مرحلة سعودية مختلفة!
أنين الكلام
الخميس / 07 / ربيع الأول / 1440 هـ الخميس 15 نوفمبر 2018 02:01
علي مكي
لفت نظري خبر نشرته هذه الصحيفة قبل أسبوعين، يقول: «كرم أهالي قرية مختارة في صامطة في منطقة جازان رئيس بلدية المحافظة المهندس هادي دغريري، نظير ما تقدمه البلدية لقريتهم والقرى كافة من خدمات تنموية أنهت كثيراً من معاناتهم. وقدم أعيان القرية شهادة شكر وتقدير لرئيس البلدية مؤكدين أنه من باب الإنصاف أن نشيد بالإيجابيات مثلما ننتقد السلبيات....الخ».. (انتهى).
كان خبراً لافتاً، ربما بالنسبة لي على الأقل، كوني طيلة ما يقرب من ثلاثين عاماً فترة عملي بالصحافة المحلية، لم أجد أو أرَ أو أقرأ أنّ مواطنين قد قاموا بشكر إدارة خدميّة أو مسؤول (ما) في هذا الجهاز أو تلك الجهة، فكلّ أوراق الصحف تضجّ بشكاواهم وتظلماتهم خاصة من الأمانات والبلديات مروراً بالصحة والتعليم والمياه والكهرباء وغيرها كثير، سواء في صفحات القراء أو في أعمدة بعض الكُتاب الذين يتناولون شؤون الناس وينشرون الرسائل التي قد تصلهم من قرائهم وهي تمتلئ بشكاوى عديدة من التقصير والإهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث تجاه معيشتهم وتجويد حياتهم ورفعها إلى ما يفترض من توفير الخدمات التنموية وإصلاح البنى التحتية.
الدهشة ليست هنا، أي في التحول الذي طرأ على الناس مثلاً، فجعلهم يستبدلون الرضا بالشكوى، ويستشعرون النور بدل الظلام، ويمعنون النظر في النصف المليء من الكأس ويرتوون منه عوض النصف الفارغ من ذات الكأس، ولكن الدهشة تكمن في الموقع الذي حدث فيه هذا الانسجام بين المواطن والمسؤول، ذلك أنّ محافظة صامطة والقرى التابعة لها تقع في إقليم الحد الجنوبي وقريبة جداً مما يجري هناك من صراعات دامية، منذ ثلاث سنوات، بين أبطالنا السعوديين جنود الحق والنور وبين العصابة الإيرانية المتمثلة في فرقة الحوثيين الطاغية، وهو حدث يؤكد ثقة الجهات الحكومية وسكان تلك المنطقة في جيش وجند وطنهم في الذود عن بلاده مما يجعلهم يتفرغون للإنجاز والبناء والتطوير والتحديث والتنمية.
لستُ أكتب في هذا المكان لأمتدح رئيس بلدية صامطة على جهوده التي نال بحقها تكريم مواطنين بسطاء من قرية كانت تحلم بالنماء وتغيير حالها إلى الأجمل وهو ما تحقق وسيزيد تحققه أكثر وأكثر ما دمنا معاً يداً بيد، قيادة وشعباً، مسؤولين ومواطنين، ففي النهاية هذا دور أيّ مؤتمن على مصالح الناس في محيطه، ولكنني أمتدح هذه المرحلة السعودية الزاهية والمختلفة، على الرغم من كل الحروب والمؤامرات والدسائس من قبل القريبين قبل البعيدين، مع الأسف المرير، وعندما أقول إن فترتنا الوطنية الفارقة بإحداث المنجز والعمل شاهد حي يسرّ الناظرين، وتحقيق التناغم بين الشعب وقيادته، فلأن قائداً مثل خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، آمن بأهمية الشباب السعودي وقدرته على الإسهام في تحديث وطنه بثقة وتسارع وكفاءة وإخلاص، فكانت هذه القيادة الشابة ممثلة في صاحب الرؤية الطموحة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي استطاع أن يمكن شبابنا من تولي المسؤولية باقتدار وحسّ وطني شفاف ورفيع في مختلف القطاعات، سواء في أعلى الهرم أو دون ذلك بقليل، ليصنعوا وطناً قادراً على الحياة والبقاء، بعون الله، حتى لو واجهته الدنيا كلها بعواصفها وإعصاراتها المريضة.
إنني أجزم أنّ المهندس الشاب هادي دغريري رئيس بلدية محافظة صامطة، بأعماله المضيئة، هو واحد من مئات بل من آلاف الشباب السعودي الذين يجب أن نمكن لهم العمل والتجربة والقيادة وندعمهم كي تخرج إنجازاتهم إلى النور كدليل مهم على صلابة التجربة السعودية الجديدة وهي تصعد، بثقةٍ واطمئنان ورشاقةٍ أيضاً، صوب الشمس!
* كاتب سعودي
ali_makki2@
كان خبراً لافتاً، ربما بالنسبة لي على الأقل، كوني طيلة ما يقرب من ثلاثين عاماً فترة عملي بالصحافة المحلية، لم أجد أو أرَ أو أقرأ أنّ مواطنين قد قاموا بشكر إدارة خدميّة أو مسؤول (ما) في هذا الجهاز أو تلك الجهة، فكلّ أوراق الصحف تضجّ بشكاواهم وتظلماتهم خاصة من الأمانات والبلديات مروراً بالصحة والتعليم والمياه والكهرباء وغيرها كثير، سواء في صفحات القراء أو في أعمدة بعض الكُتاب الذين يتناولون شؤون الناس وينشرون الرسائل التي قد تصلهم من قرائهم وهي تمتلئ بشكاوى عديدة من التقصير والإهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث تجاه معيشتهم وتجويد حياتهم ورفعها إلى ما يفترض من توفير الخدمات التنموية وإصلاح البنى التحتية.
الدهشة ليست هنا، أي في التحول الذي طرأ على الناس مثلاً، فجعلهم يستبدلون الرضا بالشكوى، ويستشعرون النور بدل الظلام، ويمعنون النظر في النصف المليء من الكأس ويرتوون منه عوض النصف الفارغ من ذات الكأس، ولكن الدهشة تكمن في الموقع الذي حدث فيه هذا الانسجام بين المواطن والمسؤول، ذلك أنّ محافظة صامطة والقرى التابعة لها تقع في إقليم الحد الجنوبي وقريبة جداً مما يجري هناك من صراعات دامية، منذ ثلاث سنوات، بين أبطالنا السعوديين جنود الحق والنور وبين العصابة الإيرانية المتمثلة في فرقة الحوثيين الطاغية، وهو حدث يؤكد ثقة الجهات الحكومية وسكان تلك المنطقة في جيش وجند وطنهم في الذود عن بلاده مما يجعلهم يتفرغون للإنجاز والبناء والتطوير والتحديث والتنمية.
لستُ أكتب في هذا المكان لأمتدح رئيس بلدية صامطة على جهوده التي نال بحقها تكريم مواطنين بسطاء من قرية كانت تحلم بالنماء وتغيير حالها إلى الأجمل وهو ما تحقق وسيزيد تحققه أكثر وأكثر ما دمنا معاً يداً بيد، قيادة وشعباً، مسؤولين ومواطنين، ففي النهاية هذا دور أيّ مؤتمن على مصالح الناس في محيطه، ولكنني أمتدح هذه المرحلة السعودية الزاهية والمختلفة، على الرغم من كل الحروب والمؤامرات والدسائس من قبل القريبين قبل البعيدين، مع الأسف المرير، وعندما أقول إن فترتنا الوطنية الفارقة بإحداث المنجز والعمل شاهد حي يسرّ الناظرين، وتحقيق التناغم بين الشعب وقيادته، فلأن قائداً مثل خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، آمن بأهمية الشباب السعودي وقدرته على الإسهام في تحديث وطنه بثقة وتسارع وكفاءة وإخلاص، فكانت هذه القيادة الشابة ممثلة في صاحب الرؤية الطموحة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي استطاع أن يمكن شبابنا من تولي المسؤولية باقتدار وحسّ وطني شفاف ورفيع في مختلف القطاعات، سواء في أعلى الهرم أو دون ذلك بقليل، ليصنعوا وطناً قادراً على الحياة والبقاء، بعون الله، حتى لو واجهته الدنيا كلها بعواصفها وإعصاراتها المريضة.
إنني أجزم أنّ المهندس الشاب هادي دغريري رئيس بلدية محافظة صامطة، بأعماله المضيئة، هو واحد من مئات بل من آلاف الشباب السعودي الذين يجب أن نمكن لهم العمل والتجربة والقيادة وندعمهم كي تخرج إنجازاتهم إلى النور كدليل مهم على صلابة التجربة السعودية الجديدة وهي تصعد، بثقةٍ واطمئنان ورشاقةٍ أيضاً، صوب الشمس!
* كاتب سعودي
ali_makki2@