كتاب ومقالات

قطار الرؤية وعثرات الطريق

تهويم

منى العتيبي

وصلنا إلى مرحلة مفصلية مع الرؤية السعودية 2030 تحتم علينا معاودة النظر في خطوات تطورها وطرق تنفيذ إستراتيجياتها على أرض الواقع كما تصدر من جهات إدارة الإستراتيجية..

جاءت الرؤية واضحة في رؤيتها ورسالتها وخططها التنفيذية وتقريباً اكتملت حد التمام إلى ما تصبو إليه في مرحلتها الأولى، ولكن من وجهة نظري خطواتها الزمنية بوضعها الحالي في التنفيذ بطيئة جداً في كافة الوزارات والمؤسسات أمام الإمكانات المتاحة والموارد البشرية والطاقات الشبابية السعودية المتوفرة، ويعود الخلل في ذلك إلى الشخصيات التي تنفذها ميدانياً.. لو تأملنا قليلاً نجد بعضاً من الوزراء والرؤساء ومَن يديرون برامج ومشاريع الرؤية يضعون بنات أفكارهم الخاصة في طريقة التنفيذ ويتجاوز بعضهم ذلك إلى التنفيذ وإصدار قرارته تبعاً لذوقه الخاص دون الرجوع إلى أهل الاختصاص واستشارتهم ودون إعداد خطة تنفيذية مختصة.

إن الاهتمام بثقافة مدير الرؤية التأهيلية وطريقة إدارته لمشاريعها مهم جداً في هذه المرحلة خاصة بعدما انتشرت ثقافة الرؤية عند العامة من الشعب السعودي واتضحت رؤيتها لدى الناس وبدأوا يسيرون على خطواتها ويتطلعون إلى طموحاتها الرقمية ولكن بقي لنا إعداد مَن يديرون مشاريع الرؤية وتدريبهم على مهارات التعامل، فمن المضحك جداً -وهذا ما صادفته- أن تجد مدير أحد المشاريع التي تستهدفها الرؤية في إحدى المؤسسات الحكومية هو مَن يقوم بكل الأدوار في المشروع ويتطفل على أدق تفاصيل المشروع وفقاً لذوقه الخاص وغير المختص، ليختار المكان الخطأ لبناء المشروع، ويختار الفريق الخطأ غير المهني ويختار أيضا لون الطلاء الخطأ لمبنى المشروع!

من وجهة نظري جاء الوقت الحازم لمعاودة النظر في تأهيل الشخصيات القيادية لكافة الوزارات الحكومية وتدريبهم على مهارات تنفيذ مشاريع الرؤية السعودية في خطوة زمنية تختصر الزمانكية في الوصول إلى الهدف.

اللعبة التنموية تقوم على أن تسبق الزمن قبل أن يسبقك، وتحقق الهدف دون أن تقع في داومة التجارب واحتمالية النجاح أو الفشل، وأن توفر ما لا يستطيع غيرك توفيره، نحن في عصر الأفكار المتسارعة المبتكرة، ولن نختصر الوقت في تنفيذها مع الأشخاص الخطأ.

* كاتبة سعودية

fanarm_7@