ثقافة وفن

هذا المطر يملأُ قلبي بالجراح!

علي مكي*

علي مكي ali_makki2@

(1)

ثلاثةُ أيام،

والمطرُ يرقصُ على الأرض..

هذا ما قرأه كتابُ الوقت على الناس،

أمّا أنا فلا أصَدّقُ الوقت،

ولا أصدّقُ الأيّام.. !

(2)

كلّ الأيام تكذبُ في نظري،

عدا اليوم الذي غُمِرْتُ فيه بنورٍ لا مثيلَ له..

في ذلك النهار:

اغتسلتُ بِ (مطريْن) !

(3)

من «الثلاثاء» إلى «الخميس»

لم يكفّ المطر عن طرق أبواب المدينة

هكذا يقول الظنّ، والوهمُ أيضاً..

أمّا اليقين فله رأيٌ آخر،

يقولُ لي:

إنّه يومُ «الأحد»

يدورُ دورتَه الحزينة !

(4)

الغيمُ طويل النوم،

ولا يستيقظ بسهولة..

إنّه بحرٌ من الكسلِ والخمولِ الدائمين !

(5)

الغرفة التي يسكنُ بها الغيم

بُنيت من «ماء»،

وكلّ أثاثِها من «ماءٍ» أيضاً،

لذا هو، أي الغيم، لا يظمأُ أبداً،

وكلما شرب رشفةً كلما أحسّ بنومٍ شديد !

(6)

كم هو كسولٌ وعاقٌّ هذا الغيم !

(7)

أخيراً،

نزل المطر بصخبٍ وعنفٍ وجنونٍ أشدّ..

تُرى مَن أيقظَ الغيم؟

وسط ذلك الجنون أطلقتُ جنونَ السؤالِ عالياً، فقهقه (الرعد) وضحك (البرق)، كأنما يسخران مني !

(8)

منذ كم..

وعقلي في ضبابٍ غير جميل،

والمطرُ يملأُ قلبي بالجراح؟

منذ كم..

وأنا أحترق؟

(9)

من الآن لن أغادر غرفتي،

وسأظلُّ نائماً وكسولاً، ولن أفيق !

(10)

أيتها «السماء»..

احسبيني ابنك «الغيم»،

وأدّبيني قليلاً

ببعض العبق !

(11)

أعرفُ أنه اختيارٌ يائس،

لكن ماذا أفعل؟

فكلّ ما أريده

هو أن أغتسل بِـ(مطريْن) !

(12)

من المؤكد أن أحداً لم يسمعني..

لأحترق إذاً.. !!