كتاب ومقالات

فقدان مدرسة في ثول

أشواك

عبده خال

دائماً أجد في الأمثال عبرة مختصرة يمكن تعميمها لأي حالة تنطبق مع ذلك المثل، وإن كنت راغباً في استخدام مثل «يحسدوا الأعور على كبر عينه» ليس إنقاصاً مما سأكتب عنه، وإنما إظهار أن هناك أماكن يقدر لها أن تبزغ وتصبح الآمال معلقة بهذا المكان، فإذا العيون تحسد أبوعين كريمة.

قد لا يكون المثال لائقاً إلاّ أني وجدته ملائماً لقصة مقالة اليوم.

أراد الله لمدينة ثول الصغيرة أن تغدو في عين الشمس سمعة واحتفاء حين تم اختيارها للمشروع العلمي الحضاري المتقدم، فحضنت أهم جامعة في الشرق الأوسط (كاوست)، هذه الجامعة التي نهضت الدولة بكل أجهزتها رغبة في تحقيق أمنية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) بإقامة ذلك الصرح التعليمي بالسرعة القصوى.

وقد تم اختيار مدينة ثول لتكون الجامعة جوهرة المكان، وأمر رحمه الله بتهيئة جميع الاحتياجات لخلق بيئة متقدمة تتناسب مع سمعة جامعة كاوست..

ويبدو أن ثمة استهانة عكرت مزاج أهالي ثول، وأرادوا إيصال أصواتهم لمن يهمه الأمر، وقد وصلتني رسالة من أهالي ثول من أجل تعميمها، مظهرين أن أي فعل يشوّه منجزاً - مهما كان صغيراً - يحمل معاني عدة قد يكون أهمها تشويه بيئة جهزت لأن تكون متلائمة ومتسقة مع الجو العام لمدينة نفاخر بجامعتها عالمياً، وكيف يمكن الإخلال ببذرة زرعت من أجل أن تكون داعمة للمستقبل من خلال تعليم متقدم، والرسالة ذهبت إلى القول إن مدارس ثول مجهزة تجهيزاً كاملاً. من معامل ومختبرات وصوتيات وسبورات ذكية. وقد قامت بتجهيزها شركة أرامكو ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله لتطوير ثول، وهذه المقدمة لشرح ما أحدثته قائدة المدرسة الأولى للبنات بثول، بعدم تفعيل معمل الحاسب واللغة الإنجليزية والمختبر، وعملت اتفاقية مع مديرة مركز الموهوبات بجدة، وأرسلت لهم الأجهزة والمعدات المكتبية.

يبدو أن هذا الفعل لا يرضي وزارة التعليم بحيث تسلب مدرسة ما من أدوات التميز التعليمي الخاص بها لكي تهدى إلى مكان آخر، وإذا كان هذا القرار تم تنفيذه من تحت الطاولة فيجب على الوزارة وإدارة التعليم إعادة محتويات مدرسة الأولى للبنات بثول، فتلك الأدوات ليست من أموال الصدقة حتى يتم توزيعها، وليست منحة حتى يمكن التهادي بها.