صوت المواطن

مملكة الخير تمضي.. رغم المتربصين

صباع

فواز أبو صباع alfaresksa2010@

لم يصدر من المملكة منذ أن وحدها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قبل نحو 88 عاماً، إلا الخير للجميع بلا استثناء، باذلة كل ما في وسعها من مال ونفوذ سياسي عالمي، لنصرة الضعاف وإزالة الظلم عنهم، بدءاً بالقضية الفلسطينية، التي كانت ولاتزال همها الأول، مروراً بموقفها المشرف من قضية الاحتلال الفرنسي للجزائر، إذ كانت السعودية بدءاً من الملك عبدالعزيز ومروراً بالملك سعود وانتهاءً بالملك فيصل خير من ساندوا القضية حتى أصبحت قضية الجزائر عالمية دولية، كانت فرنسا تفهم العالم أن قضية الجزائر قضية داخلية خاصة بالدولة الفرنسية، فكانت السعودية أول من تكلم بالقضية الجزائرية، وذكر الأمين السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جميل الحجيلان، في محاضرة عنوانها «الدور القيادي للملك فيصل في العالم العربي»: وعندما انتفض الشعب الجزائري انتفاضته الكبرى في مطلع شهر نوفمبر عام 1954 بادرت المملكة العربية السعودية بعد شهرين فقط من انطلاق هذه الثورة؛ لتجعل من هذه القضية قضية دولية، لا يمكن للعالم أن يغمض عينيه عنها، وانطلق فيصل يستجمع القوى والأنصار في المحافل الدولية فحولها إلى قضية من قضايا مجلس الأمن، ثم انتقل بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبنتها واحتضنتها، وتحولت ثورة الجزائر في العالم، من تمرد يقوم به العصاة على النظام - كما طاب لفرنسا أن تقول - إلى قضية شعب مستعمر مقهور يطالب بحريته وكرامته.

والمتتبع لمواقف المملكة الإنسانية في العالم كافة، لن يتمكن من حصرها بسهولة لكثرتها وتعددها وتنوعها، فلا تحل كارثة طبيعية أو أزمة بأمة، وإلا وكانت بلادنا في مقدمة المغيثين، ونذكر منها وقوفها في تحرير الكويت، وبذلها الغالي والنفيس من المال والرجال لتحرير اليمن من المتمردين الحوثيين الذين ساموا الشعب الشقيق سوء العذاب، فضلاً عن مواقفها لنصر الشعب في سورية والعراق، وغيرها من المواقف، ولا يعتبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلا غيضاً من فيض من المراكز والمؤسسات التي تنقل مساعدات وإغاثات المملكة للعالم كافة، لكن ما يؤلمني حالياً الحملة الشرسة التي يشنها بعض المتربصين ضد المملكة، يحملون وطني مسؤولية جريمة تورط فيها بضعة أشخاص، ينسفون كل ما قدمت المملكة للعالم من خير ودعم وإغاثة على مدى تسعة عقود وحتى وقتنا الحاضر، رغم أن بلادي انتهجت العدالة في القضية كما هو ديدنها، وشرعت في التحقيقات ووعدت بمعاقبة المدانين، ومحاسبة المقصر في حادثة خاشقجي كائناً من كان، لكن للأسف هناك من هم أشبه بالذباب، لا يقع إلا على الجرح، يترك الأشياء الجميلة في الجسد ويحط على الآلام والجراح، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «إن بعض الناس مثل الذباب لا يقع إلا على الجرح»، فالمتربصون بالوطن كالذباب، تركوا جميع ما قدمته وتقدمه السعودية للعالم كافة من نصرة ودعم وإغاثة، ووقعوا على جرح جريمة خاشقجي التي ارتكبها بضعة أشخاص من تلقاء أنفسهم، ولم تغفر لهم قيادة المملكة خطأهم، بل أجرت التحقيقات معهم، متوعدة المقصر بالعقاب الشديد، كائناً من كان، وسيظل وطني رمزاً للخير والنماء والإنسانية والعطاء، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، رغم كيد الحاقدين والمتربصين.