية السعودية دوما لأنها وقفة مع الشرف والعز والاستقرار والأمل».

وتأكيداً لموقف الشقيقة الإمارات، فإن تعزيز أواصر القوة متجذرة في تاريخ البلدين منذ تأسيسهما، وتبيان وقوف البلدين سوياً مع حلفائهما يظهر جلياً في كل موقف سياسي للبلدين، وهو ما أكده وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر «تويتر» بأن نجاح السعودية هو الخيار الأول للمنطقة وأبنائها، وأن تداعيات الاستهداف السياسي للسعودية ستكون وخيمة على من يؤججها، وذلك في تعقيبه على «الحملة الشرسة» المتوقعة على الرياض وكذلك التنسيق بين أطرافها المحرِّضة.

وعلى نفس سياق القوة والوفاء، تقدر مملكة البحرين عالياً علاقاتها وتحالفاتها مع شقيقاتها، ولا تدخر جهداً في سبيل تعزيز أواصر أخوتها مع المملكة العربية السعودية، التي تقف دائماً وأبداً معها، وتمد إليها يد الأمن والسلم لتبادلها مد يد الأخوة والحب، مؤكدة في كل لحظة ومناسبة وحادثة تضامنها التام مع شقيقتها الكبرى السعودية، ضد كل من يحاول النيل منها أو يسعى إلى الإساءة إليها، مطلقة عنان الحب في وقت الرخاء والشدة، مستنيرة بحكمة قيادتها وعزيمتها لحفظ الحقوق وصون المكتسبات، ما يمهد طريق النمو والرخاء.

ولا وصف أبلغ لعلاقة الشقيقتين سوى ما صدح به الشاعر والأديب السعودي الراحل غازي القصيبي «درب من العشق لا درب من الحجر... هذا الذي طار بالواحات للجزر»، وهو مطلع دُرَّة أدبية نَظَمَها القصيبي في العام 1986 بمناسبة افتتاح جسر الملك فهد الذي يربط المملكة العربية السعودية بالبحرين، ليصبح عنواناً لعلاقاتهما وسياساتهما ووقوفهما سوياً في وجه المخاطر.

ووقائع التاريخ تشهد بالوفاء بين البلدين، إذ إن العلاقة الأخوية الوطيدة في مجلس التعاون الخليجي لا تخطئها الأعين، وتأييد الرأي حيال القضايا التي تحفظهما من كل ما يمس أمنهما الوطني لا ينكره أحد، وأبرز ما يوضح ذلك استجابة السعودية لنداء شقيقتها لحمايتها وحفظ أمنها، إذ تشهد قوات «درع الجزيرة» بـ«فزعة الأخوة» لنجدة ديار «آل خليفة» من مخطط إيران لتقويض الأمن فيها، كما تَجَسَّدَ الوفاء بين البلدين -إضافة إلى المستوى السياسي- على أرضهما وفي مياههما، الذي شهد اختيار السعودية أن تمد شرياناً برياً يقطع عباب الخليج العربي، ليغذي المحبة بين الشعبين ويغمر قلوب مواطني البحرين بالوفاء، لتنبض أرض البحرين بحب السعودية.

ومع كل أزمة وحادثة، تجد البحرين نفسها واقفة في صف واحد مع شقيقتها المملكة قبل غيرها، في تأكيد منها على مساندتها والاستئناس بحكمتها في التصدي للمخاطر، ورفض كل من يحاول المس بسياسة المملكة العربية السعودية ومكانتها وسيادتها، مقدرة المكانة الرفيعة التي تتمتع بها السعودية التي تعد الركيزة الأساسية لأمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي، والأساس المتين والركن القوي لاستقرار المنطقة، نظير أدوارها الرائدة ومبادراتها البناءة لأجل الأمن والاستقرار والرخاء على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وحيال ذلك، تشيد مملكة البحرين ما تمتلكه الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من إمكانات هائلة ومقومات كبيرة، تسخرها السعودية في تعزيز السلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم، وتشدد البحرين على أواصر القربى الضاربة في جذور التاريخ مع المملكة، وهو ما حدا بها إلى تجديد تأكيدها ووقوفها الثابت في صف واحد مع السعودية في كل ما تبذله من جهود جبارة لمواجهة مختلف التهديدات والمخاطر المحدقة بالمجتمع الدولي، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب.