كتاب ومقالات

عبدالله الفيصل.. عبقرية الشعر

مفتاح ضائع

أنمار مطاوع

خلال أقل من شهر؛ تحديدا يوم 21 ربيع الأول 1440هـ، تحل ذكرى وفاة الشاعر الأديب المبدع الأمير عبدالله الفيصل.

عبدالله الفيصل جاء في زمن المعلومة الصعبة. كانت مجالات التعليم فيه محدودة. فحين تعلم الابتدائية في مكة المكرمة وحصل الشهادة الابتدائية، كانت الابتدائية من أعلى الشهادات على مستوى المملكة. ولكن عبقريته الثقافية والأدبية لم تقنع بحدودها.. فانكب على التحصيل والمطالعة وتثقيف الذات في مجالات متعددة -خصوصا في مجال الشعر-. فقرأ وحفظ لكثير من الشعراء، أمثال: امرؤ القيس والنابغة الذبياني وطرفة بن العبد والمتنبي.. قديما، وأحمد شوقي وعمر أبو ريشة وعلي محمود طه.. في العصر الحديث. فانعكس كل ذلك على ثقافته وأسلوب حياته الراقية الأنيقة.

عندما كتب عبدالله الفيصل الشعر، لم تكن الموهبة وحدها سنده، بل كان خلفها تلك الحصيلة المكتبية والثقافية.. والذاكرة الأدبية الواسعة التي امتاز بها. فأنتج شعرا يقف الأدب العربي الحديث أمامه احتراما.

في خطوة رائدة تنم عن التقاليد الثقافية العريقة لجامعة الطائف.. ولمدينة الطائف الأصيلة في أعرافها العربية والإسلامية، اعتمد رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي -وصاحب فكرتها- الأمير خالد الفيصل، ما تقدم به أمين عام أكاديمية الشعر العربي الدكتور حسام زمان بإطلاق جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، لتبدأ دورتها الأولى الأحد القادم، وتستقبل الترشيحات من الجهات الأكاديمية والثقافية لتحكيمها. وقد تم اختيار موعد الإعلان عن الفائزين بالجائزة في يوم مميز هو (اليوم العالمي للشعر) الذي اعتمدته منظمة اليونسكو في اجتماعها الثلاثين عام 1999 وحددته ليكون يوم 21 مارس/ آذار من كل عام، مترافقا مع بداية فصل الربيع؛ في لمحة دلالية على مفهوم الشعر.

(اليوم العالمي للشعر) هدفه التأكيد على أن المشاعر الإنسانية قاسم مشترك لكل أفراد وثقافات العالم، وبأن الشعر كنز الثقافات وعمقها القيمي.. وهو المؤشر الإبداعي للعقل البشري عموما.. خاصة أنه يدعم كل لغات العالم -حتى المهددة بالانقراض-.. ويشجع استعادة العلاقة بين الشعر والفنون الأخرى كالمسرح والموسيقى والرسم.. بهدف أن لا تتعمم الفكرة الخاطئة عن الشعر بأنه فن قديم.. ولكنه فن تأكيد الهوية. ليس أجمل من هذا اليوم تُعلن فيه نتائج جائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com