ذكريات مع فقيد القلم أستاذي عبدالله خياط
هيّ كدا
السبت / 25 / صفر / 1440 هـ السبت 03 نوفمبر 2018 01:12
أسعد عبدالكريم الفريح
تلقيت خبر وفاة الأستاذ الأديب الكبير أبو زهير، وما أسرع الأخبار المؤلمة، ولا يجاريها في سرعتها إلا نبضات قلب الفاقدين لمحبيهم، تعلمنا من ديننا أنه لا خالد إلا وجه الله الكريم، وإن كان الخلود موجودا، ولكن في الحياة الأخرى، اللهم اجعله وإخواننا المسلمين كافة من الخالدين في جنات النعيم. نعم نفتقد ونألم ولكن بنفس راضية بقضاء الله، حامدة له قدره، فكل نفس ذائقة الموت وهو حق نؤمن به، ونسلم ونسأل الله حسن الخواتيم، وأنا اليوم عندما أرثي أبا زهير، فلا أريد أن أجعله رثاء حزينا، فمثله وذكراه العطرة يعبق بها كل مجلس، وهذه الذكرى أبدا لا تكون إلا بالذكريات مع هذا الراحل، وهي حتما ذكريات بهيجة وتاريخ حافل بالإنجاز الذي يفرح ولا يبكي، علاقتي بأبي زهير قديمة من عشرات السنين، فكنت أزور «عكاظ»، وكان هو رئيس تحرير، وطلب مني ذات مرة أن أحرر زاوية أسبوعية، باسم رجال الأمن، وكنت أيامها ملازما في شرطة النجدة، فقلت: «أسبوعيا صعبة يا أستاذ»، فرد: «قدها وقدود»، وأخذ بيدي وشجعني سنوات عدة، حتى انتقلت للرياض فتوقفت.
واستمر تواصلنا، وذات مرة خابرني قبل حوالي عامين وقال يا معالي الفريق، طبعا أتحدث بطريقته الراقية، قال: «إني أعكف على كتاب عنوانه (رجال عاصرتهم)، وأنت منذ مرور جدة أعرف تاريخك، أرسل لطفاً ما قبل ذلك، طبعا عندما قال عاصرتهم كانت الكلمة مدغمة فنطقت عصرتهم، فأجبته: «طيب بعد ما عصرتهم شربتهم»، فضحك طويلا ثم أجاب: «نعم، بس ايش أقول لك بعضهم وقف في حلقي»، وقبل شهور عدة، وأنا في تركيا رن الجوال، فإذا هو أستاذي عبدالله خياط، قلت لعله أنجز الكتاب، فسلمت عليه، وقلت له: «أمرك سيدنا»، فأجاب: يا أخي أنا أقرأ مقالاتك وتعجبني، وخاصة الجانب الساخر فيها، ولكن أنت اليوم «تخششتني» فقلت لما قال عن موضوعك الذي نزل اليوم وهو مين يقول للغولة عينك حمراء هذا كلام نفسي أقوله وكان ممكنا ولكن ما كان يحلو إلا كما تناولته، ثم قال: «إذا رجعت تسمح تخبرني لأني ودي أقيم دعوة على شرفك»، فرددت: «أنا أخذت مبدأ لا دعوات لي من سنين عدة ولكن أنت لا يمكن عنك امتنع»، وحصل تواصل بعدها وكانت معظمها اعتذارات منه، رحمه الله، عن تأخر الدعوة، ويردد ترى التأخر مني، لأن العيب فينا، فضحكت لأنه كان يشير إلى عنوان سابق لمقالي، وكان يكلمني وهو في المستشفى، واعتذرت منه وقلت: «أعذرني أنا أضحك وأنت تعاني»، فرد لي طلب عندك قلت: «تأمر».
قال: «أرجوك لا تكف عن الابتسام ولا عن جعل من يقرأ لك أو يتحدث معك أن يبتسم. وبعدها نشر مقالته «أنا والفريق أسعد». وقبل وفاته بأيام قلائل اتصل بي ليعتذر عن التأخير في الدعوة، فقلت: «يا أستاذي صحتك أهم من كل دعوة»، لقد أكرمني رحمه الله بكثير من مقالاته الطيبة عن شخصي المتواضع، أيام عملي في مرور جدة، وإدارة جوازات منطقة مكة المكرمة، إن قلمه أكرمني كثيراً، كما أكرم الحرف الذي سخره عشرات السنين لخدمة وطنه، هذا ما فعله من إحسان لي فكيف هو مع بقية الناس، رحم الله أبا زهير وجعل الجنة مثواه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
واستمر تواصلنا، وذات مرة خابرني قبل حوالي عامين وقال يا معالي الفريق، طبعا أتحدث بطريقته الراقية، قال: «إني أعكف على كتاب عنوانه (رجال عاصرتهم)، وأنت منذ مرور جدة أعرف تاريخك، أرسل لطفاً ما قبل ذلك، طبعا عندما قال عاصرتهم كانت الكلمة مدغمة فنطقت عصرتهم، فأجبته: «طيب بعد ما عصرتهم شربتهم»، فضحك طويلا ثم أجاب: «نعم، بس ايش أقول لك بعضهم وقف في حلقي»، وقبل شهور عدة، وأنا في تركيا رن الجوال، فإذا هو أستاذي عبدالله خياط، قلت لعله أنجز الكتاب، فسلمت عليه، وقلت له: «أمرك سيدنا»، فأجاب: يا أخي أنا أقرأ مقالاتك وتعجبني، وخاصة الجانب الساخر فيها، ولكن أنت اليوم «تخششتني» فقلت لما قال عن موضوعك الذي نزل اليوم وهو مين يقول للغولة عينك حمراء هذا كلام نفسي أقوله وكان ممكنا ولكن ما كان يحلو إلا كما تناولته، ثم قال: «إذا رجعت تسمح تخبرني لأني ودي أقيم دعوة على شرفك»، فرددت: «أنا أخذت مبدأ لا دعوات لي من سنين عدة ولكن أنت لا يمكن عنك امتنع»، وحصل تواصل بعدها وكانت معظمها اعتذارات منه، رحمه الله، عن تأخر الدعوة، ويردد ترى التأخر مني، لأن العيب فينا، فضحكت لأنه كان يشير إلى عنوان سابق لمقالي، وكان يكلمني وهو في المستشفى، واعتذرت منه وقلت: «أعذرني أنا أضحك وأنت تعاني»، فرد لي طلب عندك قلت: «تأمر».
قال: «أرجوك لا تكف عن الابتسام ولا عن جعل من يقرأ لك أو يتحدث معك أن يبتسم. وبعدها نشر مقالته «أنا والفريق أسعد». وقبل وفاته بأيام قلائل اتصل بي ليعتذر عن التأخير في الدعوة، فقلت: «يا أستاذي صحتك أهم من كل دعوة»، لقد أكرمني رحمه الله بكثير من مقالاته الطيبة عن شخصي المتواضع، أيام عملي في مرور جدة، وإدارة جوازات منطقة مكة المكرمة، إن قلمه أكرمني كثيراً، كما أكرم الحرف الذي سخره عشرات السنين لخدمة وطنه، هذا ما فعله من إحسان لي فكيف هو مع بقية الناس، رحم الله أبا زهير وجعل الجنة مثواه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.