ذكرى وحرب وكراهية!
طوق نجاة
الاثنين / 04 / ربيع الأول / 1440 هـ الاثنين 12 نوفمبر 2018 01:39
حسين شبكشي
في قلب العاصمة الفرنسية باريس التقى 70 زعيما عالميا بالأمس ليحتفلوا بمرور 100 عام بالتمام والكمال على نهاية الحرب العالمية الأولى. وهي الحرب التي شهدت اقتتالا مرعبا ومخيفا وتقسيما مرعبا في جغرافية البلدان.
وكم هو مشهد حضاري وراق كان الحضور المهيب لقادة دول كانت تتقاتل وتقتل بعضها البعض وتفجر بعضها البعض، ولكن الحضارة والتمدن ترفعا عن الكراهية والدماء.
ولعل أبرز ما جاء في الكلمة الافتتاحية للرئيس الفرنسي ماكرون التي ألقاها في هذه المناسبة المهمة والتاريخية حين فرق بين الوطنية والتعصب القومي، فاعتبر الأولى ميزة واعتبر الثانية خطرا عظيما.
وفي لفتة رمزية بالغة الدلالة والأهمية قدم ماكرون للعالم الوجه التعددي لثقافة فرنسا التي رآها العالم في منتخبها لكرة القدم، الفائز بكأس العالم الأخير والمشكل من ثقافات وخلفيات ثرية متنوعة، قدم فنانان من أصول آسيوية ومن أصول أفريقية ليفتتحا المناسبة أمام العالم.
هذه الرسالة الأهم التي قدمت للعالم في هذه المناسبة التاريخية؛ أنه لا مكان للخطاب الإقصائي وأن التعددية هي الأساس، وأن خطاب الكراهية سيحارب بكل قوة، فلا مكان للإرهاب باسم الدين ولا مكان للعنصرية باسم القومية. تدين يولد إرهابا ووطنية تولد عنصرية لن يسمح المجتمع الإنساني بهما؛ لأن ذلك يخالف القيم والحقوق والفطرة الإنسانية.
وبطبيعة الحال هذا الخطاب ليس حصريا موجها من الغرب إلى الغرب ولكن خطاب يعني كافة سكان هذا الكوكب لأنها قيم تجمع عليها كافة الأديان وكافة المجتمعات السوية، ومن يشذ عن ذلك فهو يشذ عن مسألة فطرية ويقتضي محاربته.
المجتمعات التي تختار الخطابات الاقتصائية بالدين أو بالقوميات سرعان ما تتوحش وتصبح جاهزة للعدوانية لتأكل بعضها بعضا أو ضد الغير، والتاريخ يظهر لنا الأمثلة العديدة والمتنوعة التي تؤكد ذلك وتبين أن هذه «الاختيارات» هي نوع من أنواع الانتحار السياسي والاجتماعي الفتاك والمدمر.
التاريخ خير معلم وأهم مدرسة وتبقى باستمرار تحدي الاستفادة من دروسه وعبره.
ولعل مشاهد الاحتفالية الحضارية التي شهدها العالم أمس في باريس، يأتي من باب التذكير المهم جدا، أن الكراهية هي أساس كل الشرور وأن الإحساس بالتميز والأفضلية يولد فوقية مضللة تعمي البصيرة وتشعل نيران الحرب والدمار التي لا تبقي الأخضر واليابس.
الشعوب السوية هي التي تترفع عن الفروقات وتشعر بقيمة الانتماء لوطن جامع لا بالنظر المريض الضيق على صغار الأمور التي تجمع وهي في الواقع ما هي إلا خطوط فراق وتمزيق.
فرق شاسع بين من يصنع أوطانا تتسع للجميع وبين من يزكي كيانات فرعية تغذي الكراهية.
100 عام مضت على أول حرب عالمية أطلقت بسبب روح الكراهية التي زرعت.
لم تنته الحرب ولا تزال مستمرة إلا أن العالم بات يفكر مرات كثيرة قبل الإقدام على مغامرة جديدة أخرى وأصبحت الكراهية بكل أشكالها أعتى الأعداء.
* كاتب سعودي
وكم هو مشهد حضاري وراق كان الحضور المهيب لقادة دول كانت تتقاتل وتقتل بعضها البعض وتفجر بعضها البعض، ولكن الحضارة والتمدن ترفعا عن الكراهية والدماء.
ولعل أبرز ما جاء في الكلمة الافتتاحية للرئيس الفرنسي ماكرون التي ألقاها في هذه المناسبة المهمة والتاريخية حين فرق بين الوطنية والتعصب القومي، فاعتبر الأولى ميزة واعتبر الثانية خطرا عظيما.
وفي لفتة رمزية بالغة الدلالة والأهمية قدم ماكرون للعالم الوجه التعددي لثقافة فرنسا التي رآها العالم في منتخبها لكرة القدم، الفائز بكأس العالم الأخير والمشكل من ثقافات وخلفيات ثرية متنوعة، قدم فنانان من أصول آسيوية ومن أصول أفريقية ليفتتحا المناسبة أمام العالم.
هذه الرسالة الأهم التي قدمت للعالم في هذه المناسبة التاريخية؛ أنه لا مكان للخطاب الإقصائي وأن التعددية هي الأساس، وأن خطاب الكراهية سيحارب بكل قوة، فلا مكان للإرهاب باسم الدين ولا مكان للعنصرية باسم القومية. تدين يولد إرهابا ووطنية تولد عنصرية لن يسمح المجتمع الإنساني بهما؛ لأن ذلك يخالف القيم والحقوق والفطرة الإنسانية.
وبطبيعة الحال هذا الخطاب ليس حصريا موجها من الغرب إلى الغرب ولكن خطاب يعني كافة سكان هذا الكوكب لأنها قيم تجمع عليها كافة الأديان وكافة المجتمعات السوية، ومن يشذ عن ذلك فهو يشذ عن مسألة فطرية ويقتضي محاربته.
المجتمعات التي تختار الخطابات الاقتصائية بالدين أو بالقوميات سرعان ما تتوحش وتصبح جاهزة للعدوانية لتأكل بعضها بعضا أو ضد الغير، والتاريخ يظهر لنا الأمثلة العديدة والمتنوعة التي تؤكد ذلك وتبين أن هذه «الاختيارات» هي نوع من أنواع الانتحار السياسي والاجتماعي الفتاك والمدمر.
التاريخ خير معلم وأهم مدرسة وتبقى باستمرار تحدي الاستفادة من دروسه وعبره.
ولعل مشاهد الاحتفالية الحضارية التي شهدها العالم أمس في باريس، يأتي من باب التذكير المهم جدا، أن الكراهية هي أساس كل الشرور وأن الإحساس بالتميز والأفضلية يولد فوقية مضللة تعمي البصيرة وتشعل نيران الحرب والدمار التي لا تبقي الأخضر واليابس.
الشعوب السوية هي التي تترفع عن الفروقات وتشعر بقيمة الانتماء لوطن جامع لا بالنظر المريض الضيق على صغار الأمور التي تجمع وهي في الواقع ما هي إلا خطوط فراق وتمزيق.
فرق شاسع بين من يصنع أوطانا تتسع للجميع وبين من يزكي كيانات فرعية تغذي الكراهية.
100 عام مضت على أول حرب عالمية أطلقت بسبب روح الكراهية التي زرعت.
لم تنته الحرب ولا تزال مستمرة إلا أن العالم بات يفكر مرات كثيرة قبل الإقدام على مغامرة جديدة أخرى وأصبحت الكراهية بكل أشكالها أعتى الأعداء.
* كاتب سعودي