كتاب ومقالات

من إبداعات إعلام الغفلة

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

من التفسيرات والتخريجات المضحكة لمنظومة الإعلام التي جندت نفسها كلياً لمهاجمة المملكة على خلفية قضية جمال خاشقجي -رحمه الله- ادعاؤها بما يشبه الجزم واليقين أن جولة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على بعض مناطق المملكة ما هي إلا محاولة لتحسين سمعة الدولة لدى المواطنين بعد الحادثة وتعزيز ثقتهم بها وطمأنتهم بما يتعلق بالعقوبات التي ستتعرض لها المملكة بسبب الحادثة، هكذا وبكل بساطة توصلت تلك الوسائل إلى هذا الاستنتاج الذي تفتقت عنه سذاجتها وأثبتت به جهلها الفادح بطبيعة الأوضاع في المملكة، أو تعمدها القفز على ما تعرفه لتثبت أنها تواصل سقوطها إلى قاع الانحدار في التعامل الإعلامي مع القضية.

بمثل هذا الطرح تضع تلك الوسائل نفسها في مأزق جديد يضاف إلى المآزق المهنية والأخلاقية التي تورطت فيها، فمن المستبعد ألا تكون على علم بأن الزيارات الملكية للمناطق جانب مهم في إدارة الوطن دأب عليه كل الملوك منذ عهد المؤسس، وأنه يتم تحديد مواعيدها قبل أشهر من توقيتها لأنها زيارات عمل وتدشين مشاريع تنموية وبحث احتياجات مستقبلية والوقوف على حقيقة ما تم من إنجازات ومعرفة احتياجات المواطنين وبحث كافة شؤون المنطقة مع المسؤولين فيها بحضور الوزراء وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين في أجهزة الدولة، ولذلك لا بد من جدولتها قبل وقت كاف يأخذ في الاعتبار المسؤوليات والالتزامات الضخمة لملك مسؤول عن شؤون دولة كبرى داخلياً وخارجياً.

ثانياً، لم تهتز ثقة المواطن بالدولة أبداً في كل الأحداث والأزمات التي مرت بها المملكة عبر كل المراحل لأنه يعرف جيداً حكمتها ونضجها وقدرتها على تجاوزها بنجاح واستطاعتها حماية الوطن من أي تهديد. هذه الحقيقة لم تتغير ولن تتغير، ومع أن المجتمع السعودي كمجتمع إنساني أخلاقي سوي قد رفض واستنكر بشدة ما حدث لمواطنه جمال خاشقجي رحمه الله، لكنه أيضا رفض أي تجاوز على سيادة وطنه أو تطاول على رموز الحكم انطلاقا من طبيعة العلاقة الخاصة التي تربط الطرفين، وبالتالي لا يحتاج الملك أو ولي عهده التثبت من إخلاص المواطنين بأي طريقة نتيجة أي حدث طارئ لأن ذلك ليس جزءاً من طبيعة هذه العلاقة الوطيدة الراسخة.

لقد أردنا تذكيركم بجانب من حقائق الأمور لدينا، مع معرفتنا أنكم لن تتوقفوا عن تسليتنا كل يوم بجديدكم المثير بكمية الكذب فيه.