كتاب ومقالات

منصة توقيع المذكرات والعقود والاتفاقيات الدولية

بعض الحقيقة

عيسى الحليان

يختط كل منتدى دولي شخصية وهوية معينة، وعندما يكرس منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار هويته من مجرد منبر للخطابة وطرح أوراق العمل إلى منصة متقدمة لتوقيع المذكرات والاتفاقيات والعقود الاستثمارية، فإنه يكون بذلك قد أضاف بعدا مهما وخلق ميزة نسبية تختص بها المملكة وشركاتها دون غيرها، وإعلاء كعب المنتدى بين نظرائه من المنتديات الدولية، ففي اليوم الأول تم توقيع اتفاقيات بقيمة 56 مليار دولار أو ما يوازي 212 مليار ريال في قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية، فأرامكو وحدها وقعت 15 مذكرة تفاهم في مجالات نفطية إستراتيجية وبقيمة 34 مليار دولار وذلك مع شركات تنتمي إلى 8 دول وهو ما يعكس طموح ورؤية الشركة ورؤيتها الجديدة نحو الانفتاح على استثمارات واعدة في مجال الطاقة والبتروكيماويات مما يعزز ريادتها كلاعب أساسي في الطاقة التقليدية حول العالم.

ومثل هذه الإستراتيجية سوف تسهم بطبيعة الحال في تعزيز برنامج القيمة المضافة لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء) وهو من المبادرات التي تسعى الشركة من خلالها إلى تحسين سلسلة التوريد المحلية، الشاهد أن توقيع هذه العقود والاتفاقيات ومنها اتفاقيات من قبل مؤسسات النقل العام والسكة الحديد وغيرها تمت على منصة المنتدى وهو ما سوف يضيف بعدا تجاريا واستثماريا لا يستطيع أن يحققه دافوس مثلاً الذي ترسخ كعلامة دولية على مدى 80 عاماً وعلامة اقتصادية فارقة يحرص على حضوره رؤساء الدول قبل غيرهم.

مسألة توقيع العقود والمذكرات تعطي زخما للمنتدى وتضع شركات المملكة وبرامجها الاستثمارية في المجالات الواعدة مع التحولات في مجال النفط والغاز تحت أنظار العالم وهو العالم الذي لا يفهم سوى لغة المال والأرقام.

معرض الطيران الدولي في دبي من المعارض الرائدة حول العالم في هذا المجال ولم يحقق كل هذه الشهرة لكونه معرضا تقليديا يعرض آخر تقنيات الطيران وحسب، ولكن لكونه تحول أيضا الى منصة لتوقيع العقود والاتفاقيات، فعلى مدرج مطاره تمت أكبر الصفقات في مجال الطيران المدني، وهو ما جعل المعرض مناسبة تحسب له أبرز الشركات العالمية في صناعة الطائرات المدنية والحربية ألف حساب.