كلن نَبَق حتى عرق الحبق
بالسكين
الجمعة / 24 / صفر / 1440 هـ الجمعة 02 نوفمبر 2018 02:00
علي بن محمد الرباعي
التحمتْ الرابضة بجدران البيوت والمساريب، كأنما الضباب خائفٌ يبحث عن ملاذ آمن. الهظيل لم يتوقف، نقرات المطر تعزف إيقاعها على أغطية الصفيح المحكم فوق الكتر، وكلما تخطت (أم سليم) العابر وأخرجت رأسها تتلمس الصحا، تجمعت القطط عند قدميها، فتركلها مرددة «يا الله في بوج طيب». يتعالى مواء البساس تستنجد من البرد فتخاطبها «حيلي عني في سعة الله. ألقاها منك وإلا من البهم وإلا من السكون ذوليه متسدحين بين القُطّار.
تناولت قطعة مشمّع. وضعته فوق رأسها ليقيها البلل. نزلت للمراح، أخذت تدفع الخراف الكبيرة بعيداً عن الأمهات، لتتمكن من ارضاع المواليد، سمعت صوت جارتها (أم سالم) في السفل المجاور. طلبتها «دخيلك اغرفي لي قفة علف نجفف بها تحت الغنم»، سارعت إليها، ووزعت ما في القفة في أنحاء السفل، وبدأت تساعدها في مهمتها.
سألتها: وشب بهمك يختي خلقته تخرع؟ أجابت: البهم والسفان اللي يولدون في الشتا يجون معفّشين، فتعالت ضحكاتهما.
اقترحت عليها يسرحن بالغسيل للوادي يوم الخميس. قالت: وين نجففه؟ علّقت: إن شاء الله يصحي نهار بكرة، وإن ما أصحى جففناه بالقبس. تفاعلت كون مفارش الصغار مبللة بحكم أن الصمطة لا تمكّن الأطفال من التحكم في أعضائهم.
صاحت في أصغر الأولاد: قم يا السحاح جب لي صابون أبو زهرة من عند (صندلة)، ناولته نصف ريال، وعلبة نحاسية. أوصته أن يفرغه من الكرتون في العلبة حتى لا يلحقه الرشاش، فانطلق ومرّ بجماح واشترى منه بقرش قارورة شطة ممتلئة بشراب التوت. أخذ الصابون فقالت: باقي قرش. فقال: إبشري والله لآجيبه بكرة ودخيلك لا تعلمين أمي.
صباح اليوم التالي كان يحمل لهن الرادي. وكل واحدة من ثلاث نسوة تحمل فوق رأسها طشت به بقشة ملابس. بدأ دعك الأقمشة الملونة. وصدى صوت طلال يصدح من المذياع ويعانق الجبال (حُبّك سباني وأنا جسمي نحل) سمع الصغير طرفاً من حديث أمه مع جاراتها عن أعشاب ابتاعتها من (فرّقنا) فعلّق الصغير: سمعته وهو يعلّمك كيف تخلطينها، فرشّته بالماء بكفها، وقالت انقلع عنا يا متلقط الهروج. قالت إحدى جاراتها خليه مسكين ما يدري وين الله غادي به، فقالت الأخرى «لا والله أنه يدري، كلن نبق حتى عرق الحبق» علمي وسلامتكم.
تناولت قطعة مشمّع. وضعته فوق رأسها ليقيها البلل. نزلت للمراح، أخذت تدفع الخراف الكبيرة بعيداً عن الأمهات، لتتمكن من ارضاع المواليد، سمعت صوت جارتها (أم سالم) في السفل المجاور. طلبتها «دخيلك اغرفي لي قفة علف نجفف بها تحت الغنم»، سارعت إليها، ووزعت ما في القفة في أنحاء السفل، وبدأت تساعدها في مهمتها.
سألتها: وشب بهمك يختي خلقته تخرع؟ أجابت: البهم والسفان اللي يولدون في الشتا يجون معفّشين، فتعالت ضحكاتهما.
اقترحت عليها يسرحن بالغسيل للوادي يوم الخميس. قالت: وين نجففه؟ علّقت: إن شاء الله يصحي نهار بكرة، وإن ما أصحى جففناه بالقبس. تفاعلت كون مفارش الصغار مبللة بحكم أن الصمطة لا تمكّن الأطفال من التحكم في أعضائهم.
صاحت في أصغر الأولاد: قم يا السحاح جب لي صابون أبو زهرة من عند (صندلة)، ناولته نصف ريال، وعلبة نحاسية. أوصته أن يفرغه من الكرتون في العلبة حتى لا يلحقه الرشاش، فانطلق ومرّ بجماح واشترى منه بقرش قارورة شطة ممتلئة بشراب التوت. أخذ الصابون فقالت: باقي قرش. فقال: إبشري والله لآجيبه بكرة ودخيلك لا تعلمين أمي.
صباح اليوم التالي كان يحمل لهن الرادي. وكل واحدة من ثلاث نسوة تحمل فوق رأسها طشت به بقشة ملابس. بدأ دعك الأقمشة الملونة. وصدى صوت طلال يصدح من المذياع ويعانق الجبال (حُبّك سباني وأنا جسمي نحل) سمع الصغير طرفاً من حديث أمه مع جاراتها عن أعشاب ابتاعتها من (فرّقنا) فعلّق الصغير: سمعته وهو يعلّمك كيف تخلطينها، فرشّته بالماء بكفها، وقالت انقلع عنا يا متلقط الهروج. قالت إحدى جاراتها خليه مسكين ما يدري وين الله غادي به، فقالت الأخرى «لا والله أنه يدري، كلن نبق حتى عرق الحبق» علمي وسلامتكم.