كتاب ومقالات

كيف تضاعف ثقل السعودية دوليا بصراخ الطرابيش؟

هاني الظاهري

من يتابع حالة الجنون التي تمر بها وسائل الإعلام القطرية والتركية بعد فشل حملة التشويه الضخمة التي استهدفت السعودية على خلفية حادثة القنصلية في إسطنبول سيدرك أن الجهات التي تقف خلف تلك الوسائل باتت تختنق بالإحباط وتغرق فعليا في مستنقع اليأس وتبحث عن أي قشة يمكن أن تبعث فيها الأمل دون جدوى.

راهن القطريون والأتراك بكل ما لديهم من علاقات وقوى إعلامية واستخباراتية لضرب مشروع السعودية الجديدة، مقتنعين بحماقة متناهية أنهم سينجحون في مهمتهم باستغلال حدث عابر، قبل أن تصعقهم الحقيقة والنتيجة النهائية التي أشرت إليها منذ بدء الأزمة في مقالة بعنوان (ستنتهي المسرحية ويضحك السعوديون).. لقد اكتشفوا اليوم بكل بساطة أنهم قطيع من الوعول اليائسة تناطح جبلا لا يمكن أن يؤثر فيه صراخ الميديا المأجورة أو شراء السياسيين المرتزقة في الغرب، واكتشفوا كذلك أن جزمهم بقدرتهم على إطلاق موجة ثانية للربيع العربي من داخل السعودية ليس سوى حلم يقظة طفولي ونتاج هلوسات مضحكة.

بالأمس خرج أحد قادة المؤسسات الإعلامية التركية المنخرطة في الحملة المسعورة عبر لقاء تلفزيوني بثته إحدى القنوات الروسية معترفا بفشل الحملة على المستويين السياسي والإعلامي بعد البيان الأخير للرئيس الأمريكي ترمب عن حادثة القنصلية، ومؤكدا أن العالم تخلى عن قضيتهم، وأنه ليس من صالح تركيا أن تقف وحيدة في مواجهة السعودية.. طبعا قال وحيدة ولم يقل بصحبة قطر لأن الأخيرة لا قيمة لها ولا ثقل سياسيا حقيقيا في العالم.

أما قناة الجزيرة القطرية التي دخلت مرحلة جنون غير مسبوقة فبدأت في بث التقارير التي تبحث عن أي إشارة صغيرة قد تفيد بتضرر سمعة الاقتصاد السعودي أو مشروع الرؤية من الحملة.. هذا بعد أن كانت تتحدث طوال الشهر الماضي عن تغيير سياسي قادم في المملكة جراء صراخها ولطمها وهلوساتها التي ذهبت مع الرياح.

في القارة العجوز توقفت وسائل الإعلام عن الجعجعة في الحادثة بعد أن مل الناس منها، وبدأ معظم السياسيين الذين ركبوا الموجة في التراجع والقفز على الحبال، وإرسال إشارات التودد للرياض من تحت الطاولة، وبات الحديث عن تدويل القضية كلاما في الهواء لا طائل منه ولا جدوى.

لقد خرجت السعودية من الأزمة المفتعلة أكثر قوة وإرعابا لخصومها، وتضاعف ثقلها السياسي والاقتصادي على المستوى الدولي بشكل لم يكن ليحدث لولا تلك الحملة المسعورة، فالعالم لا يحترم الصراخ، بل يحترم القوة، وليس أقوى من مواجهة حملات إعلامية وسياسية عالمية بالحجم الذي واجهته الرياض وانتصرت عليه.

باختصار أكرر: انتهت المسرحية يا سادة وضحك السعوديون، وكما قيل قديما (يضحك كثيرا من يضحك أخيرا) ولا عزاء لصراخ الطرابيش.

* كاتب سعودي

Hani_DH@

gm@mem-sa.com