قوة السيطرة على الإعلام تنهزم أمام الوطنية
تهويم
الخميس / 09 / صفر / 1440 هـ الخميس 18 أكتوبر 2018 01:48
منى العتيبي
مرّت أيام على قضية اختفاء جمال خاشقجي التزمت فيها الحكومة السعودية الصمت كمنهجها السياسي المعتاد في عدم التعقيب حتى تتأكد من الدلائل والبراهين ثم تقول بعدها كلمة الموقف، مقابل هذا تخبطت بعض الدول في تصريحاتها ووسائل إعلامها نحو القضية حتى فقدت أعصابها ومصداقيتها في تصريحاتها المهتمة بالقضية.
وفي الحقيقة لم يكن خاشقجي الصحفي أو صاحب الرأي المختلف مع دولته الوحيد الذي اختفى أو غاب أو لنقل غُيّب ولكن سبقه العديد من الكتّاب والسياسيين وغيرهم من كافة دول العالم ممن اختفوا ولم يحدث كل ما حدث من هذا الاهتمام العالمي مثل ما حدث مع خاشقجي، ولكن الأمر هنا مختلف تماماً مع الدول التي ترى في اختفائه فرصة لتحقيق مطامعهم في السعودية سواء الاقتصادية أم الإستراتيجية أم السياسية أم المذهبية وغيرها.
ما حدث يذكرني مما قرأته من الخطط السياسية التي كشف عنها نعوم تشومسكي في كتابه «السيطرة على الإعلام» الكتاب يتحدث عن البروباغاندا التي تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص.
كشف الكتاب عن الطريقة الأخلاقية الإعلامية المشوهة بحيث يسلط الإعلام الضوء على الأعداء وعلى الإرهاب وقصص الاختلاق وصناعة المؤامرات للضغط على الدولة المستهدفة وإقحامها في حروب ونزاعات تجعلها سهلة الاستسلام عند طرح المطالب، بالإضافة إلى أنه تناول دور وسائل الإعلام في تضليل الجماهير وتوجيههم مع ما يستهدفونه منهم، وكيف يتم إخفاء المعلومات بل التعامل مع أي ثورة ضد هذا النمط الفاشي.
الوسيلة التي طرحها تشومسكي في الطرق التي تتبعها الدول في توجيه الرأي العام والسيطرة على الأحداث من خلال الإعلام هي نفسها الوسيلة التي استخدمها الإعلام المعادي للسعودية عبر التحكم اقتصاديا في وسائل إعلامية عالمية جماهيرية تطرفت إلى بث معلومات بدون دلائل وبراهين وكأنها حقيقة مطلقة واستخدامها كقوة وسيطرة نووية من نوع آخر للضغط على الدولة السعودية وإخضاعها لمصالحهم، ولكن الواقع صدم أصحاب هذه الوسيلة التي جاءت مكشوفة عند الشعب السعودي والجماهير السعودية التي واجهت هذه القوة برفض السيطرة عليها من خلال رهان الوطنية، فقد أثبت الشعب السعودي وعيه بمخاطر الأسلحة الإعلامية.
المواطن السعودي منذ انطلاق الحرب الشرسة الإعلامية على بلاده أثبت أن قوة الانتماء الوطني والوعي بدور المواطنة أقوى من قوة أي تيار فكري سلطوي يواجهه، انهزامية سلطة إعلام الآخر أمام المواطن البسيط الذي لا يملك سلطة غير وجدانه وتعلقه بوطنه فيها دلالة واضحة على أن الوطنية هي المنهج الذي لن يهزمه أي تيار آخر كما حدث مع القومية العربية التي لم تستطع التصدي للتيارات الداخلية وقتها وانهزمت أمامها.
* كاتبة سعودية
fanarm_7@
وفي الحقيقة لم يكن خاشقجي الصحفي أو صاحب الرأي المختلف مع دولته الوحيد الذي اختفى أو غاب أو لنقل غُيّب ولكن سبقه العديد من الكتّاب والسياسيين وغيرهم من كافة دول العالم ممن اختفوا ولم يحدث كل ما حدث من هذا الاهتمام العالمي مثل ما حدث مع خاشقجي، ولكن الأمر هنا مختلف تماماً مع الدول التي ترى في اختفائه فرصة لتحقيق مطامعهم في السعودية سواء الاقتصادية أم الإستراتيجية أم السياسية أم المذهبية وغيرها.
ما حدث يذكرني مما قرأته من الخطط السياسية التي كشف عنها نعوم تشومسكي في كتابه «السيطرة على الإعلام» الكتاب يتحدث عن البروباغاندا التي تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص.
كشف الكتاب عن الطريقة الأخلاقية الإعلامية المشوهة بحيث يسلط الإعلام الضوء على الأعداء وعلى الإرهاب وقصص الاختلاق وصناعة المؤامرات للضغط على الدولة المستهدفة وإقحامها في حروب ونزاعات تجعلها سهلة الاستسلام عند طرح المطالب، بالإضافة إلى أنه تناول دور وسائل الإعلام في تضليل الجماهير وتوجيههم مع ما يستهدفونه منهم، وكيف يتم إخفاء المعلومات بل التعامل مع أي ثورة ضد هذا النمط الفاشي.
الوسيلة التي طرحها تشومسكي في الطرق التي تتبعها الدول في توجيه الرأي العام والسيطرة على الأحداث من خلال الإعلام هي نفسها الوسيلة التي استخدمها الإعلام المعادي للسعودية عبر التحكم اقتصاديا في وسائل إعلامية عالمية جماهيرية تطرفت إلى بث معلومات بدون دلائل وبراهين وكأنها حقيقة مطلقة واستخدامها كقوة وسيطرة نووية من نوع آخر للضغط على الدولة السعودية وإخضاعها لمصالحهم، ولكن الواقع صدم أصحاب هذه الوسيلة التي جاءت مكشوفة عند الشعب السعودي والجماهير السعودية التي واجهت هذه القوة برفض السيطرة عليها من خلال رهان الوطنية، فقد أثبت الشعب السعودي وعيه بمخاطر الأسلحة الإعلامية.
المواطن السعودي منذ انطلاق الحرب الشرسة الإعلامية على بلاده أثبت أن قوة الانتماء الوطني والوعي بدور المواطنة أقوى من قوة أي تيار فكري سلطوي يواجهه، انهزامية سلطة إعلام الآخر أمام المواطن البسيط الذي لا يملك سلطة غير وجدانه وتعلقه بوطنه فيها دلالة واضحة على أن الوطنية هي المنهج الذي لن يهزمه أي تيار آخر كما حدث مع القومية العربية التي لم تستطع التصدي للتيارات الداخلية وقتها وانهزمت أمامها.
* كاتبة سعودية
fanarm_7@