في الغرب تنتشر جمعيات خيرية غالباً أسسها ويدعمها المشاهير، تقوم بتحقيق أمنيات المرضى التي لا يمكنهم تحقيقها بواقعهم الخاص إما لتكلفتها المالية الكبيرة أو لكونها تتعلق بلقاء شخص شهير المريض معجب به، وغالب هذه الجمعيات تكون موجهة لفئة الأطفال، وليس بالضرورة أن يكونوا أطفالا مصابين بأمراض ميؤوس من شفائها، إنما فقط قد تكون أمراضاً مستعصية أو إصابات بليغة وعلاجها قاسٍ ومطول، وعادة تنشر الصحف والمجلات وبرامج المشاهير صور تحقيق أمنيات الأطفال المرضى بلقاء مشاهيرهم المفضلين، وقد ينظر لها على أنها نوع من الدعاية المبتذلة للمشاهير على حساب المرضى، لكن أيا كان دافع المشاهير يبقى فعلهم هذا إيجابياً لجهة أثره على شفاء المرضى؛ حسب ما أظهرت الدراسات الطبية التي رصدت أحدثها «2018» Impact of a Make-A-Wish experience on healthcare utilization, Journal Pediatric Research حصول تحسن كبير بالحالة الصحية للأطفال بعد تحقيق أمنياتهم عبر أكبر جمعية لتحقيق الأمنيات في أمريكا، حيث قارنت بين مجموعتين من الأطفال مصابين بذات الأمراض الخطيرة وبذات العوامل الأخرى، لكن بإحدى المجموعتين قامت الجمعية بتحقيق أمنيات الأطفال، بينما في المجموعة الأخرى لم يتم تحقيق أمنيات للأطفال وذلك للفترة بين «2011-2016» على مستوى عموم أمريكا.

وكانت النتيجة أن الأطفال الذين تم تحقيق أمنية لهم كانوا أقل في عدد مرات دخول المستشفى بحالة طارئة ولغير الفحوصات الدورية خلال سنتين بعد تحقيق الأمنية، مما نتج عنه أن تكاليف علاج الطفل بعد تحقيق أمنيته كانت أقل بكثير من تكاليف علاج الطفل الذي لم تحقق له أمنية. وتكلفة تحقيق أمنية نحو 10682 دولارا، وهي أقل من تكلفة العلاج الإضافي، وقال الأطباء إن آلية الأثر الطبي الإيجابي لتحقيق أمنية للمريض تكمن في فهم العلاقة بين الحالة النفسية والمزاجية وبين كفاءة عمل الجهاز المناعي؛ فكلما كانت الحالة النفسية والمزاجية للمريض أفضل كان عمل جهازه المناعي أفضل أيا كان عمره، ولهذا أي شيء يحسن الحالة النفسية والمزاجية للمرضى والمصابين سيكون مساعدا على شفائهم بأسرع وقت وأقل قدر من المضاعفات وتكاليفها.

وكانت دراسة سابقة «2017» أثبتت أن تحقيق أمنية للمرضى يساعد على تحسين حالتهم النفسية وتقليل شعورهم بالكآبة والتوتر من أعراض المرض وإجراءات العلاج وآثاره الجانبية، فمجرد توقع حصولهم على أمنياتهم ساهم بتحسين حالتهم النفسية وبرفع روحهم المعنوية، وبالتالي تحسين حالتهم الصحية حتى قبل نيلهم للأمنية، فمجرد ترقبهم تحقيقها ساعدهم، لذا أتمنى إنشاء جمعية لتحقيق أمنيات المرضى.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com