تطوير التعليم يصنعه المعلم
مفتاح ضائع
الأحد / 10 / ربيع الأول / 1440 هـ الاحد 18 نوفمبر 2018 01:31
أنمار مطاوع
عشرات السنوات ونحن نطبق (تجارب عالمية ناجحة) في مجال التعليم.. شرقية وغربية.. وإلى الآن مازلنا نحاول.. ولم ننجح بعد بشكل كامل. صحيح أن التجارب العالمية الناجحة حققت نتائج إيجابية داخل مجتمعاتها لطلابها وطالباتها، ولكنها لم تحقق نفس النتائج محلياً.. ولا يمكن أصلاً أن تحقق تلك النتائج. فالتعليم نتاج البيئة والمجتمع والثقافة. نستطيع أن نستفيد من التجارب، ولكن لا نستطيع أن نطبقها بكل مفرداتها.
أشار وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في إحدى مقالاته العام الماضي إلى أن: (حفظ المعلومة -باستثناء المواد التي تتطلب الحفظ- لم يعد ذا شأن كبير في ظل توافر مصادر المعرفة). وأضاف بأن القيم والمهارات التي يكتسبها الطالب من عملية التعليم والتعلم -خصوصاً المهارات غير المعرفية؛ مثل: التفكير الناقد وحل المشكلات والتفاوض..- هي التي تبني لدى الطلبة ملكة اختيار المعلومة الصحيحة ورفض المعلومات التي لا تستقيم مع المنطق والعقل.
بعد هذا التفكير والتوجه الثقافي الحديث في مفهوم التعليم، يجب أن نضع قاعدة واضحة تنص على عدم نقل التجارب الناجحة كما هي. فالتجارب التعليمية -تحديداً- تنبع من ثقافة المجتمع بعاداته وتقاليده وأفكاره.. ويستحيل نجاحها كاملة في مجتمع آخر مهما تقاربت الثقافة.
لهذا، من المهم في هذا التوجه التعليمي الجديد أن لا يتم تهميش المعلمين والمعلمات. بمعنى أن يتم الاستضاءة بالآليات والأساليب والطرق المستخدمة في التجارب التعليمية العالمية الناجحة -بمختلف مشاربها وليس تجربة واحدة بحد ذاتها-، كل التجارب التي تؤدي للنتائج الإيجابية وتحقق أعلى مستويات الفائدة، ولكن تركيب تلك الطرق ومواءمتها مع الثقافة المحلية يجب أن يتم بأيدٍ سعودية عن طريق المعلمين والمعلمات.. أي سعودة التجارب العالمية. فالمعادلة الصعبة في مواءمة التجارب العالمية مع الثقافة المحلية، والمعلمون والمعلمات هم الأقدر على إسقاط تلك التجارب على قالب الثقافة المحلية بما يتلاءم مع المجتمع وأفكاره. فالهدف هو تطوير التعليم ونتائجه، وهذا لن يتم بشكل متكامل إلا إذا كانت العناصر المساندة نابعة من الثقافة المحلية.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
أشار وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في إحدى مقالاته العام الماضي إلى أن: (حفظ المعلومة -باستثناء المواد التي تتطلب الحفظ- لم يعد ذا شأن كبير في ظل توافر مصادر المعرفة). وأضاف بأن القيم والمهارات التي يكتسبها الطالب من عملية التعليم والتعلم -خصوصاً المهارات غير المعرفية؛ مثل: التفكير الناقد وحل المشكلات والتفاوض..- هي التي تبني لدى الطلبة ملكة اختيار المعلومة الصحيحة ورفض المعلومات التي لا تستقيم مع المنطق والعقل.
بعد هذا التفكير والتوجه الثقافي الحديث في مفهوم التعليم، يجب أن نضع قاعدة واضحة تنص على عدم نقل التجارب الناجحة كما هي. فالتجارب التعليمية -تحديداً- تنبع من ثقافة المجتمع بعاداته وتقاليده وأفكاره.. ويستحيل نجاحها كاملة في مجتمع آخر مهما تقاربت الثقافة.
لهذا، من المهم في هذا التوجه التعليمي الجديد أن لا يتم تهميش المعلمين والمعلمات. بمعنى أن يتم الاستضاءة بالآليات والأساليب والطرق المستخدمة في التجارب التعليمية العالمية الناجحة -بمختلف مشاربها وليس تجربة واحدة بحد ذاتها-، كل التجارب التي تؤدي للنتائج الإيجابية وتحقق أعلى مستويات الفائدة، ولكن تركيب تلك الطرق ومواءمتها مع الثقافة المحلية يجب أن يتم بأيدٍ سعودية عن طريق المعلمين والمعلمات.. أي سعودة التجارب العالمية. فالمعادلة الصعبة في مواءمة التجارب العالمية مع الثقافة المحلية، والمعلمون والمعلمات هم الأقدر على إسقاط تلك التجارب على قالب الثقافة المحلية بما يتلاءم مع المجتمع وأفكاره. فالهدف هو تطوير التعليم ونتائجه، وهذا لن يتم بشكل متكامل إلا إذا كانت العناصر المساندة نابعة من الثقافة المحلية.
* كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com