ثقافة وفن

ملاحقة

حسن المطروشي*

جيءَ بي

مِثْل وَعْلٍ جَريحٍ،

وقيلَ: هُنا سِدْرَةُ البَدْءِ.

شاهدْتُ فُلْكًا عظيمًا على الماءِ،

كانت تَلوذُ به كائناتُ الخَليقةِ،

مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ.

ثُمَّ اسْتَدَرْتُ إلى الأبديةِ،

أحْسِبُها لُجَّةً.

كنتُ أسْمَعُ زَحْفَ السُّلالاتِ

تَعْبُرُ أدغالَ صَدْري

صُحْتُ: يا حارسَ الفُلْكِ،

هَلْ ثَمَّ مُتَّسَعٌ لوحيدٍ وأحزانِهِ؟

قالَ: مَنْ أنتَ في المَلَكوتِ؟

وهَلْ تَتَذَكَّرُ مِنْ أيِّ أرضٍ جُلِبْتَ؟

فقلتُ له: لَسْتُ أدري

فاسْتَشاطَ،

ولاحَقَني بالشتائمِ في الطرقاتِ،

وها أنَذا الآنَ مازلْتُ أجْري...!

*شاعر من سلطنة عمان