كتاب ومقالات

الإعلام ووهم vitrakvi

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

أحسنت وزارة الصحة بإصدارها بيانا إعلاميا حول الضجة التي أثيرت حول عقار علاج السرطان vitrakvi الذي تم اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج السرطان واحتفلت به وسائل الإعلام العربية والمحلية التي ترجمت وتداولت الخبر بطريقة مثيرة على غرار بقية أخبارها التي لا تتحرى الدقة في المسائل العلمية، مدعيةً أن هذا العقار يقضي على السرطان ويشفي منه تماما بغض النظر عن نوعه ومنشئه، وفي الوقت نفسه فشل بعض الأطباء الناشطين في وسائل التواصل من تدارك الأمر سريعا بالتوضيح، بينما روّج البعض للخبر على علاته وكما تداولته وسائل الإعلام، وقلة قليلة هي التي وضحت الحقيقة العلمية وصححت الخطأ الفادح في صياغة الخبر.

افتقاد وسائل الإعلام العربية المحرر المتخصص في الشؤون العلمية والطبية يجعلها ليس مصدر معلومات خاطئة ومضللة بل مصدر خطر على حياة الناس أحيانا عندما تجعلهم يتعلقون بأوهام مكلفة لا أساس لها، أو عندما تنقل لهم بعض الحقيقة مغلفة بالتضخيم والإنشاء الذي لا علاقة له بأسلوب العلم. تابعوا بعض الفضائيات وبعض المجلات والصحف العربية وتأملوا إعلانات بعض العقاقير والمستحضرات الطبية خصوصا في مجالات التجميل والأمراض الجلدية والتخسيس وحتى بعض المشاكل العضوية المهمة لتتبينوا كمية التضليل الهائلة التي يدفع البعض ثمناً كبيراً لها من صحتهم ومالهم، دون حسيب أو رقيب.

عودوا إلى بيان وزارة الصحة لتتبينوا أن حقيقة دواء vitrakvi ليست كما قيل عنها، وبالمناسبة ليت وزارة الصحة تبادر بتوضيح حقيقة أي منتج دوائي جديد يتم الحديث عنه في وسائل الإعلام بطريقة خاطئة، وليتها ـ وهذا الأهم ـ تعاقب المعلنين عن عقاقير طبية بأساليب خادعة وكأنها الإكسير السحري الذي يشفي جميع العلل والأمراض.